منحت كلية التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة المهندس إيهاب ربحي الغصين مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية والأمن الوطني درجة الماجستير لدراسته التطبيقية التي حملت عنوان "أثر الإعلام الأمني على أداء العاملين في الأجهزة الأمنية" وعلى قيادات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة . وحضر مناقشة الرسالة ظهر الاثنين 16-7 في قاعة المؤتمرات بمبنى طيبة كل من وزير الداخلية والأمن الوطني الأستاذ فتحي حماد وقادة الأجهزة الأمنية وعدد من مدراء الإدارات والهيئات المركزية بالوزارة ولفيف من الأكاديميين والإعلاميين وذوي الباحث. ومُنحت الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال للعام الدراسي 2012م. وأشرف عليها كل من الدكتور يوسف بحر رئيساً ومشرفاً والدكتور رشدي وادي مناقشاً داخلياً والدكتور حسن أبو حشيش مناقشاً خارجياً. [title]تعبير كمي وكيفي[/title] وقال مشرف الرسالة الدكتور يوسف بحر "بعد المناقشة العلنية اجتمعت لجنة الحكم على الأطروحة بعد المداولة وأوصت بمنح الباحث درجة الماجستير من كلية التجارة بالجامعة الإسلامية". واستخدم الباحث الغصين في دراسته المنهج الوصفي التحليلي ليعبر عن الظاهرة تعبيراً كيفياً وكمياً. وتهدف الدراسة للتعرف على واقع الإعلام الأمني وأثره في تحفيز أداء العاملين في الأجهزة الأمنية التابعة للداخلية للوصول لعدة أهداف من ضمنها تقييم ومعرفة وضع الإعلام الأمني وأثره في تحفيز منتسبي الأمن. وتسعى لمعرفة مدى الوسائل الإعلامية المستخدمة من الإعلام الأمني ومدى نجاعتها في الوصول لأفراد الأجهزة الأمنية وتحسين أدائهم. وتضمن عنوان الدراسة مشكلتها عبر طرح سؤال "ما هو أثر الإعلام الأمني على أداء العاملين في الأجهزة الأمنية والمتغيرات المستقلة المتفرعة من الإعلام الأمني وشمولية التغطية الإعلامية الأمنية و ضوابط ومحاذير التغطية الإعلامية الأمنية. كما اشتملت الدراسة على إبراز تنوع الوسائل الإعلامية المستخدمة في التغطية الإعلامية الأمنية . واعتمدت دراسة الطالب الغصين على مجموعة فرضيات أثبت عبرها وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين السياسة الإعلامية الأمنية وأداء العاملين في الأجهزة الأمنية. كما أثبت الغصين وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين شمولية التغطية الإعلامية الأمنية وأداء العاملين في الأجهزة الأمنية، إضافة لوجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين تنوع الوسائل المستخدمة في الدراسة. [title]إسهامة حقيقية في الإعلام الأمني[/title] وتنبع أهمية الدراسة في تركزيه على قلة بل ندرة ما هو موجود في المكتبة العربية والمحلية حول دراسات تتعلق بالإعلام الأمني، وهي تأتي لتكون إسهامة حقيقية في هذا المضمار. ويعزو الطالب الغصين من دراسته إسهامها في إفادة إدارة الإعلام الحكومي وإدارة الإعلام الأمني والجهات المختلفة ذات العلاقة واعتبارها مرجع خاص للطلبة والباحثين في موضوع البحث وأداة ومرجع للباحثين. ويتكون مجتمع وعينة الدراسة من كافة قيادات الأجهزة الأمنية الرئيسية الخمسة ونوابهم وعددهم 127 ضابطاً واستخدمت طريقة الحصر الشامل. وتُركز نتائج الدراسة على وجود