17.15°القدس
16.72°رام الله
15.53°الخليل
19.05°غزة
17.15° القدس
رام الله16.72°
الخليل15.53°
غزة19.05°
الجمعة 29 مارس 2024
4.62جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.66
خالد النجار

خالد النجار

كورونا بين تسييس الإجراءات وتزييف الحقائق

كما يقولون التاريخ أستاذ شاهد، وكاشفٌ للضيف الوافد. دخل العالم في بداية مراحل انتشار الوباء في صراع قُوى بعيداً عن ذاك الصراع الذي سُلطت عليه الأضواء والذي تقوده قوى عالمية مجيشة عسكرياً ومالياً وسياسياً، فبدأ الأمر وكأنه شيئاً لم يكون، مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية المتواصلة بخطورة الأمر الذي سيتحول في أي لحظة إلى كارثة ستصيب العالم في مقتل وتوقع به ملايين القتلى، والخسائر التي لا يمكن أن يتخيلها أحد.

الجمهورية الصينية التي تفشى بها الوباء في "ووهان" بؤرة الانتشار، عملت بكثير من الصمت والهدوء واتخذت التدابير اللازمة، وكأنها تقود مهام استخبارية سرية، بعيداً عن الأضواء وبعيداً عن تلك الحالة المنتشرة الآن في جميع الدول التي ترزح تحت إعصار كورونا المدمر. فهل تقودنا مراحل البدايات لمعلومة قد تفكك لغز كورونا الذي تدّعي القوى العالمية بعدم توصلها لأي حل أمام طريق مسدود مشيد بسور الصين العظيم الذي تختبئ خلفه الرواية والحقيقة وكل ما يلزم لإنقاذ العالم من تلك الكارثة.

سيطرت الصين على الوباء في فترة قياسية محدودة لا تتجاوز 90 يوماً، ومع ظهور الرئيس الصيني "شي جين بينغ " في إحدى مشافي الصين يتجول دون اتخاذه لأيٍ من الإجراءات الوقائية، يحيط به نخبة من الأطباء على نفس الهيئة التي ربما حملت رسالة قاسية وإنذاراً خطيراً للعالم بأسره، رسالة تحمل في ثناياها المعلومة التي يبحث العالم عنها الآن وقد فُقدت تحت غطاء أضواء "ووهان" التي زينت معالم الصين محتفلةً بإنهاء الأزمة وعودة الحياة لطبيعتها.

كيف يحدث هذا دون إجراء أي تحقيق استقصائي دولي، للوصول إلى كل معلومة قُيّدَت في ذاكرة مشفرة، وأُلقي بها في غياهب العمل السياسي والأمني والاقتصادي، لإدخال العالم في آتون أزمة وكارثة لتُغير مفاعيل تلك القوى التي سيطرت على الاقتصاد العالمي وجيشت جيوشاً لإحلال الخراب في كافة بلدان العالم؟.

كيف تجاوزت الولايات المتحدة هذا التحقيق؟ وكيف تجاوز الاتحاد الأوروبي الهَرِم هذه المعطيات؟ وكيف أدخلت المنظومة الدولية نفسها في هذا التيه دون إنذار مسبق أو تخطيط لمكافحة تلك التهديدات؟ فهل يتصور العقل البشري يوماً أن تسقط قلاع بريطانيا العظمى؟ وأن يُكشف عن ساقي ايطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة؟ وأن تهوي دول أخرى نحو التبدد والضياع والفقر؟.

قياساً لما سبق فقد تعرضت البشرية للكثير من الأوبئة والمهددات نتيجة الكوارث الطبيعية وانتشار الفيروسات والأمراض المعدية، فسرعان ما اتجه العلماء والخبراء إلى إجراءات تحقيق واسعة للكشف عن خصائص تلك الأوبئة، والبدء في اكتشاف وتطوير لقاحات مكافحة، وقد سجلت الوقائع تفوق فرق البحث العلمي وسيطرتهم على تلك الأمراض رغم قتلها لملايين البشر، ومن بين ذلك الحرص العالمي على وحدة الجهد الفعلي المبذول للوصول إلى سلاح المكافحة وإنقاذ البشرية والحفاظ على سلامتها.

ما الذي تحول مع قدوم كورونا؟ لماذا يقود رجال السياسة فرق البحث العلمي خلال محاولاتهم في اكتشاف اللقاح؟ فهل للسياسة دور في هذه الأزمة؟ إن كان كذلك، فكيف استطاعت الصين أن تعلن براءتها من كورونا وإدانة العالم الذي يغرق في بحر الوباء؟ وإن كان ما يحدث جزءاً من حرب مدمرة مستمدة من حرب بيولوجية، فكيف يخفى ذلك على العلماء والانظمة العالمية المناهضة لسياسة ومشاريع الولايات المتحدة؟ وأين دور منظمة الصحة العالمية التي وقعت عليها إشارة الاتهام بالانحياز للصين؟، وما وراء هذا الاتهام؟ وهل هناك معلومة حقيقية يمتلكها "ترامب" ولا يريد أن يدلي بها في هذا الوقت خشيةً على مصالحة الخاصة قبيل الانتخابات الأمريكية؟ أم أنها جزءاً من بداية الكشف عن المتهم في تسييس الأزمة والتلاعب بإدارتها وفق معطيات تدمر الإنسان وتحافظ على ما تبقى من رفاته، لتكون شاهداً على التاريخ؟. وسيذكر التاريخ يوماً أن الآلاف من البشرية تعرضوا فعلاً لإبادة جماعية، نتيجة أخطاء الساسة والقادة الذين لن يرحمهم التاريخ، ولن ترحمهم العقوبة الإلهية.

الكاتب والباحث: خالد النجار