خبر: في رثاء الشهيد القسامي "عبد الرحمن أبو جلالة"
22 أكتوبر 2012 . الساعة 09:37 م بتوقيت القدس
[b][color=red]معتز عبد العاطي [/color][/b] (أبا أنس) إن الكلمات لتقف عاجزة أمام تضحياتك العظيمة، وجهادك المشرف، وبطولاتِك في ساحاتِ الوغى وفي معارك الرجال والبطولة والفداء، فأنت من عملتنا كيف تكون التضحية والاستبسال في المواجهات والدفاع عن دين الإسلام وحق المظلومين في غزة، فقدمت روحك وأشلاءك ودماءك في الأيام الأول في شهر ذي الحجة العظيمة، ابتغاء مرضات الله لتصعد روحك الطاهرة إلى بارئها، ولسان حالك يقول " وعجلت إليك ربي لترضي .. يا ربي خذ من دمائي وأشلائي حتى ترضى يا الله" فسلامٌ عليك في الخالدين، سلام عليك وأنت تسرح وتمرحُ في جناتِ النعيم، سلام عليك وأنت في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها. سلامٌ عليك حين كنت تخرج من بيتك ممتشقا سلاحَك في وجه المعتدين، سلامٌ عليك وأنت تشعل المغتصبات لهيبا حارقا ً بقذائف الهاون والغراد، لتوصل رسالة إلى العدو الإسرائيلي أن لا مكان لكم على أرضنا، وارحلوا عن أرضنا، فإنها عليكم أرض حرام. سلام عليك (أبا أنس) يوم أن كنت تستعد لكلِ اجتياح ٍ إسرائيلي على حدود شمال قطاع غزة، تدك آلياتهم بالهاون، وترعبهم وتدمر حصونهم وقلاعهم، وتعلنها مدوية ً لجيش الاحتلال أنكم لن تمروا .. لن تمروا إلا على أجسادنا. لله درك يا شهيدنا البطل وأنت تنتمي إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام وأنت ابن السابعة عشر ربيعا ً، لتقضي أكثر من ثماني سنوات في أحضان المقاومة، وأنت تتعرض للقصف تلو الآخر، وتصاب مراتٍ عديدة طالبا ً الشهادة في سبيل الله تعالى، إلى أن نلتها، وكانت دماؤك الزكية هي دليل صدقٍ على دعواتك ليلا ً ونهارا ً بأن يمن الله عليك بالشهادة في سبيله مقبلا ً غير مدبر في ساحات الكرامة ومعامع البطولة. فاليوم تبكيك كل الميادين يا عبد الرحمن، تبكيك حدود شمال قطاع غزة، تبكيك صواريخُ القسام، تبكيك صواريخ الغراد، تبكيك قذائف الهاون، تبكيك رصاصاتك التي كانت تزغرد عندما كنت توجهها إلى صدور جنود الاحتلال الجبان، يبكيك مصحفك الذي كنت تتلوه وتتدبر آياته، وتردد آياتِ الجهاد والاستشهادِ وعيناك ترنوان إلى جنان الخالدين، وفؤادك الأبيض ينبض إيمانا ً وجهادا ً. ستفتقدك حماس يا أبا أنس، وسيفتقدك أبناء القسام الميامين الذين كنت لهم قدوة ومثالاً للمجاهد الصابر المحتسب، الذي يصل الليل بالنهار مجاهدا ً صنديدا ً لا يخشى الردى عند المواجهة، فلقد أفنيت عمرك جهادا ً ودعوة ً وتضحية من أجل الدين ودعوة الإسلام وفداء لفلسطين الحبيبة، فاليوم تروي عطش أرض فلسطين وتصعد مضرجاً بدمائك إلى عليين حيث أحبابك السابقين الشهداء لتلتقي بهم هناك في جنات ونهر في مقعد صدق ٍ عند مليك مقتدر، نحسبك كذلك يا شهيدنا ولا نزكي على الله أحدا ً. كيف سنوقف حزن مآذن مسجدك الرباط ومن بعده الفاتح التي أعلنت رحيلك، وكيف لا تبكيك المآذن يا (أبا أنس) وأنت الذي كنت تعتجل الخطى كمسير أهل الحب للميعاد إلى الصفوف الأولى في المسجد، تسارع إلى الصلواتِ الخمس مبتغيا الأجر والثواب وطالباً في دعواتك في سجودك أن يرزقك الله الشهادة في سبيل الله تعالى. ماذا سيكون حال إخوانك عندما ينظرون إلى الصف الأول فلا يجدونك وإلى الصف الثاني فلا يجدونك وإلى الصف الثالث والرابع وفي أفنية المسجد كلها فلا يجدون عبد الرحمن تلك الحمامة الطائرة التي تحلق في كل الميادين، في ميدان الجهاد والدعوة إلى دين الله عز وجل. كيف سيكون حال ابنتك تسنيم ابنة الثلاث أعوام عندما تصحو من نومها فلا تجدك بجانبها، فتبكيك بحرقةٍ وألم فلقد كنت نعم الأب، فتفتقد العناق الحميم، والقبلة الدافئة، و تفتقد كلمة (بابا) التي ذهبت بلا عودة، فلقد بكتك عند وداعك وذرفت عليك دموعا ً بغزارة. لكن تسنيم الصغيرة رغم اليتم، عندما ستكبر وترفعُ رأسها عاليا ً لأن أباها ارتقى شهيدا ً مدافعا عن ثرى فلسطين، وهو يدك الآليات الإسرائيلية الجبانة المتقدمة شمال قطاع غزة. وداعا ً يا أبا أنس يا فارس القسام يا أسد الانتقام، يا بطل البطولات ويا عنوان الجهاد والمقاومة، ويا طريق الحق، ويا مطلق صواريخ القسام والغراد والهاون، ورجل المهمات الصعبة. [img=102012/re_1350945432.jpg]أسد المدفعية الشهيد القسامي عبد الرحمن أبو جلالة[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.