هل سيستفيق العالم اليوم على وقع صدمة هاىلة حين يشاهد الشكل الذي بدت عليه نهاية عملية البحث الأضخم في التاريخ، والتي قام بها جيش الإحتلال الصهيوني اليهودي لثلاثة أشر كاملة وزيادة عن، أشرف نعالوة، منفذ عملية بركان؟ هل سيُصدم حين يشاهد كمية الدماء الهائلة التي غطت جدران المنزل الذي كان يتواجد به نعالوة في مخيم عسكر بنابلس قبل أن يتم اغتياله بوحشية تنم عن عجز دولة متصدعة؟ هل سيُصدم العالم بعد أن يستذكر بأن عملية الإغتيال هذه تمت بعد ثلاث ساعات من تبادل لإطلاق النار بين ثلاثة أشخاص فقط كان أحدهم نعالوة، وبين نخبة النخبة من جيش الإحتلال اليهودي؟

ربما أن العالم صُدِم وانتهى الأمر أعزائي القراء، حين فشلت دولة الإحتلال اليهودي المتصدعة، وجيشها الخائب الذي تفوق خيبته ربما خيبة جيوش الدول العربية المتصدعة هي الأخرى مجتمعة، حين جنّد 20 ألف جندي للبحث عن نعالوة، لكن دون جدوى، بعد أن عاث فساداً بمئات القرى والمدن، وحطم أثاث آلاف المنازل، واعتقل مئات الشباب والشيوخ والأطفال والنساء أثناء عملية البحث الفاشلة هذه، حتى أن والدة أشرف نعالوة تم اعتقالها وربما أنها لم تعلم خبر استشهاد نجلها بعد.

ربما كانت صدمة دولة الإحتلال اليهودي بجيشها وشعبها وجهاز شابكها الخائب هو أيضا، الذي ثبُتَ أنه ينجح في تنفيذ عملياته القذرة فقط هناك على أرض العواصم العربية، كانت صدمتهم أكبر من صدمة العالم حين لم يجدوا أي تجاوب يذكر من الشعب الفلسطيني بالتبليغ عن مكان تواجد نعالوة بعد هذا الدمار والتهديد والوعيد والإعتقالات ومنع التجوال والتضييق على الشعب الفلسطيني، كل ذلك حدث بعد أن قطعت سلطة التنسيق الأمني الفلسطينية شوطا كبيرا في تدجين هذا الشعب، وهو الهدف الأعظم الذي وجدت لتحقيقه بين أهداف قذرة كثيرة أخرى، ها هو الشعب الفلسطيني تجرع للتو كأسا كبيرا من الدمار والتنكيل أثناء البحث عن نعالوة، لكن دون جدوى، والأدهى من ذلك والأمر أنه كان هناك إجماع من كامل الشعب الفلسطيني بالتغطية على نعالوة وحمايته ضاربين عرض الحائط سلطة التنسيق الأمني ودولة الإحتلال وجيشها وجهاز شاباكها.

دولة متصدعة وجيش بهذا الضعف أمام شاب خطط ونفذ عملية عسكرية كاملة العناصر وكبيرة، وحيدا، ثم اختفى وعاش طليقا لثلاثة أشهر، دون أن يُبلغ عنه أحد، كيف كان لها أن تنجح في تمرير وتنفيذ ما أطلق عليها، صفقة القرن؟ سؤال نطرحه على دولة الاحتلال الصهيونية اليهودية المتطرفة المتصدعة متمثلة برئيس وزرائها الفاسد، بنيامين نتنياهو، ووزير حربها، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز أمنها الوطني الشاباك، نداف عميرام أرغمان، ورئيس استخباراتها العسكرية آجاف هاموديعين، عاموس يادلين، ووزيرة عدلها المتطرفة، أليت شاكيد، ووزير خارجيتها المنبوذ، أفيغدور ليبرمان، نفس السؤال نطرحه على العرب المتصدعون هم أيضا والذين يتغطون الآن بحرامات إسرائيل المليئة بالعقارب وعناكب الأرملة السوداء، والمليئة بحشرة العث المسببة للربو المزمن.

لكن سنضيف على سؤالنا للعرب العبارة التالية، كيف ستكون ردة فعلكم وأنتم تعلمون الآن أن الشعب الفلسطيني كاملا أجمع على حماية أشرف نعالوة ومن معه؟ وفوق هذا لم نشاهد أي إدانة تُذكر من باقي شعوبكم العربية بعد الدمار والتنكيل التي تابعته على شاشات القنوات الإخبارية والتي مارسته دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني أثناء عملية البحث الفاشلة تلك؟ هل ما زلتم تنعمون بأمان من خوف وكبت وسكوت وقمع وتجويع شعوبكم؟

أقول لكم أيها المتصدعون جميعا، من دولة الاحتلال حتى أبعد عاصمة عربية، نعالوة استشهد بعزة وكرامة، لكن لم ولن ينتهي أمثاله لا بفلسطين ولا بين باقي شعوبكم، شعوبنا العربية العريضة المقهورة، وهذا يثبت فشل المشروع الصهيوني اليهودي الذي دعمتم منذ نعومة أظفاره، ويثبت عدم إمكانية تنفيذ صفقة القرن الذي صرح، جاريد كوشنير، بشأنها مؤخرا، بأنها على أبواب الإعلان الكامل عن بنودها التي لن تحوز على رضا كافة الأطراف، وهذا بمثابة إعلان استباقي خجول عن فشلها من أحد أكبر مهندسيها.