كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، لعدد من المطاردين لديها في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة: "في رابعة نهار يوم الثلاثاء الماضي، نفّذت إسرائيل عملية اغتيال كبيرة لم تشهد الضفة الغربية المحتلّة مثلها منذ 13 عاماً، أدت إلى استشهاد المطارَدين أدهم مبروكة ومحمد الدخيل ومساعدهما أشرف المبسلط، في محاولة لتوجيه ضربة قاسمة إلى خلية تتبع "كتائب شهداء الأقصى" في نابلس".
وأضافت: "الضربة الثلاثية رفعت منسوب التصعيد الميداني، ليمتدّ من نابلس إلى جنين وشمال الضفة مروراً بضواحي القدس، ووصولاً إلى الحدود الشرقية في قطاع غزة، وسط توقّعات إسرائيلية وفلسطينية باستمرار التصعيد في الأيام المقبلة".
وتابعت: "حدث ما كان متوقّعاً إذاً، من نيّة العدو تنفيذ عملية خاطفة عبر قوّة خاصة في نابلس، وفق ما أشارت إليه "الأخبار" في أعداد سابقة. اختار "الشاباك" حيّ المخفية لتنفيذ الاغتيال، على رغم معرفته المسبقة بتحصّن المطارَدين داخل البلدة القديمة في نابلس، وهو ما استهدف - على الأرجح - تقليل الخسائر ومنْع المقاومين من الردّ على القوّة الخاصة، على اعتبار أن هؤلاء يشعرون بأن البلدة القديمة تمثّل قلعة محصّنة، كونهم يعرفون دهاليزها وأزقّتها الضيّقة وطبيعتها الجغرافية، إضافة إلى كوْن المطارَدين "أبناء البلد"، ويمتلكون حاضنة شعبية قوية.
وأكملت: "بعد الظهيرة، هو التوقيت الذي اختاره العدو لتنفيذ عملية الاغتيال، في شارعٍ هادئ وقليل الحركة من حيّ المخفية في مدينة نابلس وخارج البلدة القديمة. كانت مركبة المقاومين الثلاثة من نوع "سيات" تشقّ طريقها هناك، وفي المقابل كانت قوّة "يمام" الخاصة الإسرائيلية تتقدّم متخفّية في مركبتَين، الأولى مركبة نقل عمومي صفراء اللون، وتتبعها مركبة نقل شخصية من طراز "كادي" رمادية اللون، بسعة 6 ركاب، وبهذا فإن فريق الاغتيال ضمّ على الأقلّ 13 جندياً إسرائيلياً. عندما التقت مركبة المقاومين بمركبة النقل العمومي، اعترضت الأخيرة الأولى في عرض الشارع، وعلى الفور ترجّل فريق الاغتيال وأمطر المقاومين بصليات رصاص متتالية، فاستشهد أدهم مبروكة ومحمد الدخيل بعدما اخترقت عشرات الرصاصات الزجاج الأمامي للمركبة، فقتلت السائق والراكب بجانبه، ثمّ حاول الشهيد أشرف المبسلط فتح الباب الجانبي الخلفي، لكن الجنود عاجلوه بإطلاق النار عليه، وقتلوه".
وأوضحت: "يُنظر إلى عملية الاغتيال تلك على أنها سريعة وبسيطة، لكن الواقع يثبت أنها معقّدة؛ إذ إن فريق الاغتيال الأول كان مدعوماً مباشرة بفريق الاغتيال الثاني في مركبة "كادي" مدنية، كما أن قوّة تضم عدداً من الآليات العسكرية الرسمية لجيش الاحتلال كانت تتمركز قرب قرية تِل على مسافة قريبة من موقع الاغتيال، وتتجهّز للاقتحام كقوّة إسناد في حال تعطّل الخطة أو حدوث مفاجآت غير محسوبة، مثل اندلاع مواجهات شعبية بالحجارة أو ردّ مقاومين آخرين لاحقاً. وبينما وثّقت مقاطع مُصوّرة جنود العدو وهم يتفقّدون الشهداء، ويستولون على قطعتَي سلاح من المركبة، ثمّ انسحابهم نحو قوة الإسناد، سُجّل بعد دقائق من عملية الاغتيال، حضور مركبة أجرة إسرائيلية إلى مدخل مدينة نابلس، لينهال عليها الشبان بالحجارة ويهاجموها في شارع القدس قرب حاجز حوارة، وينجو المستوطن الذي كان يستقلّها بأعجوبة".
وعلى رغم المطاردة الإسرائيلية التي سبقت العملية، استطاع أدهم مبروكة ومحمد الدخيل الوصول إلى مدينة جنين ومخيمها قبل يومين من اغتيالهما، والتقيا بأصدقاء لهما، والتقطا صوراً تذكارية بجانب ضريح الشهيد حمزة أبو الهيجا من "كتائب القسام"، وصوراً أخرى بجانب النصب التذكاري للشهيد جميل العموري من "سرايا القدس"، وموقع تذكاري ثالث لشهداء ارتقوا على أرض جنين، ثمّ عادا إلى مسقط رأسهما في مدينة نابلس.