تعيش عائلة الأسير القسامي "عمار الزبن" فرحة كبيرة، وهي تنتظر أن تضع زوجة ابنهم مولودها الجديد، خلال اليومين القادمين. وفي حال تكللت عملية الميلاد بالنجاح، فهي ستكون أول تجربة زراعة طفل أنابيب لأسير فلسطيني بعد تمكنه من تجاوز الإجراءات الإسرائيلية القاسية بحق الأسرى الفلسطينيين، وإرسال "نطفة" زرعت في رحم زوجته وهو بعيد عنها في سجون الاحتلال، منذ أكثر من 15 عامًا على اعتقاله. الأسير الزبن وفي رسالة نشرها مركز الأسرى للدراسات قال إن المشروع :"بدأ مطلع عام 2011 بعد قرار مشترك مع زوجته بتحدِ الظروف وقهر السجان". مؤكداً أن الدافع وراء التجربة هو صرخة حياة واستغاثة للذين أصبحوا أرقاماً منسية. والزبن محكوم (26) مؤبد و(25) عاماً قضى منها 15 عاماً في السجون، وله ابنتان بشائر النصر وبيسان، واعتقل 3 مرات في مطلع التسعينيات، واستشهد شقيقه بشار عام 1994، فيما استشهدت والدته في إضراب الأسرى عام 2003. من جانبه، أكد الأسير المحرر "رأفت حمدونة" مدير المركز أن هناك بعض المحاولات التي قام بها عدد من الأسرى وخاصة من ذوي الأحكام العالية المتزوجين بهدف الإنجاب وهم داخل السجون. وناقش الأسرى هذه القضية منذ ما يقارب من 12 عاما من ناحية دينية واجتماعية وكذلك أبعادها الاجتماعية، وكانت الإشكالية الأساسية تكمن في تساؤل المجتمع لحمل زوجة أسير وهو في الاعتقال، الأمر الذي قد يحل ببلورة رأى عام يوضح للمجتمع أن الأمر مباح شرعاً لو حفظت فيه الشروط، كما وضحها علماء الشرع الذين اعتبروا أن حق الإنجاب للأسير وزوجته حق طبيعي. ولكن حينما يتعلق الأمر بإجراء عملية تلقيح صناعي فإنه بحاجة للعديد من الإجراءات التي تضمن شرعية هذه الخطوة من خلال توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف من الزوج، إضافة إلى توفر شهود من أهل الأسير وأهل زوجته لإثبات شرعية الطفل وقطع دابر الشائعات.