دائماً الأمور المتعلقة بالأطفال محيرة، وخاصّة فيما يتعلّق بصحّتهم؛ إذْ لا يعلمون كيفيّة التعبير أو الشّكوى مما يعانون منه، فتظلّ الأمّ في مراقبة مستمرّة لطفلها.
وبما أنّ حالة ابيضاض اللّسان شائعة بين الرّضّع، إلا أنّها ليست دائماً بتلك البساطة. وبحسب دكتور محمود عادل كيني متخصص في أطفال وحديثي الولادة يقول: إن ابيضاض اللّسان، هو عبارة عن ظهور طبقة أو تبقعات بيضاء على لسان طفلكِ، وقد يكون السّبب بسيطاً، حيث قد يظهر الابيضاض على لسان طفلكِ بعد الرّضاعة، بينما قد يكون السّبب هو عدوى.
الأسباب والعلامات:
الحليب: قد يكون ابيضاض لسان صغيركِ بسبب شرب الحليب، والعلامات التي تشير إلى أنّ الحليب هو السّبب، تشمل: اقتصار ظهور الطبقة، أو التبقعات البيضاء على اللّسان فقط، تظهر بعد الرّضاعة الطبيعية ولا تظلّ طوال اليوم، يمكن مسحها بسهولة وتكشف عن اللّون الوردي الطبيعي للسان.
داء المبيضات الفموي: قد يكون السّبب هو إصابة رضيعكِ بداء المبيضات الفموي، والمعروف أيضاً باسم السلاق الفموي، وهو حالة شائعة بين الأطفال دون عمر شهرين، وتحدّث نتيجة نموّ زائد لفطريات الفمّ، وتُعدّ هذه الفطريات موجودة لدى كلّ من الرّضع حديثي الولادة والبالغين أيضاً، ولكنّها تصبح مشكلة عندما يزداد نموّها بصورة غير طبيعية. قد يصاب بها الرّضع أثناء المرور عبر قناة الولادة، أو نتيجة علاجهم بالمضادات الحيوية، كما يُذكر أنّ الرّضّع الذين ولدوا مبكراً وبوزن قليل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بغيرهم.
العوامل:
تشمل العوامل التي تساهم في الإصابة بالسلاق، انخفاض مستوى الخلايا المعتدلة التي تُعدّ أحد أنواع خلايا الدّم البيضاء، نقص المناعة، وجود الطفل في العناية المركزة، بالإضافة إلى تلقّي علاج بالمضادات الحيوية أو الـ«كورتيكوستيرويد».
علامات السلاق:
بقع بيضاء على اللّسان والأجزاء الداخلية من الفم، ظهور البُقع على اللسان طوال اليوم، الكشف عن بقع حمراء أو نازفة عند مسح الابيضاض، يبدو طفلك منزعجاً أو غير مرتاح عند الرّضاعة الطبيعية، أو ظهور طفح جلدي محمر في منطقة الحفاض، مما يعني أنّ المرض انتشر في أماكن أخرى.
كيف تتعاملين؟
في حين أنّ معظم الحالات قد تُشفى خلال 1 - 3 أسابيع دون علاج، إلا أنّه إذا استمرّت الأعراض فترة أطول من ذلك، فعليكِ استشارةَ الطبيب ليصف لكِ العلاج المناسب، والذي غالباً ما يكون عبارة عن قطرات وهلام مضادّة للفطريات، عادة ما يجب تطبيقها عدّة مرّات يومياً في فم طفلكِ.
وإذا كنتِ ترضّعين طفلكِ طبيعياً، فعليكِ أيضاً علاج صدركِ؛ لأنّ المرض قد ينتقل إليكِ من رضيعكِ، مع الحرص على استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء مضادّ للفطريات.
احرصي دائماً على العناية بصحّة فم رضيعكِ من خلال تنظيف فمه بعد كلّ تغذية، أو رضاعة عن طريق غمس قطعة قماش ناعمة ونظيفة في الماء، ومسح فم طفلكِ بلطف بحركة دائرية، تدليك لثّة طفلكِ بعد كلّ رضاعة لضمان تعزيز صحّة وقوّة لثّته.
وعند استخدام زجاجات الرّضاعة، احرصي على تعقيم جميع أجزاء الزجاجة، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة صدركِ.