منذ احتلال فلسطين عام 48م ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأنروا" تتحمل مسئولية رعاية شئون اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة التي أعطت الحق للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلي قراهم ومدنهم التي هجروا منها قصراً على يد العصابات الصهيونية. معاناة اللاجئين الفلسطينيين لم تتوقف بل تفاقمت مع مرور الوقت نظراً لزيادة أعداد اللاجئين في مخيمات الشتات والداخل، وبقيت الأنروا تقدم الخدمات الأساسية فقط دون النظر إلي معاناة اللاجئين مما فاقم معاناتهم وزاد نسبة البطالة في صفوفهم دون أن تقدم الأنروا حلولاً عملية للقضاء على حالة الفقر المتقع التي يعيشها اللاجئون. [title]فشل الأنروا في تخفيف الحصار[/title] ومنذ الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة قبل ستة أعوام، أصبحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين جزءً من الأزمة بدل أن تكون جزءً من الحل حيث عملت وكالة الغوث على تقليص خدماتها الإنسانية والصحية والتعليمية لسكان القطاع بشكل تدريجي، حتى وصل بها الحال لرفع اسم " تشغيل اللاجئين" عن موقعها الالكتروني قبل أن تعيده تحت ضغط المؤسسات الحقوقية. وفي تطور بالغ الخطورة أوقفت الأنروا دون سابق إنذار برنامج التشغيل المؤقت الذي كان يخفف الجزء اليسير من معاناة اللاجئين ضاربة بعرض الحائط معاناة مئات الآلاف من أرباب الأسر، بينما تواصل في المقابل رفع رواتب الموظفين الأجانب القادمين إلي غزة وزيادة مخصصاتهم حتى وصل راتب الموظف الأجنبي يصل لنحو 30 ألف دولار شهرياً أي ما يعادل راتب 80 لاجئ ممن كانوا ملتحقين في بطالة وكالة الغوث. [title]تفتش مهين لبيوت اللاجئين[/title] وفي إطار عمليات تقليص خدماتها الإنسانية، أوقفت وكالة الغوث عشرات الآلاف من المساعدات الطارئة التي كانت تقدمها للاجئين " الكابونة"، وعملت على نشر فرق الباحثين على منازلهم حيث يعملون على تفتيش بيوت اللاجئين بصورة مهينة، وصل الأمر لتفتيش غرف النوم والمطبخ وغيرها، ما آثار غضب اللاجئين. قررت لجان العاملين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في مناطق عملياتها الخمس (الأردن، سورية، لبنان، الضفة الغربية، قطاع غزة) التوقّف عن العمل ما بين ساعة إلى 3 ساعات خلال أيلول/ سبتمبر المقبل، إحتجاجاً على إلغاء الوكالة 400 وظيفة معلم. [title]إلغاء وظائف المعلمين[/title] ورغم أن مسئولية الأنروا تشغيل اللاجئين الفلسطينيين وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة إلي أن أعداد الخريجين والعاطلين عن العمل من اللاجئين في ازدياد دون أن تقدم الوكالة أي حلول ذات جدوى لإنهاء معاناتهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد أعلنت لجان العاملين في الأنروا في بيان لهم اليوم، تنفيذها لسلسلة اعتصامات رفضاً لقرار الوكالة القاضي بإلغاء 400 وظيفة معلم ومعلمة في مدارسها في المناطق الخمس كمرحلة أولى وأضاف البيان:" إن العاملين في "الأونروا" يرفضون أي قرار يصدر من الإدارة بإلغاء أية وظيفة في المناطق الخمس بما فيها الرئاسة العامة في كل من غزة وعمّان، ورفض المعايير الجديدة للتشكيلات المدرسية وإعتماد المعايير السابقة في كل إقليم ". [title]تدهور في الأداء الصحي للأنروا[/title] وبينما يعاني قطاع غزة منذ الحصار عليه من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، تجد الأنروا هي الأخرى تعاني من ذات الأزمة دون إبداء أسباب واضحة لهذا الأمر ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول هذا الأمر. حيث حملت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة وكالة الغوث "مسؤولية الاخطار التي تهدد اطفالنا الرضع ، نتيجة عدم توفر اللقحات والتطعيمات اللازمة والخوف من انتشار الأمراض والأوبئة". وأكدت اللجان في بيان صحفي "أنه لا يهمها كيفية تحصيل الوكالة هذه اللقاحات ، بقدر ما يهمها صحة أطفالنا وتناولهم الجرعات والتطعيمات حسب التواريخ المقررة !!! لأن الوكالة ملزمة بتوفيرها بشتى الطرق ، لأنها المسؤولة بحكم القرارات الدولية عن قضية اللاجئين الفلسطينين".