إن 93 بالمئة من تواصلك هو تواصل غير لفظي كما يقول “نيدو كوبين” بكتابه كيف تصبح متواصلاً جيداً، ومعظمه غير ملحوظ، لكن باستطاعتك أن تجعل الكثير من تواصلك غير اللفظي تحت سيطرة واعية. ما هي وسائل التواصل غير اللفظي؟ تقع وسائل التواصل غير اللفظي في أربع مجموعات رئيسية: طبيعة الصوت، لغة الجسد، تعبيرات الوجه، الملابس والزينة، صفات الصوت الجيد، الترنيم بنبرات الصوت. فليس المهم ما نقول من كلمات ولكن المهم كيف نقوله، فلننتبه لحجم الصوت وسرعته، وعليك بالترنيم أي التنغيم وتغيير درجة الصوت، ولننتبه لنبرة صوتنا، وأهمية الوصل، أي طريقة تواصل الحروف الساكنة والمتحركة أثناء استمرار الكلام، ونبرات الضحك والبكاء والتثاؤب والتنهد وغيرها.
وصوتك يعكس شخصيتك كما يقول فيفان بوكان بكتابه كيف تتحدث بثقة أمام الناس، فالصوت يصنع أو يهدم أحاديثك. وكما يقول روبرت فروست بأنه: "هناك أصوات تضفي معان أكثر على الكلمات". فالكلمات تأخذ معاني مختلفة في أوقات مختلفة في مواقف مختلفة، والتواصل يحدث بالطرق التالية: 7 بالمئة كلمات، 38 بالمئة صوت، 55 بالمئة لغة جسد، وإن الصوت شيء فريد أكثر من البصمة، إنه يكشف عن شخصيتك ومزاجك واتجاهاتك ومشاعرك، في كل مرة تفتح فيها فمك لتتحدث، فإنك تعرض نفسك وأفكارك وبضاعتك وخدماتك.
إتقان مهارة الإلقاء
وفي إلقائك الشفهي هناك خمسة مبادئ يمكن أن تستخدمها كما يصنفها "فيفان بوكان" وهي استخدام علامات الترقيم في الحديث، فبدلاً من اللزمات الكلامية مثل “اممم، آآآآ …” التي تشتت المستمع استخدم بدلاً منها السكتات الكلامية والوقفات، وهناك ما يسمى بالقوة الصوتية، وذلك بأن تتحدث من الحجاب الحاجز وليس من الحلق، والصياح ليس إظهاراً وذلك لسببين ألا تستخدم الصياح فالأول أنها متعبة للغاية والثاني أنها تدمر الصوت، وهناك أيضاً طبقة الصوت، وهناك أربعة أصناف لطبقة الصوت تصرف المستمع وهي المرتفع للغاية والمنخفض للغاية والصاخب للغاية والحاد للغاية، وهناك أيضاً الإيقاع، والتمييز. فصوتك مرآة تعكس ما بداخلك.
أثر فعالية الصوت في نفوس الآخرين
وكما يقول بندار بأن: "ما يقوله الإنسان من كلام جيد يقوله بصوت لا يموت أبداً". ويقول هوميروس بأنه: "لقد توقف ولكن الصوت الممتع ما زال في آذانهم حتى كأنهم ما زالوا يستمعون". فاللسان الكسلان يخرج ألفاظاً كسولة، والشفاه المتجمدة تجعل الصوت غير واضح، والأصوات المحبوبة تجني ثماراً طيبة. وكما يقول ريد فاريل بأن: "نغمات الصوت الفضية تعطي نتائج ذهبية". ويقول أرسطو بأن: "الخطابة هي القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل". وكما قال تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" سورة النحل الآية 125.
