بعد أسابيع من الإعلان عن انتشار "كورونا" في الصين وخارجها، بات الفيروس القاتل مصدر ذعر لدول العالم أجمع، لا سيما تلك القريبة من الصين في منطقة شرق آسيا.
وأعلن معظم جيران الصين اكتشاف حالات مصابة بالمرض، الذي أودى بحياة أكثر من 600 شخص من بين ما يزيد على 31 ألف مريض في دولتها الجارة الصين، باستثناء كوريا الشمالية التي لم تعلن عن أي إصابات، فهل هو نجاح في مواجهة الفيروس أم تستر عليه؟
منذ اكتشاف فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان وسط الصين، أكدت كل دولة تقريبا في شرق آسيا وجود حالة، في حين تمكنت بيونغيانغ من تجنب الفيروس، رغم أن بؤرة انتشاره تقع في الصين المجاورة لها.
كما ثبت إصابة أكثر من 300 شخص بالفيروس في أكثر من 25 دولة حول العالم، بما في ذلك الدولتان اللتان تشتركان في حدود برية مع كوريا الشمالية، إلى جانب الصين، وهما روسيا وكوريا الجنوبية.
لم تعترف الدولة علنا بأي إصابات مؤكدة بفيروس كورونا، لكن نام سونغ ووك، الأستاذ في جامعة كوريا الذي كان يشغل سابقا منصب رئيس جهاز المخابرات الوطنية في كوريا الجنوبية، قال إنه من المحتمل جدا وجود مصابين داخل كوريا الشمالية، التي يبلع تعداد سكانها 25 مليونا.
ولا يزال الباحثون يحاولون تحديد كيفية انتشار الفيروس، لكن لا يعتقد أنه ينتقل جوا، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن للمصابين به دون أن تظهر عليهم الأعراض، نقله إلى الآخرين.
لكن نام يشتبه في أن مريضا صينيا ربما يكون قد أصاب شخصا من كوريا الشمالية عبر الحدود المشتركة، دون أن تعلن الأخيرة.
وقال نام لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية: "نحن نعلم أن المناطق الصينية القريبة من الحدود الكورية الشمالية، مثل داندونغ وشنيانغ، أكدت وجود حالات مصابة بالفيروس. 90 بالمئة من التجارة الكورية الشمالية هي بالأساس مع الصين، ونحن نعرف أن الكثير من الناس والشاحنات والقطارات تمر عبر حدود الدولتين قبل أن تقر كوريا الشمالية اللوائح الأخيرة لمنع الفيروس من الوصول إلى البلاد".
ورغم عدم الاعتراف علنا بأي حالات مؤكدة أو حتى مشتبه بها، كانت كوريا الشمالية شفافة بشكل غير معهود فيما يتعلق بجهودها لمكافحة الفيروس، ويبدو أن البلاد تأخذ كورونا على محمل الجد، وفقا لتقارير محلية.
فقد أغلقت كوريا الشمالية حدودها أمام جميع السياح الأجانب، ومعظمهم من الصينيين، كإجراء احترازي، وفقا لوكالة سفريات تدير جولات داخل البلاد، وهو نفس الشيء الذي قامت به بيونغيانغ خلال تفشي فيروس إيبولا عام 2014.
وفي 30 يناير الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية (KCNA) أن السلطات أعلنت "حالة الطوارئ"، وأنشأت مقرا لمكافحة الفيروس في جميع أنحاء البلاد، والاثنين الماضي، قالت الوكالة إن جميع الأشخاص الذين دخلوا البلاد بعد 13 يناير وضعوا تحت "إشراف طبي".
كما أفادت وكالة الأنباء أن مسؤولي الصحة في كوريا الشمالية أنشأوا "نظاما لنقل عينات التحاليل على مستوى الدولة"، وكانت لديهم القدرة على تشخيص الحالات المشبوهة على الفور.
ومع ذلك، فإن العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى "سي إن إن" كانوا متشككين في قدرة بيونغيانغ على إجراء هذه التحاليل المزعومة.
ونظرا للسرية الشديدة التي تتمتع بها البلاد، فمن غير المرجح أن يعرف العالم ما إذا كانت أي من الإجراءات التي اتخذتها كوريا الشمالية ستنجح بالفعل في منع دخول الفيروس، أم أنها مجرد دعاية إعلامية.