خلية الأزمة التي شكلها عباس لدراسة خطط الضم، وآليات مواجهتها مكونة أساسا من فتح وفصائل منظمة التحرير، ولا تضم في عضويتها أعضاء من حماس أو الجهاد أو فصائل المقاومة الأخرى. الكلمة الرئيسة الحاسمة في اجتماعات اللجنة هي لعباس ولممثلي حركة فتح. مقترحات الأعضاء الآخرين مقننة، ولا تكاد تتجاوز مقترحات الرئيس أو ممثل فتح.
في اجتماع خلية الأزمة الأخير في شهر يونيو، قال عباس إنه تلقى اتصالا من حماس، وإن حماس جاهزة للتعاون في مواجهة مشاريع الضم. وقال أيضا بأنه لا أفق في موضوع المصالحة، وعليه من يريد أن يقف إلى جانبنا في هذه المعركة فأهلا وسهلا".
واضح من كلمة عباس لأعضاء لجنة الأزمة أنه قرر أن ينفرد في قرارات مواجهة خطط الضم، وأن على حماس وغيرها أن تلحق به، وأن تتعاون معه. وهذا يعني أنه لا يبحث عن شراكة مع حماس، ولا يبحث عن توسيع لجنة الأزمة بإضافة أعضاء لها من فصائل المقاومة؟!
حماس حين اتصلت بعباس وأبلغته بأنها جاهزة للتعاون في مواجهة مشاريع الضم، كانت تنتظر إجابة شافية من عباس يتقرر فيها مجالات التعاون، وآليات عمل مشترك للكل الفلسطيني، ولكن عباس لم يجب على اتصال حماس بما كان يجب أن تكون عليه الإجابة، ولم يفتح بابا للشراكة في مواجهة خطط الضم، وظل عند مشروعه المنفرد بالقرار؟!
لماذا لم يبلور عباس مقترحا يشرك فيه حماس والجهاد في إدارة مشروع المواجهة، رغم ما تتمتع به الحركتان من ثقل جماهيري، ومصداقية في رفض خطط الضم؟! الإجابة على هذا التساؤل أن عباس يرغب في استبقاء خطط مواجهة الضم تحت سيطرته، وسيطرة أجهزته الأمنية، وحماس تريد أن تخرج من إطار المواجهة المقننة، الواقعة تحت سيطرة المصالح المرتبطة بإسرائيل واستبقاء السلطة، إلى المواجهة الساخنة التي تشعل ورقة المواجهة في الضفة، باعتبارها الورقة الأقوى في إيقاف خطط الضم.
بسبب هذا التباعد في الرؤية قال عباس للجنة الأزمة نحن ماضون، ومن أراد أن يلحق بنا فأهلا وسهلا؟!، ولم يجرؤ أحد من الأعضاء أن يطالبه بإشراك حماس في اللجنة، وفي المشاورات، أو في تخصيص دور لحماس، لا سيما أن أعضاء اللجنة قالوا إن هذه ليست معركة الضفة وحدها، بل هي معركة غزة، كما هي معركة الضفة؟!. وهنا نقول كيف تكون هي معركة غزة، ومعركة الضفة على السواء، ولا تكون حماس جزءا أصيلا في المعركة، وحماس تقود غزة؟!
عباس لا يريد أن يقترب في هذه المرحلة من حماس، خشية أن تستفيد حماس من هذه المرحلة في التأثير على أنشطة المقاومة في الضفة، وحماس حاولت أن تقترب من عباس من خلال الاتصال المشار إلية آنفا، لأن معركة مواجهة الضم معركة وطنية جامعة، وليست معركة فصيل، أو معركة سلطة.
خلاصة القول : لسنا للأسف أمام شراكة وطنية بين الأطراف الفلسطينية في هذه المعركة الكبيرة والخطيرة ؟! وإن قيادة السلطة ما زالت تمارس التفرد بالقرار رغم خطورة خطط الضم، وحاجتها للكل الوطني؟!