14.75°القدس
14.56°رام الله
13.86°الخليل
19.37°غزة
14.75° القدس
رام الله14.56°
الخليل13.86°
غزة19.37°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

غير قابل للتنبؤ.. هكذا حلل الاحتلال شخصية السنوار بعد العدوان الأخير

ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، أن المنظومة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" بدأت بإعادة تحليل شخصية قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بعد موقفه الذي ظهر خلال عملية “حارس الأسوار” (العدوان الأخير على قطاع غزة).

وبحسب الصحيفة، فإنه عُهد بالمهمة إلى الجيش الإسرائيلي، وجهاز الشاباك، بالإضافة إلى متخصصين في الصحة العقلية وخبراء في لغة الجسد وتحليل الكلام.

وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة، فإن التحول الذي يمر به السنوار اليوم يقدمه كشخصية خطيرة بالنسبة لنا، ومن الضروري اتخاذ قرارات بشأن الاستمرار في التعامل مع حماس بغزة.

ووفقًا للصحيفة، فإن سلوك السنوار في الأشهر الأخيرة يختلف عما كان متعارف عليه في "إسرائيل"، واستبدل البراغماتية بقرارات متسرعة، ولم يعد يتمسك بأي حلول وسط والتواضع النسبي، وبات وفقًا للملف الشخصي المحدث الذي يتم تحديثه حاليًا لدى المنظومة الأمنية بأن في هذه المرحلة لا يمكن التنبؤ به ببساطة.

وقال مصدر أمني آخر “في جهاز"الدفاع" حتى أيام قليلة كان محمد الضيف هو الشخصية الأخطر ما بينه وبين يحيى السنوار، لكن اليوم الأمر لم يعد واضحًا”.

وبحسب الصحيفة، فإنه يتم حاليًا دراسة التغيير في مواقف السنوار ما قبل العملية الأخيرة وخلالها وبعدها، مشيرةً إلى أنه التهديدات التي أطلقت قبل “مسيرة الأعلام” كان في "إسرائيل" يعتقدون أنها غير جدية قبل أن تسقط الصواريخ في القدس، إلا أن ما جرى وما تبعه من أحداث وصولًا لوقف إطلاق النار الذي كان بالنسبة للسنوار بمثابة الانتصار، دفع باتجاه تغيير الرؤية نحو قائد حماس بغزة.

وفي صباح اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لاحظوا في "إسرائيل" أن هناك شيئًا مختلفًا في سلوكه، وظهوره في شوارع غزة وهو يصافح السكان، دفع باتجاه هذه الملاحظة، حيث علق مصدر أمني على ظهوره بالقول “الطريقة التي كان يمشي بها في الشوارع ومصافحة السكان والاجتماع معهم والعشائر، والطريقة التي يسمح بها لهم بلمسه وتعليق صوره وأداء نوع من الطقوس التي تظهر الإعجاب به شيء لم يكن موجودًا من قبل”. وفق قوله.

وبحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية، فإن السنوار لم يعتقد أبدًا أنه تخلى عن هذا الاحتمال في الصراع ضد "إسرائيل"، لكنه الآن يريد إثبات ذلك، وقال مصدر استخباراتي “قرر السنوار الاصطفاف إلى جانب الذراع العسكري لحماس، دخل الحرب ضد "إسرائيل" بوعي، وحاول كسب دعم أكبر في أوساط شعبه وشبابه في غزة .. الطريقة التي انتهت بها جولة القتال شكلت مستقبل السنوار بشكل مختلف وبدأ يتمتع بخصائص شخص يعتقد أنه اختير لقيادة العرب في العالم”. وفق قوله.

وتشير الصحيفة العبرية إلى ظهور السنوار في إحدى الصور وهو يجلس على كرسي في منزله الذي دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية، وانتشرت تلك الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ما دفع سكان غزة لتقليده بصور مماثلة في منازلهم التي تعرضت للقصف، ويقول مصدر أمني إسرائيلي مشارك في تحليل شخصية زعيم حماس “كان يعرف سبب تصويره في ذلك اليوم وهو جالس على الكرسي الضخم، أراد أن يقول لكل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وعرب "إسرائيل"، هذا منزلي قصف أيضًا وأنا واحد منكم”. كما قال.

وتقول الصحيفة، إن هذه أكثر بكثير من مجرد صورة كما ترى ذلك المخابرات الإسرائيلية، وأن هناك تقدير متزايد أنه على الرغم من الضربة الشديد لحماس خلال الجولة الأخيرة، إلا أنه بات يُنظر للسنوار في أوساط الجمهور الفلسطيني على أنه الشخص الذي هم "إسرائيل" ولم يستسلم لها وتمكن من إقامة صلة بين غزة والقدس، وأنه دفع الثمن بسبب القدس، كما أنه حصل على مستوى الرأي العام الإشادة وبات ينظر إليه أنه الزعيم العربي الوحيد الذي دخل في السنوات الأخيرة عن وعي في الحرب ضد "إسرائيل" ولم يستسلم، وبالنسبة له حقق انتصارًا بتوقف القتال دون قيد أو شرط بقرار من الطرفين.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى خطاباته بعد جولة القتال وتوجيه التحية للعرب والمسلمين وكذلك لفلسطينيي الداخل، وقوله إن لدى حماس 10 آلاف مقاتل داخل "إسرائيل" مستعدون للقتال.

وتقول مصادر أمنية إسرائيل “هذه الهالة من الزعيم العربي الجديد، باتت تنتقل أيضًا إلى العالم الخارجي والجهات الدولية”، مشيرةً إلى اللقاء الذي جمعه مع مبعوث الأمم المتحدة ثور وينساند والذي خرج بعد محادثة قصيرة معه بإلقاء اللوم عليه وطلب إنهاء الاجتماع وطالبه بمغادرة غزة.

وترى المصادر أن تصريحاته حول استعداده لإجراء مفاوضات جادة وسريعة بشأن صفقة تبادل الأسرى، بأنها كانت موجهة لعواصم عربية مختلفة خاصةً وأنها صدرت خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي السابق "غابي أشكنازي" إلى مصر.

ويقول مصدر آخر، كل هذه الأمور تشير إلى أن السنوار أصبح قائدًا غير مستقر ولا يمكن التنبؤ به، وهذا يتطلب من "إسرائيل" دراسة الخطوات المستقبلية .. الطريقة التي يتصرف بها تتطلب منا اتخاذ القرارات بالسماح له بأن يكون الشخصية التي يمكن أن تجلس مع الوسطاء في موضوع التسوية (التهدئة)، أو فيما إذا كان هو الرقم الذي يمكن أن ندعه يستمر في حيازة الكثير من الأسلحة ويهددنا”.

وتقول الصحيفة إنه عشية مسيرة الأعلام الثانية التي أجلت بعد الأولى، كانت التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أنه لن يكون هناك إطلاق صواريخ من جديد باتجاه القدس وهو ما لم يحصل، لكن أخذ بتهديدات السنوار على محمل الجد، وتم عقد عدة تقييمات أمنية لكي تجري المسيرة بهدوء، ويعلق مصدر أمني إسرائيلي على ذلك بالقول “هذا بالضبط ما نخاف منه، لأنه زعيم أصبح غير قابل للتنبؤ”. بالإشارة إلى تهديداته.

المصدر: فلسطين الآن