لم تبق قاعدة للتباعد الاجتماعي إلا كسرت، أثناء حفل نظم في ميناء ترسو فيه غواصة بريطانية نووية، الأمر الذي أثار كثيرا من الانتقادات والمخاوف من تكرر أخطاء تفشي فيروس كورونا في حاملات الطائرات في الآونة الأخيرة.
وقالت صحيفة "الصن" البريطانية، الجمعة، إنها حصلت على شريط فيديو يظهر جانبا من حفلة شواء تجمع فيها عدد من طاقم الغواصة النووية "إس 91" بشكل لصيق، فيما كانت الموسيقى الصاخبة تسمع في أرجاء ميناء مدينة بليموث في أقصى جنوب غرب بريطانيا.
ويظهر في الفيديو أعضاء الطاقم وهم جالسون فوق الرصيف المقابل للغواصة، فيما يقوم عدد من زملائه بشواء قطع اللحم والدجاج فوق جسم الغواصة النووية.
وبحسب ما أوردت "سكاي نيوز"، فقد بدأت البحرية الملكية البريطانية تحقيقا، خاصة بعد تقارير تحدثت عن أن قبطان الغواصة سمح بتنظيم حفلة الشواء، على الرغم من إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي التي أعلنتها السلطات البريطانية.
وقال مصدر في وزارة الدفاع البريطانية إن حفل الشواء نظم خلال استراحة للطاقم بعد أسابيع في عرض البحر، لكن التحقيق فتح في الأمر بسبب "أخطاء في التحكم".
ولا يعرف على وجه التحديد متى التقط الفيديو، لكن مصدرا عسكريا بريطانيا قال إنه تم في بداية الإغلاق الذي أعلنته بريطانيا منذ أسابيع.
وعلى الرغم من أن هؤلاء البحارة كانوا مع بعضهم البعض منذ فترة طويلة في عرض البحر بعيدا عن السكان، إلا أن البحرية رأت أن الفكرة خطيرة، خاصة أنه يمكن أن يختلط أحدهم بشخص ما في الميناء فينقل العدوى لهم.
وتحدثت تقارير عن أن الضابط المسؤول تلقى أمرا عبر الهاتف بإيقاف حفل الشواء، لكنه سمح باستمراره.
وظلت الغواصة النووية في الميناء لعدة أيام قبل أن تعود إلى البحر، ولا يزال القبطان المسؤول على رأس عمله، ولم يواجه إجراءً تأديبيا حتى الآن، إلا إذا تبين للتحقيق أنه ارتكب خطا.
وتفشى فيروس كورونا المستجد على متن حاملة الطائرات الفرنسية، شارل ديغول، مما أدى إلى إصابة أكثر من 1000 بحار كانوا على متنها.
وأرجعت السلطات العسكرية الفرنسية السبب إلى "الكثافة العالية على متن السفينة الحربية"، كما أن إجراءات الوقاية المتبعة من الفيروسات لم يتم اتباعها.
وتكرر الأمر مع حاملة الطائرات الأميركية ثيودور روزفلت التي "غرقت في بحر من الكورونا"، كما قالت تقارير إخبارية بعدما سجلت إصابات عدة على متنها، وذلك بعد رسوها لفترة وجيزة في أحد موانئ فيتنام.