أحبها منذ صغره، وتمسك بها كما يتمسك الطفل بأمه، إنها لعبة " الكاراتيه " التي بدأ النجم الفلسطيني أحمد البطران يمارسها ويتدرب على فنونها منذ نعومة أظافره، فقد كان عمره خمسة أعوام عندما أطلق أول ضربة في سماء اللعبة، ليطلق معها الصرخة الأولى، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من أصول اللعبة وقوانينها كما هو معروف لدى خبراء الكاراتيه.
اللاعب أحمد البطران من سكان مخيم البريج ولاعب نادي خدمات البريج، بدأت رحلته مع الكاراتيه، حتى كبر وكبرت معه أحلامه وأمنياته، ليجد نفسه، وبعد مُضي 20 عاماً، لاعبا ًدوليا يخوض البطولات، ويصول ويجول في الميادين والساحات، ليحقق الإنجازات تلو الإنجازات.
فالكاراتيه عند محمد لا تعدو كونها شكلا من أشكال الرياضة أو الفنون القتالية فحسب، بل إنها تمثل حياته ومستقبله، وهي " كل شيء" بالنسبة إليه كما يقول.
بداية المشوار
يقول نجم المنتخب الفلسطيني للكاراتيه بدأت ممارسة اللعبة منذ سن الخامسة، في نادي خدمات البريج وتحت قيادة المدرب الفلسطيني الكبير سليمان فتيحة، الذي أوصلني لهذه المرتبة الكبيرة في اللعبة التي تعد من أصعب الألعاب على مستوى الألعاب القتالية.
ويشير البطران إلى أن بدايته كانت صعبة مثل كل البدايات، ولكن تحفيز والده واهتمام المدربين به كانت من أبرز العوامل التي جعلتني أواصل المشوار في هذه اللعبة.
ويوضح بانه واصل التطور شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت والاستمرار في التدريب، الذي يكان عبارة عن 3 حصص تدريبية أسبوعياً تعلمه الأساسيات والمهارات الفنية للعبة، سواء في الكاتا "القتال الوهمي"، أو في الكومتيه "القتال الحقيق"، مبيناً أن اللعبة تتطلب ساعات تدريب طويلة، وبما أنني لازلت طالباً جامعياً كنت أحرص دوماً على تنظيم وقتي وتقسيم ساعات يومي.
ويضيف، بدأت بخوض المنافسات في سن مبكرة، رغم صعوبة البدايات ولكن العزيمة والإصرار على الاستمرار والتطور، كانت هي الميزة التي جعلتني أواصل بكل قوة، حتى كانت التجربة الأولى في منافسات الكاتا على مستوى قطاع غزة التي حصلت فيها على المركز الرابع من بين عدد كبير من اللاعبين سنة 2004.
ويقول توالت البطولات البطولة تلو الأخرى في كل مرة نزداد فيها عزيمة وخبرة اصرار على مواصلة الطريق، رغم العديد من محطات الفشل التي مررت بها في كل مرة كنت أعود أقوى مما مضى، حتى دخلت المنتخب الفلسطيني للكاراتيه والحمد لله انا اليوم بطلاً لفلسطين بعد سنوات التدريب الطويلة.
عوامل مساعدة
وعن العوامل التي ساعدت البطران بالظهور بثوب البطل، يقول النجم الفلسطيني هناك عوامل كثيرة ساعدتني على التفوق والحصول على العديد من البطولات والتي كان آخرها كأس فلسطين.
فالكاراتيه على حسب وصفه تحتاج إلى صبر كثير وتكرار في التمارين بجودة عالية، وتحتاج أيضاً إلى اعداد بدني قوي، ما يجعل الأمر يتطلب ساعات طويلة من العمل سواء كان الاعداد البدني في صالة الألعاب "الجيم"، أو التدريب على المهارات الفنية للكاتا في صالة الكاراتيه.
ويضيف، لقد كنت أتدرب ساعات طويلة في الفترة التي تسبق البطولات مثلا في فترة اعداد بطولة فلسطين كنت أتدرب ما يقرب 5 ساعات يومياً مقسمة إلى ساعتين من التدريب الفني صباحاً، وأيضاً ساعتين تدريب مساءً ومن ساعة إلى ساعة ونصف اعداد بدني، بالإضافة الى تدريب المنتخب.
وعن بطولة فلسطين الأخيرة والذي توج بها، يوضح النجم كنت على أعلى مستوى من الجاهزية للمنافسة في أكبر حدث رياضي في تاريخ رياضة الكاراتيه الفلسطينية هذه البطولة التي جمعت بين شقي الوطن من قطاع غزة والضفة الغربية، حيث كانت المنافسة قوية في هذه البطولة ولكن بحمد الله تمكنت من الفوز في كل مبارياتي بنتيجة (5_0) على المنافس والتتويج بكاس فلسطين للمرة الأولى.
إنجازات وبطولات فردية
حصل النجم الكبير لمنتخب فلسطين أحمد البطران على عدد كبير مِن الميداليات على المستوى المحلي ما بين الفضية والبرونزية والذهبية مِنها:
الحصول على بطولة المحافظات الجنوبية مركز أول كاتا ومركز أول كومتيه في عام 2008، إضافة لحصوله على بطولة قطاع غزة في عام 2010، مركز ثالث كاتا ومركز أول كومتيه.
كما حصل النجم على المركز الثالث في بطولة قطاع غزة للرجال كاتا في عام 2015، إضافة لحصوله على المركز الثاني في بطولة قطاع غزة للفئات العمرية كاتا في عام 2016.
وفي عام 2017 حصلت على المركز الأول في بطولة قطاع غزة فئة رجال كاتا، والتي كانت من أصعب البطولات.
وحصل النجم الفلسطيني على الحزام الأسود دان 2، كما انضم لصفوف المنتخب الفلسطيني للعبة.
وأخيراً حصل النجم الفلسطيني أحمد البطران، على المركز الأول في بطولة فلسطين الرسمية الأولى للكاراتيه كاتا قبل أقل من شهر.
كلمات البطل
يقول النجم الفلسطيني أحمد البطران إن لعبة الكاراتيه من أكثر الألعاب قليلة المتابعة في فلسطين، بسبب قلة الدعم الإعلامي والدعم اللوجستي من القائمين على الرياضة، أسوة بألعاب رياضية أخرى.
وطالب البطران جميع الجهات الرياضية سواء كانت جهات داعمة للرياضة الفلسطينية أو الاعلام بشكل عام من صحف وفضائيات ومواقع إخبارية، تسليط الضوء على الرياضات الفردية وخصوصاً الكاراتيه.
ويضيف البطران بأن الامكانيات المادية في اتحاد الكاراتيه ضعيف بسبب قلة الدعم بالرغم من توفر خامات وقامات رياضية كبيرة في اتحاد الكاراتيه، سواء كان على صعيد اداريين ومدربين ولاعبين، فهي تحتاج إلى صقل الامكانيات والمواهب لأجل تحقيق الانجازات العربية والدولية.
وختاماً شكر البطران كل من كان عوناً له في مسيرته الرياضية من أهله ومدربه سليمان فتيحة، ورئيس الاتحاد الاستاذ محمد البكري ونائبه الدكتور أسعد أبو شوقة، إضافة لمدربين المنتخب الكابتن احمد البس، ومحمد الغزالي، ومحمد سعد، ومحمد عبد القادر وجميع المدربين والاداريين.