22.22°القدس
21.9°رام الله
21.08°الخليل
26.42°غزة
22.22° القدس
رام الله21.9°
الخليل21.08°
غزة26.42°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: "محررون" غيبتهم السجون وجمعتهم مائدة الإفطار

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتغير الأحوال في فلسطين إلى الأحسن ، ويتحسس الجميع أحوال بعضهم البعض ، ويتبادلون التهاني والزيارات بمناسبة قدوم هذا الشهر الفضيل ، غير أن هذه الأمور كلها حرم منها أبطال غيبتهم زنازين السجون ، وحرمتهم من فرحة التجمع مع الأهل والأحبة حول الإفطار، فصمموا على تحويل المحنة إلى منحة ، فاغتنموا رمضان بما تيسر من الطاعة والعبادة ، واحتسبوا معاناتهم عند العليم الخبير. الأسرى المحررون يعيشون خلال شهر رمضان المبارك فصولاً لم يتعودا عليها ، وإنما حنوا لها طوال سنوات اعتقالهم ، حيث أن رمضان هذا العام بالنسبة لكل واحدٍ منهم ليس ككل عام ، ويكفيهم فرحاً أنهم بين أهلهم وذويهم ، يجتمعون سوياً على وجبتي الإفطار والسحور، ويتزاورن فيما بينهم للتهنئة بهذا الشهر الفضيل ، لكنهم ما زالوا يحنون إلى أجواء رمضان داخل السجون ، وإلى إخوانهم الأسرى الذين عاشوا معهم شهور عديدة من رمضان استمرت لعدد من السنوات ، فكانوا خير خليل في محنة الأسر . ففي الوقت الذي يستمتع فيه الصائمون في مشارق الأرض ومغاربها بلم الشمل مع عائلاتهم حول موائد الإفطار ، يغيب هذا المشهد عن الكثير من الأسر الفلسطينية التي لا يزال أحد ذويها في غياهب سجون الإحتلال الصهيوني ، يعاني لوعة الفراق ، ويحن إلى مشاركة ذويه مائدة الإفطار . لكن في كل مرة يحاول الإحتلال ابتكار أساليب جديدة لابتزازهم في محاولة للتضييق عليهم ، وأبرز ما يستخدمه منع الزيارات لذوي أسرى قطاع غزة منذ ما يزيد عن ستة أعوام ، ليعاني الغزيون لوعة الحنين إلى أبنائهم المعتقلين ، وظلم الحصار الظالم الذي نخر في كافة مناحي الحياة الفلسطينية . [title]محررون على موائد الإفطار[/title] بعد فراق دام أكثر من 20 عام ، وبعد غياب عن موائد الإفطار مع أهله وذويه لمدة 20 عاماً ، يجتمع الأسير المحرر "محمد الحشاش" من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة على موائد الإفطار خلال هذا الشهر الفضيل ، للمرة الثانية بعد اجتماعه معهم في شهر رمضان المنصرم وبعدما غيبته السجون عن هذه الأجواء الرمضانية التي يحلم بها كل أسير . ويشير المحرر "محمد الحشاش" ، أنه ومنذ لحظة الإفراج عنه وهو يفكر في لحظة الإجتماع مع أهله وذويه على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك ، ويضيف إلى أنه انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر منذ 20 عاماً مضت ، حيث الإجتماع معهم في بيت أخيه الكبير ، مع إخوته الخمسة وأخواته ، ووالدته التي أقعدها المرض فلم تعد تقوى على الحراك ، مشدداً على أن أجواء اليوم الأول من رمضان خارج السجون ، كانت أجواء غير طبيعية ورائعة جداً ، وتمناها لكل أسير لا يزال يقبع خلف زنازين الظلم والبغي الصهيوني . أما الأسير المحرر "عبد الناصر محمد البحر" ، غاب عن مائدة الإفطار مع أهله وذويه لأكثر من 17 عاماً ، لكنه مع أول يوم من أيام شهر رمضان المنصرم عاد إلى أجمل لحظة لم يستطع وصف سعادته به ، وبحسب ما يقول فإنه شعور لا يوصف ، وفرحة غامرة أن تكون بين أهلك وذويك ، وتجلس معهم على مائدة الإفطار في أول أيام شهر رمضان المبارك ، بعد حرمان 17 عاما من هذه اللحظات الأكثر من رائعة ، غير أن فرحتي لن تكتمل إلا بالإفراج عن باقي الأسرى ، وينعمون بهذه اللحظات الجميلة بين الأهل والأحباب . [title]طعم مختلف مع الأهل[/title] وكما غيره من المحررين تمنى الأسير المحرر "عطا هليل أبو خبيزة" وبعد لحظات من تناوله طعام الإفطار مع أهله وذويه ، في أول يوم من أيام شهر رمضان الماضي من العام الماضي أن ينعم كل أسير داخل السجون : " بهذه اللحظات التي لا يمكن وصفها إلا بأنها فضل من الله ومنة ، حيث تختلط دموع الفرح على الإجتماع مع الأهل والأحباب ، ودموع الحزن على فراق الأسرى الذين قضيت معهم أفضل 17 عام من حياتي ، في طاعة الله وعبادته ، وأسأل الله أن يتلذذ الأسرى بهذه اللحظات الرائعة " . مشاعر الفرحة والسرور طغت على جميع الأسرى المحررين ، الذين تشابهت مشاعرهم جميعا على مائدة الإفطار ، حيث أن الأسير المحرر "تامر زياد العبيط" من سكان مدينة دير البلح وسط القطاع ، أشار إلى أن : " الجلوس على مائدة الإفطار مع الأهل والأحبة هو شعور لا يوصف وفرحة غامرة امتزجت بألم فراق الأحبة داخل السجون ، وأقسى لحظات يمر بها الأسير عندما يجلس للإفطار ويتذكر أهله وأبنائه ، وخصوصاً الأسرى المتزوجون مَن تركوا خلفهم أبنائهم ولم يروهم لعدد من السنين ، لكن فرحة الإجتماع على الإفطار تمت والحمد لله رب العالمين " . ففي كل عام ومع حلول شهر رمضان يرجو الأسرى وذويهم أن يجتمعوا العام المقبل على مائدة الإفطار ، بعيداً عن ظلم الإحتلال وجبروت سجانيه ، وأمام تلك الأماني تشتد حراب الإحتلال على الأسرى ، وتتلذذ مصلحة السجون في البحث واكتشاف وسائل تزيد من معاناتهم وحرمانهم من رؤية ذويهم " فصبرٌ جميل والله المستعان".