قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن العلاقات المصرية-الفلسطينية دخلت عهدًا جديدًا بعد ما استشعره من وقوف الرئيس المصري الجديد على مسافة واحدة من الفلسطينيين. وفي مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه بالرئيس المصري محمد مرسي، اليوم الخميس، أضاف مشعل أنه رغم تميّز العلاقة بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين المحسوب عليها مرسي، فإن حماس منفتحة على الجميع. وبعث برسائل تطمينية إلى القوى السياسية، قائلا إنه يريدهم أن يطمئنوا تماما "لأنه لا يمكن لأي حمساوي أو فلسطيني أن يفكر في أن يأخذ أي شبر من الأراضي المصرية وعلى رأسها سيناء، فأحد ثوابت الحركة هو أن الأرض الفلسطينية هي فلسطين فقط، ولذا يرفض الفلسطينيون التوطين في البلدان التي لجأوا إليها. ويشير مشعل في ذلك إلى أقاويل ترددت بعد دخول مرسي السباق الانتخابي مايو/أيار الماضي عن أن العلاقة القوية بين جماعته وبين حماس ستدفعه إلى توطين الفلسطينيين في سيناء. وقال مشعل إن بين حماس والسلطات المصرية تعاونًا وتنسيقًا بما يساعد على استقرار الأمن في سيناء، مشيرًا كذلك إلى أن ما يثار عن مستقبل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية "أمر مصري لا تتدخل حماس فيه". وفيما يخص العلاقات مع السلطة الفلسطينية، قال مشعل إن الرئاسة المصرية تسعى لعقد لقاء بينه وبين رئيس السلطة، محمود عباس، مشيرا إلى أن مصر الآن "تقف على مسافة واحدة من الجميع"، وأن كلا البلدين "دعم للآخر". ونفى مشعل أن تكون الحركة طالبت بنقل تبعية الملف الفلسطيني من جهاز المخابرات المصري إلى جهاز مصري آخر؛ قائلا إن هذا الأمر "شأن مصري، والحركة تتعامل مع من تحدده الدولة لها". وحول قطاع غزة قال إنه سمع "كلامًا طيبًا" فيما يتعلق بتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع، مشددا على أن حماس لا ترغب في تحميل مصر مسئوليته، ولا أن تتخلص إسرائيل كدولة احتلال من مسئوليتها تجاهه. وقدم مشعل التعازي لمرسي في وفاة اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية السابق ونائب الرئيس السابق حسني مبارك، قائلا إن "اختلاف قادة الحركة معه (سليمان) لا يمنعهم من الترحم عليه". من جانبه صرح عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، بأن لقاء وفد حماس مع مرسي كان "تاريخيا بكل معنى الكلمة، ودافئا وإيجابيا". وعن الملفات التي تضمنتها المباحثات المشتركة قال "بحثنا ملف المصالحة (بين فتح وحماس) بعمق وتفصيل.. وسبل معالجة العقبات التي تواجه أهلنا في غزة، وتفعيل الحركة على معبر رفح ومعالجة مشكلة الكهرباء". واختتم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، زيارة للقاهرة استمرت يومين، بحث خلالها مع الرئيس المصري ملف المصالحة وعملية السلام والأزمة المالية التي تواجه الفلسطينيين وملف اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وقبل مغادرته صرح عباس بأنه شعر أن مرسي "يقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية؛ لأن هذه هي مصر". وردا على سؤال عما إذا كان سيلتقي مشعل في القاهرة، قال: "لا يوجد أي مبرر للاجتماع؛ فنحن اتفقنا هنا في القاهرة"، في إشارة إلى لقاء سابق بين قيادات في حركة فتح التي ينتمي لها عباس وبين قيادات في حركة حماس بالقاهرة مايو/آيار الماضي، تم فيه الاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية وبلدية ورئاسية. وأضاف أنه يبقى أن تبدأ لجنة الانتخابات عملها في غزة لكي نشرع في تشكيل الحكومة، والكرة الآن في ملعب حماس".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.