أشارت صحيفة "ميرور" البريطانية، في تقريرا لها، إلى أمور يستخدمها الناس في منازلهم يمكن أن تهدد صحة الطفل، خاصة إذا لم يتم الاعتناء بنظافتها، وذكر التقرير أن هذه الأمور، ومن ضمنها المناشف والبطانيات، قد تنقل العدوى والجراثيم للطفل.
وقال التقرير إن كثيرا من الأهالي يغفلون عنها وعن مراقبة تعامل طفلهم معها. ومع قلة النظافة، تتفاقم المشكلة لتصبح مرضية، وهذه هي الأمور:
بطانيات الأطفال
حذرت خبيرة النظافة الصحية "ليزا أكيرلي" عام 2016 من أن البكتيريا الخفية التي تسبب جرثومة MRSAالخارقة يمكن أن تكمن في لعب الأطفال الناعمة والبطانيات المريحة.
وقالت "أكيرلي": "من المدهش أن 20 في المئة من الآباء والأمهات يغسلون بطانيات أطفالهم أو لعبهم الناعمة بمعدل مرة واحدة كل ستة أشهر أو أقل، وهذه الأشياء يمكن أن تصبح قذرة للغاية مع مرور الوقت، ويمكنها التقاط جميع أنواع الكائنات الدقيقة من الأرض أينما تسقط".
وتابعت: "إن كان هناك حيوان أليف في المنزل، فسوف يكون سطح الأرض متسخا من مخالبه، وإذا قام بالتبول أو التبرز في المنزل، فإنك ستجد البكتيريا البرازية، وبعضها يمكن أن يكون ضارا، ويمكن أن تلتقطها الألعاب اللينة أو البطانيات التي تسقط على الأرض".
ونصحت بغسل ألعاب القماش والبطانيات بشكل متكرر، وأكثر من مرتين بالسنة.
الفرشات
يقول متجر "فيش بولز" للأثاث في "والتهام كروس": "إن الفرشات القياسية تجمع ما يصل إلى 454 غراما من خلايا الجلد الميتة في السنة، وهو الوزن المكافئ لرغيف الخبز".
ووفقا للباحثين في جامعة ولاية أوهايو، يُعتقد أن ما بين 100 ألف إلى 10 ملايين من العث "البق" تعيش في الفراش المستعمل.
كما وجد الباحثون أن ما يصل إلى 10% من وزن الوسادة التي تبلغ عامين، تتكون من سوس ميت وفضلاتها، وعندما يتعلق الأمر بالعرق، فالنتيجة صادمة أيضا، فجسم الإنسان يترك نصف لتر من العرق والسوائل على فرشته كل ليلة، أي ما يعادل أكثر من 880 (نصف لتر) PINT من العرق على مدار خمس سنوات.
وقال الدكتور "فيليب م. تيرنو"، الأستاذ في علم الأحياء المجهرية في كلية الطب بجامعة نيويورك: "بسبب الجاذبية، يجد الجلد الميت طريقه إلى قلب الفرشة على مر السنين، وهذه البيئة تشبه حديقة الحيوانات والنباتات، والناس يتنفسون هذه المواد المثيرة للحساسية المتراكمة ثماني ساعات كل يوم، وهناك أيضا احتمال تفشي بق الفراش وتكاثر البكتيريا".
كما كشفت دراسة صادرة عن مجلس النوم البريطاني أن الفرشة القديمة يمكن أن تحتوي على حالات أعلى من المكورات العنقودية والمكورات المعوية والنوروفيروس (نوع من الفيروسات) وحتى الجرثومة التي يمكن أن تسبب عدوى خطيرة ومقاومة للمضادات الحيوية.
مناشف الحمام
وجدت دراسة حديثة من جامعة "أريزونا" الأمريكية أن فوط الحمام الدافئة الرطبة -خاصة تلك التي تضعها على قضبان ساخنة للمناشف بعد الاستخدام- هي أرض خصبة ومثالية لجميع أنواع البكتيريا.
وتقول أمينة ورنر، مستشارة ممرضة لمؤسسة "Allergy UK ": "لا تتشارك المناشف أبدا مع أي شخص أخر، وتأكد من أن كل فرد من أفراد العائلة يمتلك واحدة خاصة به، خصوصا إذا كان أحدهم مصابا بعدوى في عينه أو عدوى جلدية".