وقد ورد في الحديث الشريف قول عائشة رضي الله عنها: "كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من سمعه" رواه أبو داوود. وكما يقول أبو عثمان الجاحظ بأن "للكلام غاية ولنشاط السامعين نهاية". وكما يقول طارق السويدان في كتابه (فن الإلقاء الرائع) بأنه: "لا تقلد غيرك في صوته أو نبرته أو لبسه أو طريقة حركته ولا مانع من أن تستفيد من تميز الآخرين، ولا تقعر الكلام (الفصحى المبالغ فيها) ولا تتكلف استعمال أسلوب بلاغي أو سجعي فلن تبدو طبيعياً، وكن أنت كما أنت في حياتك الطبيعية، ولا تغير من نمطك أو شخصيتك لأنك تتحدث أمام الناس". وكما يقول "ديل كارنيجي بأنه تطلع إلى الشرارة الوحيدة في شخصيتك التي تميزك عن سائر الناس".
وكما جاء في القرآن الكريم "وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" سورة لقمان الآية 19. وكما يقول توني جيري: "بأن نبرة صوتك تؤثر على نظرة الناس إليك". فالقط له أكثر من 100 صوت والكلب له 10 أصوات والزرافة ليس لديها حبال صوتية. وتعلم كيف تستخدم قوة الصمت ولو لثواني، وكما يقول سويرالف ريتشاردسون بأن الوقفات هي أقيم شيء في الخطابة. وكما يقول طارق السويدان بأنه: "هناك ست وقفات وهي بعد البدء، وقبل الكلام، وقبل أن تسأل، وقبل البند الجديد، وبعد الكلمة الأخيرة، وقبل قولك (شكراً)". وكما يقول جريفل جانر بأن "الوقفة هي السر الأعظم في الخطابة".
وكما يقول جورج واشنطون بأنه: "فكر قبل أن تتحدث، واحرص على النطق السليم لمخارج الألفاظ، وتجنب أن تصب كلماتك صباً في عجلة واضطراب، بل تلفظ بها في نظام ووضوح". فامنح الناس وقتاً للتفكير كما يقول براين تريسي ورون آردين في كتابهما قوة السحر، وتحدث بإيقاع أفضل عن طريق استخدام تقنية الإبطاء، فقم بتسجيل صوتك وأنت تتحدث طبيعياً ولاحظ مدى سرعة صوتك وضخامته وطبقاته ونبراته بأن تستمع للتسجيل أكثر من مرة وتلاحظ عيوب صوتك لتحسنها وحسناته لتبقي عليها.
اقتراحات لتجعل مهارتك في استخدام الصوت فعالة في أثناء المحادثة الهاتفية
فقوة السحر يمكنك أن تطبقها عبر حديثك على الهاتف كما شرحها براين تريسي ورون آردين، فانتبه للانطباع الأول، وابحث عن سبل لمعرفة كيف يتحدث ويستمع أحدهم، وقدم للناس ما يريدونه، وذلك بأن تشجع الآخر على الحديث، وتتحدث بوضوح وبساطة ومباشرة، وتستمع بحرص، وتكون مستمعاً صبوراً، وتكون مسمعاً فعالاً، وتقاطع بدون إساءة، وتستخدم أمثلة وقصصاً تتسم بالاقتضاب والحيوية، ولا تضع افتراضات مسبقة، ولا تندفع، واستخدم الوقفات، ولا تفرط في تقديم المعلومات، وأبد تعاطفك مع أمزجة الناس وانشغالاتهم، واحرص على الاحتفاظ بحيوية وطاقة صوتك، وعبر عن عواطفك، وابتسم وأنت تتحدث عبر الهاتف، وقدم للناس ما تريده أنت منهم، وركز على التحدث بما يهتم به الآخرون، وقاوم إسداء النصح، واطلب الإذن دائماً، واستجب برقة للغضب أو السلوك العدواني، ولا تتوقف عن أدائك الساحر حتى تضع السماعة، وتخيل نفسك مثل مرشد لمستمعك. فتعلمك لحديث الهاتف يجنبك الكثير من مشاكل سوء الفهم في عصر التباعد والمسافات بين الناس واعتمادهم على الجوالات بشكل كبير، وشكل يفقدهم جزءاً كبيراً من عناصر الاتصال وهو العنصر المرئي، فتعلم حديث الهاتف.