تأثير بدرجة قليلة للسياسة الإعلامية الأمنية على أداء العاملين في الأجهزة الأمنية الأمنية. ورأى الطالب الغصين أن السياسة الإعلامية في الداخلية غير واضحة لقيادات الأجهزة الأمنية العليا والوسطى ولا تعكس صورة الوزارة بصورة دقيقة. بينما يدور المحور الثاني للدراسة حول علاقة المهنية الإعلامية للقائمين على الإعلام الأمني بأداء العاملين في الأجهزة الأمنية ووجود قصور في كفاءة وإمكانية القائمين في تخصص الإعلام الأمني في تخصصه وليس لديهم. وتبرز الدراسة دور الإعلام الأمني عبر قيامه بتغطية الشئون المرورية وقضايا مكافحة التخابر والعمالة بشكل جيد جداً وتغطية أعمال الدفاع المدني والمباحث ومكافحة المخدرات بصورة متوسطة وهناك قصور في متابعة أعمال وإنجازات جهازي الأمن والحماية والأمن الوطني وتؤكد الدراسة ضرورة توفر عنصري الصدق والموضوعية كعاملين أساسين في عمل الإعلام الأمني وعدم التضخيم يعززهما. [title]توصيات الدراسة[/title] وأوصت دراسة الغصين بوضع سياسة إعلامية واضحة يشارك في وضعها قيادة الأجهزة الأمنية والعمل على زيادة تدريب والعاملين في الإعلام الأمني مهنياً في مجالات الإعلام والأمن والتركيز في التغطية الإعلامية. كما توصي بالعمل على تقوية دور الإعلام الأمني وإعادة دوره ودراسة تأثير الإعلام على أداء العاملين في المؤسسات الحكومية. وخلال المناقشة العلنية للرسالة، قال الدكتور حسن أبو حشيش المناقش الخارجي إن "الدراسة جديدة ودائماً عندما تكون جديدة في الحقل البحثي من وجهة نظري يكون للباحث فضل السبق وتجاوز بعض الأمور للبناء عليها من غيره في المستقبل أو في درجة الدكتوارة". وأضاف أبو حشيش "هذه الدراسة موضوعها له أكثر من دلالة الأولى أنها تربط ما بين العلوم الإنسانية وعلم الإدارة وعلم الإعلام من أهم الأمور التي باتت تدخل في حياة الإنسان اليومية ولا يوجد أي شخص لا يتعرض لوسائل الإعلام في كل لحظة". وأثنى على فك الطالب الغصين في دراسته ما اعتبره بالاشتباك بين محوري الإعلام والإدارة وعَده مسألة ضرورية جداً. ووصف الدراسة بأنها "محكمة موضوعها جديد ونتائجها وإجراءاتها واضحة تبث مسألة مهمة جداً في المجتمع"، متوقعاً أن يكون لها آثار إيجابية على أداء الأجهزة الأمنية والسياسة الإعلامية للأجهزة الأمنية. وتابع أبو حشيش "الملامح الإيجابية لشخصية الباحث هذا يدل على المبادرة والطموح وحسن تشكيل الشخصية من أجل خدمة شعبه ودينه وأهله ووطنه". وأشار إلى أن ما يكتب عن الإعلام الأمني قليل جداً، معتبراً أن دراسة الباحث تُحسب له أن قام بها وربطه ما بين عنصري الدراسة الإعلام والأداء "الإدارة" بما يفيد الدراسة العملية. من جهته أوضح الدكتور رشدي وادي أن الإعلام الأمني مهم لمجموع الجمهور، لافتاً إلى احتواء الدراسة على إيجابيات كثيرة. وتعد دراسة الغصين الثانية في درجة الماجستير في الإعلام في قطاع غزة حيث سبقها دراسة للباحث محمد أبو ثريا حول الإعلام المقاوم. وعدَ الدكتور وادي الإطار النظري لدراسة الغصين جيداً، مرجحاً أن تُشكل الدراسة قاعدة بيانات مستقبلية للباحثين في مجال الإعلام الأمني . وأكد أن شمولية التغطية الإعلامية الأمنية مهمة لدى الأجهزة الأمنية، منوهاً إلى ضرورة تنوع أساليب وأدوات ووسائل التغطية الإعلامية .