13.27°القدس
12.9°رام الله
11.64°الخليل
17.86°غزة
13.27° القدس
رام الله12.9°
الخليل11.64°
غزة17.86°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

في ذكراها الثالثة

بالفيديو: "حد السيف" صفعةٌ مدوية لنخبة الاحتلال

ليلة الحادي عشر من شهر نوفمبر لعام 2018 تبددت هيبة قوة النخبة الصهيونية "سييرت متكال" حينما أفشلها مجاهدو القسام، وما زالت تبعات العملية تسقط رؤوساً في المؤسسة الصهيونية، لقد اعتقد العدو الصهيوني أنه عبر قوة "سييرت متكال" وباستخدام آخر ما توصل إليه من وسائل تكنلوجية حديثة، يمكن أن يسجل اختراقاً في منظومة كتائب القسام الأمنية والعسكرية ولكن أنى له ذلك.

وفي التقرير يسلط موقع القسام الضوء على التفاصيل الدقيقة التي نشرت العام الماضي لعملية حد السيف منذ اللحظة الأولى لكشف القوة الصهيونية مروراً بقتل قائد الوحدة وصولاً للإطباق المحكم على القوة واستهداف الطائرة التي نقل العدو من خلالها نخبته الخائبة.

الاشتباه بالمركبة

مع ساعات المساء الأولى من يوم الأحد الموافق 11/11/2018 اشتبه القائد الشهيد نور بركة بمركبة زرقاء اللون من نوع "فلوكس" كانت تسير بالقرب من منزله، حينما لاحظ توقفها في أكثر من مكان بالمنطقة وترجل منها أشخاص ملامحهم تدل على أنهم من خارج المنطقة.

قام الشيخ نور بإبلاغ ضابط الاستخبارات الميداني، كما وجّه المجاهدين في الميدان بإيقاف المركبة وعند وسؤالهم لأفراد القوة رد قائد القوة – الذي قتل في العملية- بلكنة عربية محلية بأنهم في زيارة لأقاربهم، لكن الشيخ نور لم يقتنع بهذه الرواية التي نقلت إليه، وقرر ملاحقة المركبة وإسناد عملية الاستجواب لضابط الاستخبارات الميداني.

استجواب القوة

تحرك الشيخ نور لملاحقة المركبة المشبوهة، حيث توجه من طريق التفافي ليقطع خط سير المركبة، وفي الأثناء كان ضابط الاستخبارات برفقة عدد من المجاهدين قد استوقفوا المركبة وقاموا بمصادرة هواتف من بداخلها حيث كانت متطابقة في الشكل واللون وفي جزء كبير من محتوياتها، كما أبرزوا بطاقاتهم الشخصية التي كانت تنتحل أسماء أشخاص من سكان مدينة غزة.

وجه الشيخ نور المجاهدين بتفتيش المركبة وإنزال من فيها، واستجواب كل واحد منهم على حدة، وخلال الاستجواب لمس المجاهدون حرص أفراد القوة الشديد على إظهار رواية موحدة؛ ولكن تحت ضغط الاستجواب سقط بعضهم في حالة من تضارب الروايات، التي تشتّتت بين زيارة مريضة في المستشفى وبين العمل في مؤسسة دولية تحمل اسم "هيو ميدكا" وثالثة لاصطحاب قريبتهم التي تسكن بالقرب من المنطقة.

استمر التحقيق مع أفراد القوة قرابة 40 دقيقة، أُجبر خلالها الجميع على الترجل من المركبة، وكان من بينهم رجل يحمل عكازا ويتظاهر بأنه يعاني من إعاقة حركية، بالإضافة إلى سيدتين، وخلال عملية التفتيش سقطت حقيبة إحدى السيدتين فظهر ما بداخلها وكانت عبارة عن مجموعة من المصاحف الصغيرة موجودة بين ملابس نسائية وهذا ما عزز الشك لدى المجاهدين.

ومع تزايد الشك رفع المجاهدون درجة التفتيش؛ فعثروا على مظاريف فيها مبالغ نقدية متساوية وذات أرقام متسلسلة، وعليها أسماء وعناوين أشخاص من قطاع غزة.

أخبر ضابط الاستخبارات الميداني الشيخ نور بركة بمجريات التحقيق ليكون رده: "هؤلاء كذّابين"، وأمر باقتياد أفراد القوة لأحد المواقع العسكرية للبدء بجولة موسعة من التحقيق معهم.

لحظة الاشتباك

ومع صدور قرار الشيخ نور باقتياد القوة لأحد المواقع، ظهرت عليهم علامات التوتر الشديد حتى بكى بعضهم، ورفضوا الانصياع للأوامر ثم باشروا بإطلاق النار على المجاهدين ليستشهد الشيخ نور والمجاهد محمد القرا على الفور بينما أصيب اثنان آخران، وقتها قام أحد المجاهدين بإطلاق النار من مسدسه باتجاه أحد أفراد القوة ليصيبه في صدره وقد اتضح فيما بعد أنه قائد القوة "ميني".

