أكدت المعارضة السورية مقتل عشرات الأشخاص بالمواجهات المستمرة السبت، بينما أعلن مقاتلون معارضون في حلب عن بدء التحضير لمواجهة كبيرة مع القوات الحكومية بعد رصد قافلتين عسكريتين بطريقهما إلى المدينة. وقال المقاتلون إن الرتل العسكري الأول يتجه إلى حلب قادماً من مدينة اللاذقية، الواقعة على البحر المتوسط، بينما يتقدم الرتل الثاني نحوها من العاصمة دمشق. وعزز الثوار مواقعهم في حلب وقاموا بالسيطرة على مرافق ونقاط أساسية بالمدينة التي تقع في المحافظة ذات الكثافة السكانية الأعلى بسوريا، ويسعون إلى بسط سيطرتهم على مناطق أخرى فيها. وقال مصطفى عبدالله، أحد قادة قوات الجيش الحر في حلب، إن عناصره خاضوا مواجهات قاسية لساعات مع عشرات من عناصر الجيش في حي "خان العسل" وتمكنوا من قتل عدد كبير منهم وأسر ثمانية، ولكنهم انسحبوا من المكان في وقت لاحق بعد وصول تعزيزات مدعومة بقصف من مروحيات. وتعرضت مدينة ديرالزور لقصف مدفعي على حي الجبيلة، كما سقطت عدة قذائف بجانب مسجد الفردوس و شارع الجبيلة الرئيسي. حسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق الأحداث الميدانية. كما أشارت اللجان إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي المريديان بالقرب من مبنى الهجرة والجوازات، مضيفة أن الطيران الحربي تدخل لقصف المنطقة، وقد أدى القصف الجوي أيضاً إلى سقوط جرحى في حي الصاخور. وفي العاصمة دمشق، أفادت اللجان عن وقوع اشتباكات في حي المهاجرين ووصلت إلى الجادة الرابعة والتي تبعد ما يقارب 200 متر فقط عن القصر الرئاسي. من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، وهي بدورها هيئة معارضة، إن حصيلة قتلى السبت ارتفعت إلى 94، معظمهم في دير الزور، بينهم 11 سيدة وثلاثة أطفال. وأشارت الهيئة إلى أن القتلى توزعوا بواقع 31 في دمشق وريفها، و24 في ديرالزور و13 في حماه وعشرة في حلب وسبعة في حمص وأربعة في درعا وثلاثة في إدلب، إلى جانب قتيلين في اللاذقية وقتيل غير سوري لم تحدد الهيئة جنسيته. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية، أفادت أن وحدات من القوات الموالية للنظام اشتبكت مع من وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تقوم بترويع المواطنين وارتكاب أعمال قتل وتخريب في أحياء الحمدانية والسكري وصلاح الدين بحلب." كما أشارت الوكالة إلى مواجهات مماثلة في عربين بريف دمشق وحي الخالدية بحمص وحي القرابيص بالمدينة، إضافة إلى "ملاحقة مجموعة إرهابية في الأحراش المحيطة بقرية خربة الجوز التابعة لجسر الشغور،" القريبة من الحدود التركية. وقد خاض الثوار وعناصر الجيش السوري الحر مواجهات عنيفة فجر السبت مع القوات النظامية داخل مبنى للإذاعة والتلفزيون الرسمي بمدينة حلب، الأمر الذي أدى إلى انقطاع البث عن المدينة. وذكرت لجان التنسيق السورية المعارضة أن الثوار تمكنوا من السيطرة على أجزاء من مبنى التلفزيون إلا أنهم اضطروا إلى الانسحاب بسبب عمليات القنص والقصف من جانب الجيش النظامي، ولا تزال المناوشات جارية بين الطرفين. وأشار التلفزيون السوري الرسمي الذي يبث في العاصمة دمشق "إن مجموعة من المرتزقة والإرهابيين قاموا بمهاجمة مدنيين والاعتداء على مبنى الإذاعة والتلفزيون بحلب، حيث هناك مواجهات جارية بين جيشنا الشريف وهذه العناصر." تأتي هذه المواجهات في اليوم الذي تلقى إقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بغالبية ساحقة، قراراً يتعلق بالوضع بسوريا، يعرب عن "القلق العميق" حيال تزايد العنف وينتقد نظام دمشق وكذلك أداء مجلس الأمن الذي "فشل" في اتخاذ إجراءات لمعالجة الوضع، واعتبر المندوب السعودي في الأمم المتحدة أن التصويت هو "انتصار للشعب السوري" ويبعث برسائل واضحة إلى الدول التي تستخدم الفيتو لحماية النظام في مجلس الأمن. ويشير القرار أيضاً إلى "انتهاكات حقوق الإنسان من قبل المجموعات المعارضة المسلحة،" ويدين "العنف بكل أشكاله، وبصرف النظر عن مصدره، بما في ذلك الأعمال الإرهابية،" ولكن معظم فقراته مخصصة لانتقاد الأعمال التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الأسد. وصوت لصالح المشروع 133 دولة، بينما رفضته 12 دولة، في حين امتنعت 31 دولة عن التصويت.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.