22.78°القدس
22.46°رام الله
21.64°الخليل
22.37°غزة
22.78° القدس
رام الله22.46°
الخليل21.64°
غزة22.37°
الأحد 28 ابريل 2024
4.84جنيه إسترليني
5.4دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.1يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.4
جنيه مصري0.08
يورو4.1
دولار أمريكي3.83

في ذكراها السابعة

من العصف المأكول إلى سيف القدس.. كيف تطور أداء المقاومة عسكريا؟

غزة - فلسطين الآن

من كل عام، تعود بنا الذاكرة إلى تموز/ يوليو عام 2014، هذا التاريخ الذي يتحدث عن قصة صمود دامت 51 يوماً، حيث طال قصف العدوان الإسرائيلي على غزة يومها كل زاوية وكل حيّ، إضافة للتقدم الكبير في أداء المقاومة، مكنها من صد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإلحاق هزيمة مدوية بجيش الاحتلال كانت بمثابة مقدمة للهزيمة الكبيرة التي مُني بها مؤخرًا في معركة "سيف القدس".

وارتكب الاحتلال خلال عدوانه مجازر وحشية مروعة بحق أبناء شعبنا، أسفرت عن استشهاد 1742 مواطنًا وآلاف الجرحى، ودمار كبير في البنى التحتية والمرافق العامة ومنازل المواطنين، حيث فقد نحو 100 ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلًا، وأصبحوا بلا مأوى.

وأمام هذا العدوان أظهرت المقاومة الفلسطينية تطورًا نوعيًا في تصديها لعدوان الاحتلال، ودكت مواقعه، وهاجمت جنوده برًا وبحرًا، ومن خلف الخطوط في عمليات نوعية زلزلت كيانه الهش.

وكشفت القسام خلال معركة العصف المأكول عن تطور نوعي في أدائها، وأظهرت قدرات قتالية عالية، وعمليات عسكرية نوعية، فضلًا عن المفاجآت التي أربكت حسابات قادة الكيان الإسرائيلي.
 

وارتكب الاحتلال خلال عدوانه مجازر وحشية مروعة بحق أبناء شعبنا، أسفرت عن استشهاد 1742 مواطنًا وآلاف الجرحى، ودمار كبير في البنى التحتية والمرافق العامة ومنازل المواطنين، حيث فقد نحو 100 ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلًا، وأصبحوا بلا مأوى.

وأمام هذا العدوان أظهرت المقاومة الفلسطينية تطورًا نوعيًا في تصديها لعدوان الاحتلال، ودكت مواقعه، وهاجمت جنوده برًا وبحرًا، ومن خلف الخطوط في عمليات نوعية زلزلت كيانه الهش.

وكشفت القسام خلال معركة العصف المأكول عن تطور نوعي في أدائها، وأظهرت قدرات قتالية عالية، وعمليات عسكرية نوعية، فضلًا عن المفاجآت التي أربكت حسابات قادة الكيان الإسرائيلي.

تطور أداء المقاومة عسكريا

وعقب نهاية معركة "العصف المأكول" وصف المراقبون والمتابعون للقضية الفلسطينية بأن المعركة هي الأفضل في تاريخ صراع المقاومة مع الاحتلال من ناحية المفاجآت والامكانيات العسكرية والتنوع في العمليات ودخول سلاح الجو للمعركة، والتسلل خلف خطوط العدو، وسلاح الأنفاق، وعملية "زيكيم" البحرية وغيرها.

ورأى المتابعون أن قدرات المقاومة تطورت كثيرا بعد مرور 6 سنوات على الحرب الأخيرة مع غزة، وهو ما يبرهَن عبر التجارب الصاروخية والمناورات التي تُجريها المقاومة، إضافة للقدرات البارزة التي أظهرتها المقاومة في معركة "سيف القدس" الأخيرة.

ووفق المتابعون، فإن الاحتلال بات منزعجاً كثيراً من قدرات المقاومة وخصوصا الصواريخ الدقيقة التي تصل لأهداف بعيدة المدى، وكذلك الكوماندوز البحري وحديث الاعلام العبري عنه وتخوفاته منه".

