فرصة عظيمة ستتوافر في 14 ايار المقبل للفلسطينيين لرسم معالم معادلة جديدة للصراع مع الكيان الاسرائيلي، فرصة ستتوافر لها شروط النجاح المناسبة خصوصا اذا شارك ترمب في احتفالية نقل السفارة الامريكية الى القدس؛ اذ ستتوجه انظار العالم الى الاراضي المحتلة لتغطية الحدث الاستفزازي الذي لن يستطيع ان يحصر المشهد بتصفيق الجمهور المحتفل او مارثون الدراجات التطبيعي فالتغطية ستشمل حدثا اهم واكبر لمسيرة المليون الفلسطينية التي ستعطل الحياة العامة في الكيان.
فالهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة لم تتأخر عن الاستثمار في الحدث بالاعلان عن بدء التحضيرات لمسيرة مليونية يوم 14 ايار المقبل المتزامن مع احتفالات نقل السفارة الامريكية الى القدس؛ فـ 14 من ايار سيشهد حضورا امريكا لافتا على اعلى المستويات ليشمل ابنة الرئيس ايفانكا وصهر الرئيس جاريد كوشنر بالاضافة الى عدد كبير من اعضاء الكونغرس الامريكي بغرفتيه الشيوخ والبرلمان، مطلقا العنان لحالة تعبوية شاملة في الاراضي الفلسطينية ستمتد الى العالم العربي والاسلامي.
مليونية العودة استثمار فلسطيني ناجح في تهور الادارة الامريكية وتهافت المطبعين؛ اذ ستوفر زخما تلقائيا للقضية الفلسطينية بتسليط الضوء على الحقائق السياسية والقانونية ومعاناة ونضال الشعب الفلسطيني مستثمرا في البيئة التي سيخلقها الحدث الكئيب والمستفز.
انظار العالم ومن خلال وسائل الاعلام العالمية ستتوجه لتغطية الحدث الكبير والخطير ومتابعته؛ فالحدث قابل لأن يتحول الى نصر فلسطيني كاسح يربك المشهد السياسي في الاقليم بدل ان يكون هزيمة مرة الطعم والمذاق.
المسيرة الضخمة ستوجه رسالة الى العالم يصعب التعتيم عليها او كبتها من خلال نشر اخبار التطبيع والتصهين؛ فتغطية المسيرة المليونية ستكون مجانية وتلقائية تطغى على النشاطات التطبيعية والاحتفالية للكيان، وستمثل ضربة قوية لكل الجهود الصهيونية للانتقاص من النضال الفلسطيني بثبيت آلية نضال ستتعاظم اهميتها وقيمتها السياسية، وستتحول الى مفردة جديدة في الخطاب السياسي المحلي والاقليمي والعالمي.
الاعلان عن المليونية تحول الى حدث، وفي غضون ساعات تحول الى ارق جديد للكيان الاسرائيلي، ومصدر جديد للحرج للولايات المتحدة والمطبعين، مضيفا مزيداً من العوائق التي تفاقم من ازمة الكيان؛ اذ تتحدى وتربك حسابات ترمب الذي عول كثيرا على خطوة نقل السفارة الامريكية باعتبارها حدثا داخليا امريكيا وانجازا عظيما لإدارته لتحوله الى تحد ومصدر للتهديد والانتقاص من اجندته السياسية المرتبكة المتهورة، رافعة من مستوى السيولة والتشكك بقدرته على تخليق تحالفات صلبة او رسم معالم استراتيجية تتمتع بالديمومة والاستقرار.
في الختام، فإن مسيرات العودة تكتيك تحول الى استراتيجية نضالية تخطف الاضواء من الاحتفالات الصهيونية ومن الادارة الامريكية والجهود التطبيعية المتصهينة؛ مؤسسة بذلك مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني القادر على مواجهة جهود تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال صفقة القرن ام السلام الاقليمي المزور بتحالفات هشة ام بأدوات اعلامية وتطبيعية وقحة.
