أكد خبراء عسكريون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية بمصر أن "الأصابع الإسرائيلية" متورطة في الهجوم العنيف الذي استهدف نقاط حدودية مصرية، وأسفر عنه مقتل (16) جندياً مصرياً وإصابة (7) آخرين وقت الإفطار مساء الأحد 5/8/2012. وأكد الخبراء أن (إسرائيل) تستهدف من ذلك ضرب التسهيلات التي حصل عليها قطاع غزة مؤخراً من الرئاسة المصرية، ومحاولة تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و(إسرائيل) لإقامة منطقة عازلة تخدم الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية الجديدة. واستدل الخبراء على الأصابع الإسرائيلية التي تعبث بالملف الأمني في سيناء بإطلاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيراً لرعاياه من دخول الأراضي المصرية. وقال إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية لمراسلة الأناضول :"إن ما حدث على الحدود المصرية هو عملية استدراج لقيادة المصرية لتعمل ضد القضية الفلسطينية، فهي عملية حرق لإستراتيجية التعامل المصري الفلسطيني التي أقرها الرئيس "محمد مرسي" خلال الفترة الأخيرة". واتهم الدراوي "المخابرات الإسرائيلية وقال إنها ليست بعيدة عن العملية التي شهدتها الحدود المصرية حيث إن بعض القيادات الإسرائيلية كشفت خلال الفترة الأخيرة عن وجود لها في سيناء وإنها تملك من الخيوط والمعلومات مما مكنها من اختراق الأجهزة الأمنية". ومن جانبه رأي الخبير العسكري طارق الحريري "أن المخابرات الإسرائيلية ليست بعيدة عن العملية رابطا بين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين الهجوم". وقال الحريري "إن (إسرائيل) تريد من تلك العملية أن تتخذها ذريعة تؤكد من خلالها أن الحدود مع مصر غير أمنة" وبالتالي يمكنها إحباط المساعي المصرية لتعديل اتفاقية كامب ديفيد (اتفاقية السلام الموقعة بين مصر و(إسرائيل) عام 78 ) وجعلت سيناء منطقة مفتوحة ومرعي للعدد من الجماعات الإرهابية التي تحمل لصالح عدد من المخابرات الأجنبية بما فيها المخابرات الإسرائيلية". ويرى الحريري أن البعض استغل حالة الراحة التي أصابت الجيش المصري لعدم وجود عملية داخلية منهكة وهو ما أدي إلي حالة من التراخي في صفوف الجيش وعدم التركيز علي النقاط القوية للمراقبة والتعامل داخل سيناء. بينما اتهم دكتور طارق فهمي الخبير في الشئون الإسرائيلية تل أبيب صراحة بتدبير هذه العملية وقال :"خلال الـ24 ساعة الماضية اتخذت (إسرائيل) مجموعة من الإجراءات منها تحذير رعاياها من دخول مصري وهذا ما حدث قبل تفجيرات شرم الشيخ وطابا في عام 2005 حيث أن في تلك الفترة يوجد ما يقرب من 35-40 ألف سائح إسرائيلي في سيناء، كما طالبت (إسرائيل) قبل 12 ساعة من الحادثة فتح معبر كرم أبو سالم المغلق منذ شهور". وتابع فهمي مدلل علي تورط (إسرائيل) بأن التلفزيون الإسرائيلي أول من بث صور للتفجيرات كما أن إطلاق النيران يؤكد وجود حالة من الاستعداد المسبق. وفي معرض تفسيره لأهداف (إسرائيل) من تلك العملية قال :"إن (تل أبيب) تريد دخول سيناء واحتلال من 5 إلى 10 كيلو متر داخل سيناء لتحولها لنقطة عازلة يبدأ بعضها التفاوض علي اتفاقية كامب ديفيد، خاصة وان (إسرائيل) أعدت بنود اتفاقية جديدة منذ 4 سنوات لزيادة حماية الأمن القومي الإسرائيلي والسماح باختراق الأجواء المصرية وتقليص عدد الجنود المصريين". وحول الجهات التي يمكن أن تكون نفذت تلك العملية قال الدكتور كمال حبيب الخبير المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية "إن سيناء وكذلك رفح الفلسطينية مرعي لعدد من الجماعات الجانحة فكريا وسلوكيا وتتخذ بعضها من الجيش المصري عدو باعتباره الآن طرفا في الصراع السياسي المصري أو جزء من الدولة القديمة وتعامل معهم من خلال منظور أفكار التكفير والجاهلية". ورفض حبيب الربط بين تحذيرات نتنياهو والعملية الإرهابية قائلاً إن الجماعات المسلحة ذات الفكر المتطرف على الجانبين المصري الفلسطيني :"تفتقد لرؤية سياسية ولا تتعامل مع الأمور من منطق سياسي"، مشيراً إلى أن غالبة هذه الجماعات مخترقة من أجهزة خارجية توجّها لصالح تحقيق أهداف معينة. وربط حبيب بين وصول محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وحالة التقارب التي حدثت بين القيادة المصرية وحركة حماس في غزة وبين تلك العملية التي قد تكون انتقاما من هذا التواصل خاصة وأن بعض القيادات السلفية في غزة لديها عداء من حماس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.