وتعمل المقاومة الفلسطينية ضمن استراتيجية متكاملة وتوزيع المهام على جميع الجبهات، حتى وصل الأمر إلى الجهد الاستخباري والحرب الالكترونية والسيبرانية وهو مرحلة متطورة في العمل العسكري.

ويعيش الاحتلال في فزاعة أمنية، "وهو يحاول توجيه رسائل للجبهة الداخلية وكذلك للعالم، أن ما يحيط بنا من هاجس أمن صعب ويشكل خطرا باستمرار".

ومنذ اللحظة الأولى من انتهاء معركة العصف المأكول باشرت كتائب اقسام باستخلاص العبر والعظات من المعركة، ثم بدأت من جديد في مراكمة القوة وتطوير الأداء على المستويات كافة استعدادًا للتصدي لأي عدوان يرتكبه الاحتلال ضد شعبنا، وهو ما ظهر جليًا في معركة "سيف القدس".

وكان للمقاومة السبق واليد العليا في هذه المعركة من البداية حتى النهاية، حيث افتتحت كتائب القسام المعركة بقصف مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية، جاء ذلك بعدما حذر القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف الاحتلال من استمرار عدوانه على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

واستمرت المعركة أحد عشر يومًا أظهرت خلالها المقاومة جزءًا مما راكمته على مدار 7 أعوام منذ انتهاء معركة العصف المأكول، وشاهد العالم بأسره التطور الكبير الذي وصلت إليه المقاومة على المستويات والأصعدة كافة مقارنة بحرب عام 2014م.

وخلال معركة "سيف القدس" بين الاحتلال والمقاومة، أطلقت المقاومة من قطاع غزة أكثر من 4300 صاروخ بما يشمل طويلة المدى التي وصل بعضها إلى مناطق في شمال فلسطين المحتلة لأول مرة، وتسببت في خسائر الاقتصادية لدى الاحتلال الإسرائيلي قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شاقل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من قبل المستوطنين.

ونتيجة صواريخ المقاومة، اعترف الاحتلال بمقتل 12 شخصا بي جنود ومستوطنين وإصابة أكثر من 330، بالإضافة إلى تسجيل خسائر عسكرية بقيمة تتجاوز 1.1 مليار شاقل معدات الأسلحة و280 مليون شاقل تكلفة صواريخ القبة الحديدية، و120 مليون شاقل وقود للطائرات الحربية والمسيرة، بالإضافة إلى 25 مليون شاقل تكلفة زيادة جنود الاحتياط.

وأعلنت المقاومة خلال معركة سيف القدس، عن إدخالها أسلحة جديدة للخدمة، كان أبرزها صاروخ عياش 240 الذي يصل مداه إلى 250 كليو متر والذي تم إطلاقه للمرة الأولى باتجاه مطار رامون الذي استخدمته "إسرائيل" كمطار احتياط بعد تعطيل مطار "بن غوريون" نتيجة الصواريخ على وسط فلسطين المحتلة، لتشل بذلك حركة الطيران لدى الاحتلال بالكامل.

وكشفت المقاومة الفلسطينية، خلال المعركة الأخيرة، عن استخدام طائرات مسيرة جديدة من طراز "شهاب" محلية الصنع، استهدفت من خلالها منصات الغاز التابعة للاحتلال في عرض البحر قبالة شواطئ ساحل شمال غزة، وقصفت حشودا عسكرية على تخوم القطاع. كما ونشرت فيديو مصورا تم التقاطه من خلال طائرة مسيرة يظهر انسحاب جنود الاحتلال من المنطقة القريبة من السلك الفاصل في الوقت الذي أعلن فيه الاحتلال عن استعداده للدخول البري للقطاع، وذلك بعد عدة عمليات استهداف لآليات عسكرية بصواريخ موجهة (كورنيت).

وكشف الاحتلال الإسرائيلي، عن امتلاك المقاومة غواصات خاصة بها مزودة بـ GPS وقادرة على حمل 50 كيلوغرام من المتفجرات، استهدفت محطات للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية، من فرض سيطرتها على سير معركة سيف القدس، من خلال أوامرها للاحتلال، التي كان أهمها فرض المقاومة حظر التجول على كافة مناطق فلسطين المحتلة عام 1948.

