سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل الانتخابات في المناطق الذي يقطنها "فلسطينيو 48".
وأشارت الصحيفة، في تقرير، إلى أن "نتنياهو تحول باتجاه سعيه للتقرب من الناخب العربي الذين وصفهم مرة بمصدر تهديد".
ولفتت إلى أن نتنياهو في السابق وصف "الناخبين العرب" بمصدر خطر، وقال إنهم يتدفقون نحو صناديق الاقتراع أشتاتا وجماعات، وهدد قبل عامين بوضع كاميرات في مراكز الاقتراع العربية، "وهو تحرك قال نقاده إنها محاولة لردع الناخب العربي عن المشاركة في الانتخابات"،
وهاجم نتنياهو "النواب العرب" في الكنيست، ووصفهم بداعمي الإرهاب، واليوم مع التحضير للانتخابات الرابعة، يطلب نتنياهو من "العرب في إسرائيل" التدفق على صناديق الاقتراع أشتاتا وجماعات للتصويت له.
وأشارت إلى أنه في تحول يزور نتنياهو المتهم بإثارة الغضب والشك من "العرب في إسرائيل" البلدات التي يقطنها فلسطينيو الداخل، حتى بلدات النقب.
ووعد نتنياهو بزيادة ميزانيات الشرطة وبناء الطرق والبنى التحتية في أفقر التجمعات داخل دولة الاحتلال.
وزعمت الصحيفة أن الاستطلاعات تقول إن نتنياهو قد يجلب 50 ألف صوت من "الناخبين العرب" لحزب الليكود، وهذا يمثل جزءا صغيرا من "العرب، البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة، ولكنها ستكون زيادة نسبية عن 10 آلاف صوت عربي حصل عليها في انتخابات العام الماضي".
وفي رابع انتخابات خلال عامين يواجه نتنياهو اثنين من أتباعه في حزب الليكود، وهما نفتالي بينت وجدعون ساعر، اللذان يقودان حزبين قد يحرمان ائتلاف الليكود والأحزاب الدينية من الأصوات.
ويحاول نتنياهو الوصول أبعد من الأطياف السياسية في "إسرائيل"، ومنح إيتمار بن غفير، مدير حزب القوة الإسرائيلي والناشط السابق في الحزب الممنوع الآن، والذي يدعو لطرد العرب من إسرائيل، مكانا في قائمته الانتخابية.
وأشارت الصحيفة إلى الزيارات التي قام بها نتنياهو في البلدات والقرى العربية في الصحراء الجنوبية ومنطقة المثلث شمالي تل أبيب، ووعد بمعالجة الجريمة المنتشرة، والتي أدت لمقتل عدد من فلسطينيي الداخل المحتل.
وفي العام الماضي، حدثت نسبة 90 بالمئة من حالات إطلاق النار في المجتمعات العربية، والتي يلقي قادتها اللوم على المعايير المزدوجة في توفير الأمن للتجمعات اليهودية ومجتمعاتهم، بحسب الصحيفة.
ويقول المحللون إن محاولة جذب الناخب العربي هو أسلوب من أساليب نتنياهو وتراجع حاد منه، فيما يعتبر ذلك معارضوه بـ"النفاق".
واعتبرت ديانا بطو، المحامية والمستشارة السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقيم في حيفا أن تحركات نتنياهو "مثيرة للضحك من رجل يفرخ النفاق"
ويرى يوسف جبارين، عضو الكنيست أن الناخب العربي لن ينسى سلسلة المواقف المؤذية لنتنياهو والتي اتخذها كرئيس للوزراء.
وأشار إلى دعم نتنياهو لقانون الدولة القومية عام 2018، الذي يتعامل مع "فلسطينيي 48" على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
ولفت جبارين إلى دعم نتنياهو المحاولة الفاشلة لتخفيض صوت الأذان، مضيفا أن البناء في المدن العربية ظل مقيدا طوال فترة نتنياهو.
وقال: "هذا هو نتنياهو الحقيقي الذي نعرفه" و "أبو يائير لن يخفيه". ولكن محاولات نتنياهو عرقلت السياسة العربية، وبخاصة القائمة المشتركة التي فازت في انتخابات 2020 بـ15 مقعدا، ما جعل الكثيرين يتحدثون عن عهد جديد من السياسة العربية، والآن انقسمت القائمة العربية إلى "حزب رعم" أو القائمة العربية الموحدة، والتي يحاول نتنياهو التقرب منها".