"شهر أيلول سيئ جداً، وهو "شهر خراب" في الشرق الأوسط، وقد يشهد بداية عمليات تدهور إذا لم تحصل تطورات سياسية لمواجهة الحملة الفلسطينية للحصول على اعتراف أممي"، بهذه الكلمات عقب رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق "يوفال ديسكين" على الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لتحصيل عضوية للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وهو ما يحمل بين ثناياه "تهويلاً" وتضخيماً من شأن الحدث، الذي يعد -بغض النظر عن موقفنا منه، تأييداً أو معارضة- نقطة مفصلية في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية التي تشهد جموداً تفاوضياً من جانب، وتوتراً أمنياً من جانب آخر. ومع اقتراب العد التنازلي مما بات يسمى "استحقاق أيلول"، تعيش الساحات السياسية والأمنية والعسكرية في (إسرائيل) حراكاً متزايداً ومكثفاً أكثر من العادة، في ضوء القناعات السياسية التي تزداد باطراد في تل أبيب ومفادها أن الفلسطينيين يسعون بكل ثقلهم لتحصيل ذلك الاستحقاق، ما سيظهر (إسرائيل) على بأنها "دولة محتلة"، ويزيد من عبء المقاطعات الدولية لها، ويعمل على توسيع رقعة "عزلتها"، و"نزع شرعيتها". بل إن المستشرق الإسرائيلي د.مردخاي كيدار حذر صناع القرار في تل أبيب من عدم الاستعداد للمسيرات الجماعية داخل حدودها مع أوائل سبتمبر/أيلول القادم، حيث ستنطلق الاحتجاجات من الخليل إلى غوش عتسيون عند الكتل الاستيطانية في الضفة الغربيّة، ومن الناصرة إلى مستوطنة تسيبوري. فيما أبدى الرئيس الأسبق لشعبة التخطيط الاستراتيجي في الجيش "شلومو بروم"، "تشاؤمه" السياسي، مقدراً أن يحصل الفلسطينيون على أغلبية كبيرة جداً في الأمم المتحدة، وعقب ذلك سيأتي "السقوط"، لأنهم سيضطرون لترجمة الأقوال لأفعال، وستترجم الأحداث لأعمال عنف، ما قد يقود لانتفاضة ثالثة. • تحضيرات ميدانية: 1- شراء أسلحة بقيمة 75 مليون شيكل، لرفع جاهزية قوات الجيش لمواجهة مظاهرات محتملة، بزيادة كمية الأسلحة "غير القاتلة"، وقال المدير العام لوزارة الدفاع "أودي شاني" إن من بين الأسلحة "الأيلولية": قنابل غاز، جهاز متعدد الفوهات يتم تثبيته على المركبات، ويطلق كمية كبيرة من قنابل الغاز دفعة واحدة، حاويات مياه لتفريق المظاهرات، مركبات ذات أجهزة لضخ المياه، مسدسات من نوع "تايزر" المكهربة، أجهزة تصدر أصواتاً عالية مزعجة لا تحتمل، ومواد ذات رائحة حادة جداً وكريهة يمكن رشها بواسطة الطائرات. 2- استخدام جهاز يعمل بواسطة موجات "الميكروغال"،يحدث شللاً في قدرة من يقترب منه مسافة 100 متر. 3- تجهيز الجنود بخوذات وسترات واقية, وأقنعة تحميهم من القنابل المروّعة, التي تسبب الغثيان والتقيؤ من سوء الرائحة المنبعثة منها. 4- إقامة سياج مرتفع في هضبة الجولان بطول 12 كيلومتراً على امتداد أجزاء من الحدود مع سوريا, في أعقاب المظاهرات التي حصلت في الشهور الماضية. 5- بناء سجون إضافية، في حالة كثرة المعتقلين الفلسطينيين، وفتح ما يعرف بـ"زوايا إقامة" لمدة 24 ساعة، ومنطقة مسيَّجة بسياج من أسلاك يحرسه مسلحون، إلى أن يتم نقل الأسرى إلى منشآت السجن المناطقية. 6- التهيؤ لإقدام الفلسطينيين في الضفة الغربية على استخدام سلاح جديد للتظاهر يتمثل في إضرام النار قرب المستوطنات، بعد أن وقع أكثر من 20 حريقا خلال الأسابيع الأخيرة. • اليوم التالي: قدرت السيناريوهات الأمنية الإسرائيلية المحتملة في سبتمبر/أيلول انطلاق مظاهرات حاشدة في الضفة الغربية، قد تمتد إلى داخل الخط الأخضر، وحصول مظاهرات على طول الحدود مع سوريا ولبنان والأردن وقطاع غزة، واحتمالية تنظيم مسيرات باتجاه المستوطنات المقامة على أراضي الضفة، وحصول مواجهات مماثلة لـ"بلعين ونعلين"، ووصلت التقديرات إلى أن تكون "متطرفة"، كاستقالة أبي مازن من الرئاسة، وتفكك السلطة، وحصول فوضى شاملة. مع العلم بأن هناك انقساما في آراء المسئولين الأمنيين حيال اليوم التالي لتأثير الاعتراف بالدولة، ففي الوقت الذي يقول فيه ضباط رفيعو المستوى في الجيش إنه لن يحصل تدهور, تحذّر جهات رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية من المفاجآت. ويتوقع أحد السيناريوهات توجه الفلسطينيين في يوم واحد نحو المستوطنات، وأن يقف الجنود أمامهم, حيث ستجد أجهزة الأمن الفلسطينية مشكلة في صدّه, ووقوع أعمال شغب شعبية متنوعة، لكن السيناريو المتوقّع هو أن تحصل أعمال واسعة النطاق في نقاط الاحتكاك الأساسية، وسيزداد احتمال تنفيذ عمليات معادية عبر عمليات متفرقة كإطلاق نيران على محاور الطرق، والتسلل للمستوطنات، وخطف جنود، ومحاولات طعن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.