القدرة الصاروخية

ردت المقاومة على العدوان بقصف المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسة داخل فلسطين المحتلة، كالقدس وتل أبيب ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولًا إلى مناطق البحر الميت.

وكشفت كتائب القسام عن صواريخ جديدة استخدمتها لأول مرة في تاريخ الصراع، كان منها صاروخ R160 بعيد المدى الذي طوره مهندسو الكتائب، وقصفت به الكتائب مدينة حيفا المحتلة.

واستخدمت الكتائب خلال المعركة أيضًا صاروخ J80 الذي قصفت به "تل أبيب" وهو طراز مزود بتقنية لتضليل القبة الحديدية، وكذلك صاروخ S5، الذي قصفت به "رحوفوت" و"بيت يام" لأول مرة، كما قصفت بعدد آخر منها مدينة بئر السبع المحتلة.

وتحدت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول الاحتلال الإسرائيلي من اعتراض صواريخها، وحددت الساعة التاسعة مساءً لاستهداف تل أبيب والقدس المحتلة، وتحدت الاحتلال على إيقاف هذه الصواريخ، لكنه فشل فشلاً مدويًا في اعتراضها.

إنزال خلف الخطوط

قدمت كتائب القسام سلسلة من المفاجآت والعمليات النوعية التي أربكت حسابات الاحتلال، أبرزها عملية الكوماندوز البحري "زيكيم"، حيث هاجمت وحدة خاصة من كتائب القسام موقع زيكيم العسكري، وقاعدة سلاح البحرية، وأوقعت العديد من الخسائر في صفوفها.

كما نجحت كتائب القسام في تنفيذ عدة عمليات إنزال خلف خطوط العدو، كعملية "موقع صوفا" شرق رفح، وعملية "موقع أبو مطيبق" شرق المحافظة الوسطى التي تمكن مقاتلو القسام خلالها من الإجهاز على ثلاثة جيبات من مسافة صفر وقتل ستة جنود، وغنموا اثنتين من بنادقهم.

كما تمكنت قوات النخبة القسامية من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو قرب "موقع 16" العسكري شرق بيت حانون، وكذلك نفذت عملية إنزال خلف خطوط العدو بموقع "ناحل عوز"؛ وقتلوا عددًا من الجنود واغتنموا قطعة سلاح.

مفاجآت كبيرة

وكشفت كتائب القسام عن طائرة أبابيل بدون طيار من صنع مهندسيها والتي تُسيرها لأول مرة، وأعلنت الكتائب حينها أنها أنتجت من هذه الطائرات 3 نماذج، هي: "طائرة A1A" ذات مهام استطلاعية، و"طائرة "A1B وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، و"طائرة A1C" وهي ذات مهام هجومية - انتحارية.

كما أعلنت الكتائب صناعة بندقية قنص من عيار 14.5 وحملت اسم "الغول" تيمنًا بالشهيد القسامي عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام، والذي اغتاله الجيش الصهيوني عام 2004م، وذكرت أنها استخدمتها خلال عمليات القنص منذ بدء الحرب على غزة 2014.

أسر جنود

وتمكنت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول من أسر جنود إسرائيليين، وأعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في يوليو 2014 أسر الجندي شاؤول أورون من داخل ناقلة الجند العسكرية أثناء تصدي الكتائب للاجتياح البري شرق مدينة غزة، فيما اختفت آثار الضابط هدار جولدن في الأول من أغسطس 2014 شرق مدينة رفح بعد عملية للقسام.

خسائر العدو

تكبد الاحتلال خسائر موجعة خلال المعركة، واعترف الاحتلال بمقتل 64 جنديًا وسبعة مستوطنين، وإصابة العشرات.

ومٌني الاحتلال بخسائر اقتصادية فادحة وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار، وغيرها، وفق تقرير أعده مراقب الدولة "يوسف شبيرا" حول إخفاقات "حرب غزة" صيف 2014.

ست سنوات مرت على معركة العصف المأكول خرج الاحتلال منها يجر أذيال الخزي والهزيمة، وسجلت المقاومة الفلسطينية انتصارًا جديدًا في حرب التحرير الممتدة، وأضحت عصيّة على الكسر، تعاظم قوتها يومًا بعد آخر.

المصدر: فلسطين الآن