ونصحت "ورنر" "بغسل المناشف دائما على درجة حرارة 60 درجة مئوية أو أعلى على الأقل مرة واحدة في الأسبوع".
السجاد
يقول المسؤول التنفيذي في شركة "Rug Doctor" الأمريكية لصنع المكانس الكهربائية: "إن السجادة تشبه الفلتر، فهي تحبس الأوساخ في أعماقها، وإذا كنت لا ترى شيء عليها، فهذا لا يعني أنه ليس موجودا".
ووجدت دراسة حديثة أن حوالي 40% من الناس يرتدون حذاءهم الخارجي داخل المنزل، وهذا يعني أنه يتم نقل عدد كبير من الجراثيم وآثار البكتيريا الحيوانية والبشرية والبراز إلى أرض المنزل.
وتابع تقرير الصحيفة بأن هناك أيضا في المنزل وعلى السجاد الغبار، وعث المنازل وشعر الحيوانات الأليفة التي تقبع في السجاد لدينا، ويمكن أن تسبب الحساسية، لذا حافظ على نظافتها. وقم بكنس سجادتك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ولا تنس أن تنظف الأشياء التي يتربص عليها الغبار، وضع خزانة للأحذية عند الباب الأمامي، حتى لا يدوس أحد السجاد بحذائه الذي يكون مليئا بالبكتيريا الضارة على الأسرة كلها، والأطفال بشكل خاص؛ كون مناعتهم تكون ضعيفة.
من جهتها، عبرت أخصائية طب الأطفال، سلوان إبراهيم، "عن اعتقادها بأن التقرير بالغ بحجم الضرر الصحي الذي يمكن أن يقع على الطفل من هذه الأمور".
وتابعت سلوان في حديث لـ "عربي21": "نعم التقرير فيه مبالغة، ولكن لا تنس أن أي شيء موجود بالمنزل قادر على نقل الأمراض، وأهم هذه الأمور الملابس والأغطية، كونها ترافق الأشخاص لمدة طويلة، على عكس المواد الأخرى التي يستمر استخدامها لوقت فصير".
واستدركت بالقول: "طبعا هذا إذا فرضنا استخدام الأغطية بين عدة أشخاص مختلفين، بالتالي إذا كان أحدهم مصابا بمرض يمكن نقل هذه العدوى بسهولة للآخرين".
ولفت إلى "أنه غالبا ما تكون المشاركة عند الأطفال، وهم طبعا أعلى إمكانية للإصابة بالمرض".
وضربت مثالا على ذلك دور الحضانة، وقالت: "إن هذه الدور غالبا ما يتم فيها استخدام السجاد والبطانيات من قبل جميع الأطفال، وهي تنقل الجراثيم والطفيليات بينهم، كما أن الأنسجة تحمل الغبار والأتربة التي تسبب الحساسية والأزمات التنفسية".
ونصحت سلوان الأهالي ودور الحضانة بعدم مشاركة البطانيات، وغسلها مرة واحدة أسبوعيا على الأقل.
ونبهت إلى "ضرورة عدم استخدام السجاد والموكيت، خاصة إذا كان هناك أطفال يعانون من ربو أو حساسية، وذلك كونها مخزنة للغبار، والعمل على تنظيف السجاد بشكل عميق من الأتربة".
وختمت نصائحها بالقول: "أما المناشف، لكونها تتعرض للرطوبة، فهي مخزن للبكتيريا والجراثيم، لذا يجب غسلها وتنشيفها بعد كل استخدام، وفي حال إصابة أي أحد في المنزل بأي أمراض خاصة تنفسية أو جلدية، يجب عزل أدواته من أغطية ومناشف، وغسلها على حدة".
يُذكر أن دراسة أمريكية أثبتت وجود مخاطر كبيرة تحملها أغطية الأسرة، وتوصل علماء من جامعة نيويورك إلى أن أغطية الأسرة تحتوي على عدة أنواع من الفطريات المجهرية، التي يمكن أن تسبب الأمراض للإنسان.