كشف أحد عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذي كان معتقلا في سجن الظاهرية في الخليل لمدة تزيد عن 40 يوما، عن ممارسات غير أخلاقية وعمليات تعذيب عنيفة تنفذ بحق العشرات من المعتقلين من عناصر الأجهزة الأمنية وكوادر حركة فتح، بتهمة حياة أسلحة والتخطيط للانقلاب على السلطة. وقال العنصر الذي يحمل رتبة مقدم في جهازه الأمني ويقطن مدينة رام الله إن اعتقاله جرى في أواخر أيار المنصرم، بعد أن تم استدعاءه إلى مقر جهاز الاستخبارات العسكرية في المدينة، وبعد تفتيشه ومصادرة أجهزته الخلوية وكل ما يحمل، جرى نقله على الفور إلى سجن الظاهرية في جنوبي مدينة الخليل، مكبلا من يديه ورجليه، وعينيه معصوبتين، دون أن يجيبه أحد عما يجري له وما أسباب ذلك!!. وأضاف لـ"فلسطين الآن" أنه ما إن وصل إلى المقر، حتى تم إلباسه كيس عفن في رأسه وجره إلى الداخل، ومن ثم إجباره على الوقوف لأكثر من عشر ساعات متواصلة، على هيئة الشبح، وكان عنصر أمني يقف خلفه يقوم بإبعاد رجليه عن بعضهما لأكثر من متر، ما يسبب له أوجاعا بالغة. وكشف عن أن التحقيق معه كان يدور حول امتلاكه لأسلحة شخصية وتحديدا مسدسين وسلاح ناري أوتوماتيكي، ورغم أنه معروف بانضباطه الكبير وعلاقته الطيبة مع كافة زملائه في العمل ولم يسبق أن قدمت بحقه أي شكوى، كما أنه سبق واعتقل لدى قوات الاحتلال لأكثر من مرة، لكن ذلك لم يشفع له مطلقا، بل نال قسطا كبيرا من التعذيب على مدار أيام اعتقاله. وعما كان يدور حوله، أوضح أنه كان يبيت في زنزانة "مقرفة" وضيقة جدا، ويرمى له الطعام كالكلاب، بعد أن يقف ووجه إلى الحائط حتى لا يرى وجه الجندي الذي يأتي له به. وعندما يتم طلبه للتحقيق يجري تكبيله وتعصيب عينيه وجره إلى غرفة المحقق، حتى لا يرى أحد. ليس هذا وحسب، بل أن صياح واستغاثة المعذبين لم تكن تتوقف على مدار الساعة، وغالبيتهم عناصر أمنية، والجزء المتبقي من المحسوبين على حركة فتح الذين يخضعون للتحقيق بتهمة التخطيط للانقلاب على السلطة. وأكد العنصر الأمني أنه لم يزره أحد من أقاربه طيلة فترة اعتقاله، ولم يسمح له بإجراء أي اتصال هاتفي مع زوجته وأبناءه، في حين سمح بذلك لآخرين، كما أن موظفا من الصليب الأحمر زاره بعد مرور أكثر من 33 يوم على اعتقاله، وفي نفس اليوم زاره وفد من قيادات أمنية بحجة الاطمئنان على صحة المعتقلين ومعاملتهم وفق القوانين. وقال إن غالبية العناصر والجنود الذي يقومون بتنفيذ الأوامر بما فيها الضرب والتعذيب من منطقة "عرب الرماضين" في أقصى جنوبي مدينة الخليل، وهم من البدو القساة الذين يتعاملون بعنف شديد من المعتقلين، ولا يمكن التفاهم معهم مطلقا. كما أنه سمع صياح شديد كان يصدر عن "زكريا الزبيدي" القائد السابق في كتائب الأقصى في مدينة جنين، وكان يستغيث من شدة الضرب والتعذيب، وقد عرفه من صوته كونه سبق وخدم في جنين والتقى به هناك. وأوضح أن اعتقاله تسبب بفقدانه نحو 20 كيلو غرام وإصابته بعدة أمراض جراء التعذيب وسوء الإهمال، وحاليا يعيش في ظروف نفسية سيئة للغاية، رغم مرور نحو أسبوع على إطلاق سراحه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.