16.66°القدس
16.51°رام الله
15.53°الخليل
21.96°غزة
16.66° القدس
رام الله16.51°
الخليل15.53°
غزة21.96°
السبت 25 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.67

بالصور: آمنة عسلية.. تفوقٌ وتميّزٌ تهديه لروح والدها الشهيد

غزة - فلسطين الآن

"ها أنا اليوم يا أبتي، أحنُّ مجددا إلى حضنك الذي افتقدته طيلة ستة عشر عاماً، من الغياب القسري والأبدي، وآه لو تعلم حجم اللوعة التي تعتصر قلبي وأنا أرى الفتيات وهنّ يرتمين في حضن آبائهن في مثل هذه اللحظات لتشاركني فرحة النجاح".

بهذه الكلمات حدّثت الطالبة المتفوقة آمنة وافي عسلية نفسها، وهي تتلقى نبأ تفوقها في الثانوية العامة وحصولها على معدل 98.1% في الفرع الأدبي، بعد أن عادت بها الذاكرة إلى الوراء ستة عشر عاماً حيث الرحيل المفجع لوالدها الشهيد وافي عسلية.

واستشهد عسلية بتاريخ 4/10/2004م إثر استهدافه بصاروخ من طائرة إسرائيلية وهو يتصدى لقوات الاحتلال في معركة "أيام الغضب" التي درات رحاها على أرض مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

عامان ليس أكثر، عاشتهما الطالبة "آمنة"، في حضن والدها قبل أن يرتحل تاركاً خلفه خمسة من الأبناء جميعهم من المتفوقين في حياتهم الدراسية.

ومنذ ذلك الحين، باتت "آمنة" وإخوتها في رعاية والدتهم التي قالت إنها "عاهدت الله عز وجل ومن ثمّ زوجها الشهيد، أن تحفظ الوصية، وأن تؤدي الأمانة لتصل بأبنائها إلى برّ الأمان، ليتمكنوا من مواجهة نوائب الدهر، والصمود في مواجهة التحديات التي تعصف بهم".

وكانت "خديجة" قد حصلت على معدل (80%) في الثانوية العامة لتلحق بكلية الآداب (لغة إنجليزية)، و"أميرة" درست تخصص آثار- تاريخ، بعد أن حصلت على معدل (97.7%) في الثانوية العامة، و"إبراهيم" حصل على معدل (89.9%) ليدرس هندسة الحاسوب، و"آمنة" التي قررت دراسة تكنولوجيا المعلومات بعد أن حصلت على معدل (98.1%) في الثانوية العامة هذا العام، فيما سيلتحق آخر الأبناء بالثانوية العامة في العام الدراسي المرتقب.

"آمنة" التي طوت قلبها على الإيمان بالله عز وجل، وحفظ عشرين جزءاً من كتابه، آمنت منذ نعومة أظفارها بأهمية العلم، ودوره في بناء الإنسان، وتشييد وتحرير الأوطان، ووفاءً لوالدها، واصلت الليل بالنهار لتحقيق طموحها، وعيناها ترنوان إلى القمة.

 

اجتهاد ومثابرة

جدٌّ واجتهاد، صمودٌ ومثابرة، كانت تلك عناوين المرحلة بالنسبة لـ"آمنة" التي رفعتها منذ بداية الثانوية العامة؛ لتثبت للجميع أن أبناء الشهداء ورغم مرارة الألم الذي تجرعوه -ولا زالوا- بغياب آبائهم، إلا أنهم قادرون على التفوق وتحقيق الذات، ومواصلة الحياة، بل وإعمارها، بعلمهم وفكرهم وجهدهم.

وقالت المتفوقة آمنة: "على الرغم من أنني عشت الحرمان، واليتم، بكل معانيه، إلا أن وجود أمي وأخوتي وأعمامي وأقربائي ومعلماتي بجانبي، شكّل بالنسبة دافعا مهما لمواصلة النجاح وتحقيق الإنجازات".

وأكدت أن فرحة النجاح بالنسبة لأبناء الشهداء، لها طعم آخر، كونها فرحة اُشتقّت من بين مرارة الفقد، ووجع الحرمان.

وعن كيفية تحقيق هذا الإنجاز، قالت الطالبة التي درست الثانوية العامة في مدرسة الفالوجا الثانوية للبنات، بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة، "كنت أنظم وقتي بشكل جيد دون إهدار فيما لا ينفع، وكنت على يقين تام بقوله تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا"، لذلك اجتهدت وسهرت وتعبت دون كلل أو ملل لأصل إلى ما وصلت إليه".

وأوصت الطلبة بعدم الركون إلى اليأس، وعوامل الإحباط، التي تلف بنا من كل حدب وصوب، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا بفعل الاحتلال وسياساته العدوانية من قتلٍ وحرمانٍ وتشريدٍ وحصار.

وأهدت "آمنة" تفوقها لروح والدها الشهيد الذي كانت تستمد من سيرته العطرة، العزيمة والإصرار، ولوالدتها التي أعطت وما بخلت، وضحّت وما منّت، ولمعلماتها اللواتي زرعن العلم بحُب، فكان الحصاد تفوقاً وامتيازاً.

عسلية.jpg
20200715_114352.jpg
20200715_115145.jpg
عسلية (1).jpg
20200715_114413.jpg
 

المصدر: فلسطين الآن