كشف مصادر مصرية أن الزيارة الخاطفة التي أجراها الوفد الأمني الإسرائيلي، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، في وقت سابق، الأحد، تأتي في سياق التصعيد الأخير على الحدود اللبنانية في أعقاب تبادل القصف بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة "العربي الجديد" اللندنية، فإن المسؤولين الإسرائيليين طلبوا من نظرائهم في القاهرة ممارسة الضغط على الفصائل الفلسطينية في غزة، للحفاظ على حالة التهدئة وعدم المشاركة في أي "أعمال عدائية" تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، بالتنسيق مع "حزب الله".
وذكرت المصادر أن الوفد الأمني الإسرائيلي الذي ضم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، وخلفه، إيال حولتا، الذي يتولى مهامه رسميا في منتصف آب/ أغسطس الجاري، جاء لاستكمال مباحثات التهدئة التي تقودها القاهرة منذ وقف إطلاق النار في القطاع، في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة في أيار/ مايو الماضي.
ولفتت المصادر إلى "قلق بالغ" لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من جر "إسرائيل" إلى معركة على عدة جبهات".
وأشارت إلى "مخاوف إسرائيلية" من دفع إيران حلفاء تابعين لها لـ"استنزاف القدرات الإسرائيلية، وصرف تل أبيب عن توجيه أي ضربات نوعية لأهداف إيرانية في الوقت الراهن".
وأوضحت المصادر أن الوفد الإسرائيلي التقى فور وصوله إلى القاهرة برئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، إضافة لعدد من قيادات الجهاز، على رأسهم اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول ملف فلسطين بالجهاز.
كما طالب الوفد الأمني الإسرائيلي من الجانب المصري، بضرورة إلزام حركة "حماس" بوقف إطلاق البالونات الحارقة، مع تقديم وعود بالاستجابة للمطالب الخاصة بسكان القطاع والشروع في بعض التسهيلات، وعلى رأسها توسيع مساحة الصيد.
وبحث الجانبان قضية إدخال المنحة القطرية للقطاع المحاصر، وذكرت المصادر أنه تجدد طرح المقترح المصري بإشراك مصر بإجراءات إدخال المنحة، والذي كان قد تعطل بسبب المماطلة الإسرائيلية في محاولة لإحراز تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى.
وأوضحت المصادر المطلعة على مسار الوساطة أن "هناك حالة من الارتياح المصري بسبب خطوة التصعيد من جانب حزب الله في هذا التوقيت"، مشيرة إلى أن التصعيد الأخير على الحدود اللبنانية "رفع الضغوط عن كاهل القاهرة بعد تلويح الجانب الإسرائيلي في وقت سابق باستعداده لإشراك تركيا في مفاوضات تبادل الأسرى".
وبحسب المصادر، فإن "لجوء تل أبيب للقاهرة في هذا التوقيت جاء بهدف تنشيط الوساطة والضغط على فصائل غزة، لأن إسرائيل تسعى للحفاظ على أن يكون قرار الحرب، أو الضربة العسكرية، مع حزب الله وإيران، من تحديدها، لا أن يكون ردة فعل".
وتأتي المخاوف الإسرائيلية التي أشارت إليها مصادر "العربي الجديد" في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اسماعيل هنية، والزيادرة التي أجراها وفد من قيادة الحركية إلى طهران، بالتزامن مع مراسم تنصيب رئيسي، نهاية الأسبوع الماضي.