بمحض الصدفة، قادت حفريات تجري في المكان المخصص لإنشاء محطة لتنقية المياه العادمة في قرية تياسير في محافظة طوباس، لاكتشاف مغارة صغيرة تحوي تشكيلات رسوبية ومنحوتات أثرية بديعة.
وحفاظا على هذا الاكتشاف الجهات المختصة أغلقت المكان؛ لكنها أعادت فتحه أمام الصحفيين.
مراسل "فلسطين الآن" زار المكان وولج للكهف الصخري الذي أظهر أعمدة صاعدة ونازلة نحتتها المياه الكلسية والظروف الطبيعية على مدار ملايين السنين.
وبحسب قياسات دائرة الآثار، تبلغ مساحة المغارة المكتشفة 14 مترا مربعا.
نتاج طبيعي خالص
يقول مدير دائرة السياحة والآثار في طوباس خالد عبد الرازق إن "المغارة المكتشفة، هي نتاج طبيعي خالص دون تدخل البشرية فيها. فهناك عشرات الأعمدة الصلبة تتدلى من سقف المغارة أو من أرضيتها، تتفاوت أطوال تلك الهوابط والصواعد، كما تفاوتت قياسات أقطارها".
ويتابع "الأعمدة الهابطة يقصد بها التكونات المعدنية الطبيعية المتدلية من أسقف الكهوف الرطبة، في التكوين الحجري للكهف، وتعود لفترات جيولوجية قديمة تجاوزت 65 مليون سنة، ابتداء من عصر الكريتاسي".
وأضاف "هذه الأشكال تكونت بعد ترسب كربونات الكالسيوم وبعض أملاح معادن أخرى التي ترسبت من محاليل مياه معدنية".
والداخل للمغارة معرض لتساقط قطرات من الماء على رأسه، أو أن يدوس بقدمه على مستنقع صغير من الماء.
تأهيل الموقع
وأعلنت مديرية الآثار بالتعاون مع شرطة السياحة، إغلاق الموقع القريب منها لحين إتمام العمل في المشروع، لتفتح مرة أخرى أمام الجمهور، بعد توفر شروط السلامة العامة.
ويقول رئيس مجلس قروي تياسر وجيه الدبك إن "تأهيل المكان سياحيا منوط بانتهاء العمل في محطة التنقية، لكن الجهات المختصة أخذت عينات من المكان لإجراء عمليات الفحص اللازمة ومعرفة تاريخ تشكل هذه الرسوبيات".
وأوضح أن الكهف المكتشف يعد إضافة نوعية للعديد من المواقع الأثرية والسياحية والبيئية في المنطقة، ويعزز من خطط وزارة السياحة لعمل مسارات سياحية سيكون هو من إحداها.