قالت مجلة لنوفيل أوبزرفاتور الفرنسية إن فريقا من العلماء من جامعة غلاسكو بأسكتلندا قام لأول مرة بالتقاط صورة للفوتونات التي "تنقل المعلومات عن بعد" في ظاهرة تنتمي إلى عالم الميكانيكا الكمية، أطلق عليها العالم ألبرت أينشتاين "العمل المخيف من بعيد".
وأشارت إلى فكرة وجود نظام اتصال آمن تماما، لا يستطيع سوى جهازين متصلين إرساله واستقباله، حيث تعالج أجهزة الحاسوب المعلومات بطريقة معقدة وعلى الفور.
وأشار كاتب المقال جان بول فريتز إلى أن هذا النظام لا ينتمي إلى عالم الأحلام بل عالم البحث المتقدم، حيث تعمل العديد من الفرق في جميع أنحاء العالم على السيطرة على ظاهرة فيزيائية يمكن أن تجعل كل هذا ممكنا، وهي ما يسميه الخبراء "التشابك الكمي".
التشابك الكمي
وقال الكاتب إن نظرية النسبية تقدم وصفا جيدا للظواهر الموجودة على مستوانا أو مستوى الكون، أما فيزياء الكم فتصف ما يحدث على مستوى الجسيمات، وسيكون التوفيق بينهما إلى حد ما الحجر السحري الذي تبحث عنه العلوم، خاصة أن "التشابك الكمي" -كما يوحي اسمه- يعتمد على الثاني ولا يفسره الأول.
ويضرب مثالا بتخيل كرتين، إحداهما في نيويورك والأخرى في باريس ويمكن تغيير لونهما باللمس، وعندما تلمس كرة باريس لتتحول إلى الأخضر تصبح الكرة في نيويورك خضراء أيضا في الوقت نفسه، وذلك بدون كاميرا وبدون موجة وبدون شعاع ضوء، حيث لا يوجد شيء لتوصيل الكرتين.
ويعلق الكاتب بأنه من الصعب على مستوانا تخيل كيفية تحقيق هذه النتيجة، ولكنه أمر ممكن على مستوى الجسيمات حيث يمكن "النقل عن بعد" لمعلومات بين جزيئين متصلين رغم المسافة بينهما، وتغيير حالتها.
وقال إن هذه المسافة من الناحية النظرية يمكن أن تكون كبيرة بقدر الحاجة، لأن علماء صينيين في الواقع تمكنوا عام 2017 من "نقل المعلومات" بين فوتونين بينهما مسافة 1200 كيلومتر.
وحقق فريق من الفيزيائيين من جامعة غلاسكو بأسكتلندا إنجازا آخر، تمثل في إنتاج صورة للظاهرة، وهي الأولى بالتاريخ، وقد استخدم هؤلاء العلماء -الذين نشروا نتائج عملهم بمجلة "ساينس أدفنسز"- جهازا شديد الحساسية قادرا على التقاط أربعين ألف صورة في الثانية، وبالتالي تمكنوا من التقاط صورة رائعة لجزيئين من الضوء (فوتونين) متصلين بالتشابك الكمي الشهير، وتتغير حالتهما بالتزامن.
يقول د. بول أنطوان مورو مؤلف البحث الرئيسي "إن الصورة التي تمكنا من التقاطها عرض أنيق لخاصية أساسية للطبيعة، شوهدت لأول مرة في شكل صورة" مضيفا "هذه نتيجة مثيرة يمكن استخدامها لتطوير مجال الحوسبة الكمية الناشئ، كما يمكن أن تقود إلى أنواع جديدة من الصور".