دعا محلل سياسي فلسطيني إلى عدم الإفراط في التفاؤل بشأن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون والتي اتهم فيها الاحتلال الاسرائيلي بالقيام بانتهاكات بحق الفلسطينيين. وتساءل الكاتب والمحلل الفلسطيني "مصطفى الصواف": "ماذا سيفعل مون بعد هذا التصريح؟ هل سيبقى ظاهرة صوتية فقط، أم سيدفع باتخاذ موقف من قبل الأمم المتحدة ضد الإرهاب الصهيوني". وقال الصواف: "أعتقد أن الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ مثل هذا الموقف وهذا التقرير شأنه شأن أي جمعية لحقوق الإنسان تصدر تقريراً عن حجم الإرهاب والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وسيبقى في طي الكتمان أو في داخل الأدراج التابعة للأمم المتحدة دون أن يجد أثراً على الأرض". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون اتهم في تقرير صادر عنه الجمعة 3/8/2012 الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بعدد من الانتهاكات منها حجز الأطفال الفلسطينيين وتضييق الحصار على قطاع غزة، و تقويض الاقتصاد الفلسطيني وعجلة التطوير فيه. [title]استفادة إعلامية ومعنوية[/title] وأكد الصواف على وجود استفادة إعلامية جراء تزامن تصريحات مون مع سفير بريطانيا لدى (اسرائيل) والتي أكد فيها أن صورة (اسرائيل) أمام الرأي العام العالمي في تدهور وممكن أن تنهار. وقال: "هناك استفادة معنوية واستفادة إعلامية في هذا المجال، أمام الرأي العام الدولي الذي بدأ يعبر بامتعاض عن ما تقوم به (إسرائيل) من جرائم، هذا المنظور يقدم صورة حقيقية لما تعانيه الآن دولة الاحتلال من انهيار في مكانتها في الرأي العام الدولي وهذا التصريح البريطاني لم يأتي من فراغ". وأضاف الكاتب والمحلل السياسي: "الحقيقة بدأت تتجلى حيث أن هذا الكيان آخذة صورته التي كانت في الماضي صورة الشعب المظلوم والمعتدى عليه إلى صورة مختلفة وهي صورة الحقيقة والواقع التي تظهر حجم الإرهاب الإسرائيلي الذي أثر على هذه الصورة". ولفت الصواف إلى أن هذا يعطي أمل للفلسطينيين بإمكانية تراكم مثل هذه المواقف الدولية حتى تصل إلى توضيح الحقيقة أمام الرأي العام الدولي ثم يبنى عليه في إدانة الاحتلال ووقوف هذا الرأي العام في وجه دوله لوقف دعم الكيان الصهيوني. وكان سفير بريطانيا لدى الاحتلال الصهيوني قد صرح الخميس 2-8 بأن دولة الاحتلال بدأت صورتها في التدهور وآخذة بالانهيار جراء ما تقوم به من انتهاكات بحق الفلسطينيين، وهو ما اعتبره المحللون السياسيون صورة حقيقية للأزمة التي تعيشها دولة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي. [title]تقرير مفيد لغزة[/title] وعن إمكانية استغلال هذه التصريحات المناهضة للاحتلال من قبل الحكومة الفلسطينية في غزة للتأثير على الحصار المفروض عليها منذ العام 2006، قال الصواف: " أكيد لو كانت الحكومة تتابع الأمر وأنا أعتقد ذلك، ستتخذ من هذا التقرير وسيلة إلى أولئك الذين لا زالوا يتمسكون بالمواقف الدولية الفارضة للحصار على قطاع غزة". وأضاف: " سيكون استغلال جيد لو أحسن من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة أو التخفيف سواء من الجانب المصري أو الجانب العربي المتردد حتى هذه اللحظة سواء في الجامعة العربية أو العديد من الدول العربية التي لا زالت تخشى أمريكا وتخشى إسرائيل وتقف من الحصار موقفاً سلبياً". وأوضح الصواف أن الصورة ستكون أسوأ بالنسبة للجانب الصهيوني وأفضل للجانب الفلسطيني ولكن المسألة بحاجة إلى وقت وبحاجة إلى عمل لدعم حق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وفي الساحات الدولية لاكتساب رأي عام مساند ومؤيد للقضية الفلسطينية.