يستغرب المسلم أننا في عصر العلم والتقنية واجتياز الفضاء، ومع ذلك ترى حالات انفصام فكرية يقدمها الفكر اللاديني الطاعن في شريعة الإسلام وحكمته، وفيما يأتي أهم أعراض الانفصام في شخصية الفكر اللاديني، مما يؤكد أن طائفة اللادينيين هي طائفة مبرمجة لمعاداة المسلمين ودينهم.
أهم اعراض انفصام الشخصية في الفكر اللاديني:
* يطعن في القوامة للرجل في بيته ويعتبرها ظلما للمرأة بينما يرى أن خدمتها لمن هبَّ ودبَّ على متن الطائرات أمرا جديرا بالاحترام والتقدير، وأن زينة المضيفة لدافعي ثمن التذكرة أمر حضاري، وابتسامتها فرض عين تأثم اقتصاديا بتركه مهما كانت ظروفها؛ لأن ابتسامتها مدفوعة الأجر مقدما في ثمن التذكرة.
* على الرغم من أن الإسلام حرر الرقيق وجعل تحريرهم عبادة، إلا أن اللاديني يطعن في الإسلام وأنه أباح الجواري، ومع ذلك طور الفكر اللاديني نوعا جديدا من الرِّق وهو أن ترقص المرأة، وتغني لكل من يدفع ثمن التذكرة للدخول للمسرح، ولمشاهدي المِشْواف (التلفاز) مجانا، وقد تم تطوير هذا النوع من الرق بحيث تم تصنيف الأسياد حسب سعر التذكرة دون معرفة أسمائهم، فهناك أسياد تذاكر الدرجة الأولى، فالثانية ثم الثالثة، بينما يحرِّم الإسلام استرقاق المرأة على هذا النحو، وهدم كرامتها وتقديمها قربانا على مذبح دافعي التذاكر الفاسدين.
* يدعونا الفكر اللاديني إلى التخلي عن إسلامنا العِلْمي وأن نؤمن بخرافات الفكر اللاديني القادمة من الغرب أو الشرق، بحجة أن اللاَّدين هو ميراث إنساني، وأنه قِمَّة ما وصلت إليه الإنسانية، وأنه لا يفرق بين بني الإنسان، وفي الوقت نفسه يعاني هذا الفكر المضطرب من سلفية متشددة لسنة الشَّيخَين سايكس وبيكو.
* بالرغم من أن الناس لا يزوجون بناتهم إلا بعد الجامعة وبالكاد في أثنائها، إلا أنه ينتقد زواج الصغيرة في وقت لا تتزوج فيه الكبيرة، وفي الوقت نفسه أيضا لم ينتقد حمْل طالبات المدارس الابتدائية سفاحا في مدارس سلفه الصالح في أوروبا!!
* يزعم أنه عِلمي إلا أنه تظهر عليه علامات الاختناق عندما يرى طالبة أو طالبا مؤمنا مبدعا في الطب والهندسة، وغيرها من العلوم التجريبية، خصوصا في مراحل الدراسات العليا، والبحث العلمي، وفي بعض الأحيان تتطور حالة الشعور بالاختناق إلى حالة غثيان وصرع، إذا كان المبدع أو المبدعة من حفظة القرآن الكريم، وتعتبر حركات الغلاة في الدين وعنفهم في المجتمع الإسلامي من أهم محطات إسعاف الفكر اللاديني، وفي حالة حقن المريض بجرعة زائدة من الغلو يصاب بحالة هلوسة ويهذي بكلمات مقطعة مثل: المناهج، المجتمع الذكوري، القوامة، سي السيد … وغيرها.
* الوقوف مع الانتظار الطويل أمام أقرب محكمة شرعية انتظارا لأي امرأة تحمل تقريرا طبيا بسبب اعتداء زوجها عليها لاستغلالها في الهجوم على الشريعة، بالرغم من أن كثيرا من المسلمات المعدَمات على أبواب المستشفيات والجامعات لا يجدن علاجا ولا أقساط دراستهن، وقضيتهن مهملة تماما.
* متسامح جدا مع غير المسلمين، ويدعو إلى حماية الأقلية، ولا يبالي بحرق الأكثرية إذا كانوا مسلمين (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).
* يتوهم أنه علمي ومنهجي ومع ذلك يحترم الأديان الخرافية ورجال دينها الذين يصادرون عقول أتباعهم، ويأكلون أموالهم بالباطل، ومع ذلك يتهم الإسلام العِلمي بالتخلُّف بالرغم من أن الإسلام يحارب الدجَل والكهنوت والخرافة.
* تظهر زُرقة على وجه المريض عند سماع أي موضوع في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أو السنة، وأن الإيمان بالله هو طريق العلم، وأن العلم هو طريق الإيمان، ويتهلل بشرا وسرورا عند سماع الخرافات الدينية في الأديان الوضعية لأن الخرافة والتخلف تمنحه شعورا بالعَمْلَــقة في حارة الأقزام، ويصبح عندئذ فارس الميدان، والأعرج بين المقعدين فارس لا يشق له غبار.
* الدعوة إلى الخُلع دون موافقة الزوج وتخلي المرأة عن كل حقوقها، ودون سلطة تقديرية للقاضي، وفي الوقت نفسه يطعن في الطلاق الذي تحتفظ فيه المرأة بكل حقوقها، المهم في وهمه هو المساواة في خراب البيوت، وهو أن يقول الرجل لزوجته أنتِ طالق، وهي تقول له: أنتَ خالِع!!!، حيث يتحول الرجل إلى مخلوع والمرأة إلى خالِعة، ولو كان في ذلك تدمير لحياة الرجل والطفل والمرأة، وفقدانها لكامل حقوقها، المهم عنده حق المساواة في الدمار وخراب الديار.
* يتوهم حرية العبادة وأنه يمكن أن يسجد الإنسان لربه في الصلاة، وفي الوقت نفسه يتوهم أن من حقه إذا خرج من المسجد أن يتمرد على الله تعالى الذي سجد له قبل قليل، بينما يجب عليه طاعة المدير في العمل خصوصا إذا كان المدير من الـمُتـعجِّلين في عقوبة الحسم من الراتب، هذا مع أنه لا يجوز السجود للمدير، فاللاديني يسجد لله في الصلاة-إن صلى- ولا يطيعه ، ولا يسجد لمديره ولكنه يطيعه.
(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ) سورة الملك الآية (22).