ترجل أفراد القوة من المركبة ليتبادلو إطلاق النار مع المجاهدين فأصابوا ضابط الاستخبارات فيما أصيب أحد أفراد القوة، وفي هذه اللحظة انتشلت القوة جثة القتيل "ميني" والمصاب بسرعة وسط حالة من الارتباك، لتبدأ مرحلة المطاردة.

الاطباق ومحاصرة القوة

وفي تمامِ الساعةِ 8:48 تم إبلاغ قيادة كتيبة خانيونس الشرقية بوجود شهداء وإصابات في مكان الاستجواب وبأن المركبة اتجهت شرقاً وبسرعة كبيرة جداً، وعلى الفور أصدرت قيادة كتيبة خانيونس الشرقية أمراً بتنفيذ خطة الاستنفار رقم (20/7) المتفق عليها مسبقاً، والتي تتضمن اغلاقَ جميع الطرق والمنافذ المؤدية الي منطقة صلاحيات الكتيبة، وفرض طوق على كل المنافذ والمداخل.

بدأ المجاهدون بتنفيذ الأمر وتمشيط المنطقة بالكامل, وأظهروا درجةً عاليةً من الجهوزية والروح التعرضية، وأثناء عملية التمشيط بدأ المجاهدون بالإطباق على القوة الصهيونية من عدة اتجاهات وكادوا أن يصلوا إليها.

في تلك اللحظات وبعد أن أيقنت قيادةُ العدو أنها لن تستطيع سحب الوحدة براً باتجاه الحدود وأصبح الخيار لديها أن تقوم الوحدة بالاختفاء مع المركبات في إحدى المزارع القريبة من مكان الإخلاء والمحافظة على الصمت التام وانتظار الدعم الجوي.

وفي الأثناء بدأت قوات العدو بالتدخل جواً بتنفيذ لخلق حزام ناري بين المجاهدين وبين القوة وتعطيل أي محاولة للوصول لمكان تواجدها، وذلك من خلال الطيران المسير المروحي والطائرات الحربية والتي نفذت دائرة نيران هائلة في محيط تواجد الوحدة, وكما تم استهداف جميع الطرق والمفترقات المؤدية إلى مكان تواجدها، مما أدى لارتقاء عدد من الشهداء.

بدأ العدو بتطوير خطته في الإخلاء وكان ذلك باستدعاء مروحية نقل جوي من نوع "يسعور 2000" ودخولها من الجهة الشرقية على ارتفاع منخفض مدعومة بمقاتلتين من نوع اباتشي لحمايتها وتأمينها.

وخلال ذلك أجرى العدو تشويشاً موسعاً على جميع الاتصالات اللاسلكية في المنطقة كما اخترق موجة اللاسلكي الخاصةِ بالقسام وأصدر إشارات مُضلِلة تفيد بإسقاط طائرة في البحر وأن على المقاتلين التوجه باتجاه الغرب، لكن ذلك لم ينطلي على المجاهدين فصدر التوجيه من خلال سلاح الإشارة بأن هذا النداء كاذب وعلى الجميع مواصلة العمل وفق التعليمات السابقة.

فرار القوة

بمجرد وصول الطائرة وهبوطها في منطقة الإخلاء تحرك أفراد الوحدة باتجاه منطقة الهبوط، وبدأت طائرات الاباتشي بعمل جدار ناري كثيف حول المنطقة، إلا أن المجاهدين تقدموا ببسالة منقطعة النظير لمسافة لا تتعدى الـ 100 متر وأطلقوا النار بكثافة من الرشاشات الخفيفة باتجاه الطائرة والوحدة مما أجبر طائرة "اليسعور" إلى الاخلاء بشكل سريع جداً في وقت لا يتعدى الدقيقتين, تاركة ًورائها المركبتين المليئتين بالأجهزة والأسرارِ التكنولوجية، ليضطر العدو بعد ذلك لاستهدافها بالطيران الحربي ظاناً أنه بذلك أتلف جميع المعدات بداخلها.

وجراء القصف المكثف استشهد أثناء المطاردة ثلاثة من المجاهدين الذين كانوا قريبين من منطقة الاخلاء وأطلقوا النار على الطائرة والقوة الخاصة، وهم الشهداء: محمود مصبح وعلاء الدين فسيفس، ومصطفى أبو عودة .

لقد كاد المجاهدون ببسالتهم أن يأسروا القوة المعادية أو يردوهم قتلى، لكن القوة تمكنت من الفرار بأعجوبة تجر أذيال الخيبة، فيما تركت خلفها كنزاً معلوماتياً وضعت كتائب القسام يديها عليه، وسيكون له أثرٌ مهم بإذن الله خلال معركتها المتواصلة مع العدو الصهيوني.

موقع القسام