قال كاتب إسرائيلي إنه "في حقبة ما بعد الربيع العربي، يعيد العالم العربي تشكيل مشهده الإقليمي، ويمكن أن تكون هذه التغييرات فرصة نادرة لإسرائيل لتوسيع اتفاقيات التطبيع، وتعزيز الاتفاقات القائمة، وهذه جبهة أخرى تستطيع من خلالها وقف التمدد الإيراني في المنطقة، وبعد أكثر من عقد من الاهتزاز الإقليمي، يمكن لإسرائيل أن تسعى للاندماج في الشرق الأوسط".
وأضاف إيرين كيس باحث العلاقات الدولية والتفاوض واتخاذ القرار، وخبير في علاقات إسرائيل الخارجية، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "من المشاريع التي نوقشت مؤخراً في الإعلام العربي مشروع "الشام الجديد" وهو الترجمة العبرية لـ "مشروع المشرق الجديد"، وهذا المشروع عبارة عن اتفاقية تجارية بين الأردن ومصر والعراق تم توقيعها في تموز/ يوليو 2021، ويهدف لبناء منطقة تجارية "صغيرة شبيهة بالاتحاد الأوروبي" بين الدول الثلاث من خلال بناء خطوط أنابيب لتوريد النفط من ميناء البصرة في العراق إلى مصر عبر ميناء العقبة في الأردن".
وأشار إلى أن "المعطيات الأمنية الإسرائيلية المتوفرة حول هذا المشروع تشير إلى أن مصر ستزود العراق بالكهرباء، لكن الجزء المهم من المشروع هو إعادة تأهيل العراق، وبناء البنية التحتية المدمرة فيه، خاصة وأن للولايات المتحدة مصلحة في تنفيذ وإنجاح المشروع، الذي يخدم عددًا من الأهداف التي تحاول تحقيقها بعد أن قررت سحب قواتها من المنطقة، أهمها إعادة تأهيل العراق، والحفاظ على استقراره بعد سنوات من الحرب، وتقوية حلفائها في المنطقة الأردن ومصر".
وأكد أن "إسرائيل تعتقد أن هذا المشروع قد يسعى لبناء تحالف آخر في مواجهة تمدد إيران الساعية للالتفاف على العقوبات الأمريكية، وإسرائيل في الوقت ذاته موجودة في الشرق الأوسط، ولا يمكنها تجاهل التغيرات والتحولات التي تجري في محيطها، وبإمكانها أن تستفيد عبر سياستها الخارجية مما يحصل، عبر تعزبز اتفاقيات التطبيع مع دول المنطقة، وتمددها إلى دول عربية أخرى".
ودعا الكاتب إسرائيل، بزعم أنها جزء من فضاء الشرق الأوسط إلى أن "تحاول المشاركة في مشروع الشام الجديد، وحتى دعم نجاحه، ويمكن لها القيام بذلك بتعزيز اتفاقيات التطبيع والتجارة مع مصر والأردن، والتعاون في تعزيز المشاريع المبتكرة، وتدريب القوى العاملة لعالم التكنولوجيا الفائقة، ونقل المعرفة إلى تحلية المياه، حيث يُنظر إليها على أنها قوة إقليمية تتمتع بميزة نسبية في المجالين العسكري والاقتصادي".
وأوضح أنه "من خلال نقل إسرائيل للمعرفة والمعلومات في مجال التكنولوجيا إلى الدول العربية الثلاث التي وقعت على المشروع، العراق ومصر والأردن، يمكن لإسرائيل توسيع حدود المشروع، والمساهمة في نجاحه، وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي تعزيز اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن لفتح قناة اتصال مع العراق عبرهما، مما سيشكل بداية مفاوضات حول اتفاق تطبيع مستقبلي".
وأشار إلى أن "تعاون إسرائيل الإقليمي في هذا المشروع يحظى بالدعم الغربي، لا سيما دعم الولايات المتحدة، مما يعزز مكانة إسرائيل في المنطقة، وقدرتها على التأثير داخل التحالف الغربي، كما أن تعاون إسرائيل في مشروع الشام الجديد، الذي يهدف لتقويض النفوذ الإيراني، سيسمح لإسرائيل بفتح جبهة أخرى للتصدي للتمدد الإيراني في المنطقة، والإضرار به، وفوق كل ذلك، سيخدم هذا التعاون الأمن القومي لإسرائيل، وسيضيفها لتحالف آخر مناهض لإيران في المنطقة".