لاشك أن الوالدين وتصرفاتهم الفردية ذات أثر كبير في تشكيل شخصية الطفل، فالأساليب التربوية التي يتبعها كلاهما، إما أنّ تكون إيجابية؛ فينشأ فرد كامل قادر على تنمية ذاته والمساهمة في تطوير مجتمعه، أو أن تكون سلبية؛ فتنجم عنها العديد من العواقب الوخيمة.
وللأسف فإنّ غالبية الأسر تفتقر إلى المبادئ الأساسية للتربية، خاصةً في حال حدوث اختلافات أو تضارب بين آراء الوالدين تجاه أبنائهم، لذا استعانت "سيدتي نت" بالأخصائية التربوية ومؤسسة جمعية "طفولة آمنة" عائشة عادل لتحدثنا عن ذلك
أشارت الأخصائية التربوية إلى ضرورة وجود اتفاق مسبق بين الوالدين على كيفية التربية، وبعض القوانين والأمور المعمول بها في المنزل، وقبل إقرار أي أمر يخص الطفل، ويعتمد ذلك على درجة الوعي لدى الطرفين، فبعض الرجال لديهم تعصب تجاه آرائهم، في الوقت الذي تكون فيه المرأة مثقفة، فينبغي عليها حين ذلك عدم الاصطدام معه ومحاولة الوصول إلى الحل الوسط.
وقالت "لذا فإنّ الأمر يرُجح بالحكمة، وإن حدث اختلاف بالرأي في الأمور العارضة في حضور الطفل وأمامه، والطفل غالباً بذكائه ينحاز للرأي الذي يريده، هنا ينبغي اللجوء إلى الصمت أو تغيير الموضوع، ومناقشة الأمر بين الوالدين بشكل سري لاحقاً، واستدراك الأمر ومحاورة الطفل وإقناعه بالرأي الموحد الذي توّصل له الوالدين، لذا يجب على الآباء والأمهات وضع مصلحة الطفل في المقدمة على أي شيء، حيث أنّ بعض الأسر في الدول الأجنبية تُشجع على وضع قوانين وخطوط عريضة وضوابط عامة وواضحة في المنزل، يتم إبلاغ الطفل بها أو كتابتها والتحاور مع الأطفال بعض الأحيان".
وتضيف "لابد من احترام رأي الطفل، اقتداءً بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ففي أحد المواقف أستأذن طفل في الشرب من القدح بوجود كِبار الصحابة، لذا يُفضل أنّ تُعقد جلسات عائلية مُبسطة يؤخذ فيها آراء الأبناء حول كل أمر يخصهم قبل البت فيه، ومعرفة العقوبات والمكافآت".
واستطردت "غالباً ما يتكيّف الطفل مع القرارات التي تخص الأمور العارضة، أما الأمور الرئيسية التي تعود بأثر مباشر على الطفل، يحدث تناقض في الآراء حولها خاصةً عند انفصال الوالدين، فذلك يخلق طفل انتهازي واستغلالي ومضطرب الشخصية، ولا توجد لديه قيّم ثابتة وقد يستقصي أحد الوالدين من غالبية أمور حياته مستقبلاً".