أجمع المحللون السياسيون على أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) نجحت من خلال عرضها الأخير مزيدا من التفاصيل حول عملية "حد السيف" في جولة جديدة من حرب الأدمغة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المحللون على أن "القسام" بوصوله لهذا الكم من المعلومات عن العملية التي خطط لها الاحتلال سواء التحضيرية منها أو التنفيذية يثبت أن المقاومة تعمل على الأرض بثبات وقادرة على إفشال مخططات الاحتلال.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، إن ما قدمه القسام خلال مؤتمر "أبو عبيدة"، هو استكمال لما قدمه في السابق لكن الجديد لديه رسائله للاحتلال الواضحة والجلية.
رسائل القسام
وأضاف الصواف، أن القسام أكد للاحتلال بأن قطاع غزة محرر وليس ككل البلدان الذي تمارس فيه مجموعات "متكال" مهامها فيها.
وأوضح أن رسالة القسام كانت واضحة أيضا فيما يتعلق بالحاضنة الشعبية وتماسكها وثباتها في حماية المقاومة "فهي التي قدمت المعلومات للمقاومة وحمتها خلال العدوان على قطاع غزة".
ولفت إلى أن القسام وجه رسالة للعملاء بأن من يسلم خلية سيكون له مكافأة مليون دولار "وهذا ليس من باب التسلية بل حقيقة واقعة".
حرب الأدمغة وما خفي أعظم
واعتقد الصواف أن "القسام لم ينشر كل ما لديه وهناك أمور بقيت خفية وهذه الأمور سيستفيد منها القسام خلال حربه مع الاحتلال".
وأضاف: "أعتقد أن حرب الأدمغة مع الاحتلال طويلة ومستمرة وفي كل مرة يثبت القسام يقظته للاحتلال ولذلك لابد من فهم هذه المعادلة جيدا".
وشدد على أن: "كشف خلية بهذا الحجم عملت في عدة مناطق ودول أكبر دليل على أن صراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال تسير على أشدها، وأن ما كشفه القسام من معدات وتفاصيل عن المجموعة دليل على أن أجهزة الأمن الصهيونية تلقت ضربة قوية جدا في المقابل رفعت أسهم للمقاومة".
وأكد على أن: "الكشف عن تحضيرات الاحتلال وتجهيزاته السابقة واللاحقة للعملية يؤكد أن المقاومة تعمل بعمق وهذا يعطي رسالة للاحتلال بأن قطاع غزة بمقاومته وشعبه جاهز للتصدي لكل محاولات الاختراق وان نجح في محاولة ما سيفشل في النهاية".
ضربة لأجهزة الاحتلال الأمنية
من جهته اتفق الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني مع الصواف بأن المقاومة نجحت في توجيه ضربة لأجهزة أمن الاحتلال من خلال حرب الأدمغة بينهما.
وقال الدجني في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، إن ما كشفته كتائب القسام في مؤتمرها حول عملية "حد السيف" يكشف حجم صراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال.
وأضاف أن القسام نجح في إيصال رسائل واضحة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من خلال مؤتمره، لافتا إلى أن تلك الرسائل لن يلتقطها الا الشاباك في بضع ثواني من المؤتمر وهي متعلقة بحرب الأدمغة.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) عرضت تفاصيل التحقيقات التي توصلت إليها حول عملية "حد السيف" التي تمكنت من خلالها إفشال مخطط استخباري إسرائيلي، كانت تنفذه قوات خاصة إسرائيلية.
وعرضت القسام خلال مؤتمر للناطق باسمها "أبو عبيدة" تفاصيل دخول القوة الإسرائيلية لقطاع غزة وخط سيرها، مبينة الآلية التي كشفت فيها استخبارات القسام الخلية التابعة للاحتلال وطريقة التعامل معها.
يذكر أن كتائب القسام قتلت حينها قائد خلية الاحتلال وأصابت عددا من أفرادها حيث كانت مهمتهم – وفق مؤتمر القسام – تنفيذ مهام تجسس ضد المقاومة في قطاع غزة.
وتمكنت أجهزة الأمن الفلسطينية بالتعاون مع أجهزة أمن المقاومة من كشف مجموعة كبيرة من العملاء المرتبطين بالعملية، حيث عرض جهاز الأمن الداخلي اعترافات للعملاء وإقرارهم بالارتباط مع الاحتلال، في عملية أمنية اعتبرها المراقبون جزء مهم من نجاح المقاومة وحاضنتها الرسمية والشعبية في مواجهة الاحتلال.