اعتبر الفلسطينيون قيام دولة (اسرائيل) في حرب عام 1948 نكبة تسببت في فرار مئات الالاف من اخوانهم وذويهم أو إرغامهم على ترك بيوتهم. والآن ظهر فيلم وثائقي جديد يسمى "السرقة العظمى للكتب" ليلقي الضوء على جانب لم يكن معروفا بشكل كبير عن الحرب وعواقبها ، اختفاء آلاف الكتب التي استولى عليها العاملون في المكتبة الوطنية الإسرائيلية من بيوت العرب المهجورة أثناء الحرب. وأثنار الفيلم الوثائقي الذي عرض في "تل أبيب" ورام الله يناير/كانون الثاني ردود فعل قوية من طرفي الصراع. فالفلسطينيون يقولون إن (إسرائيل) نهبت إرثهم الثقافي في عام 1948 بينما يزعم إسرائيليون إنه تم إنقاذ هذه الكتب. وشرح مخرج الفيلم بيني برونر وهو اسرائيلي يقيم في أمستردام بهولندا وحضر العرض الأول للفيلم في تل ابيب أسبابه لعمل هذا الفيلم المثير للجدل. وقال برونر لتلفزيون "حسنا..غطيت القصة الاسرائيلية الفلسطينية أو بالأحرى ان تقول الاسرائيلية...الظلم الذي وقع على الفلسطينيين على مدى سنوات عديدة الآن. ودافعي ببساطة هو انني وجدت قصة تستحق أن تروى. أتصور أن نكون صادقين مع أنفسنا. أن نكون في الجانب الصحيح من التاريخ. أو كما يحب البعض أن يقول علينا أن نعترف بدورنا في خلق مأساة لأناس آخرين. هذا هو دافعي أساسا." ويضيف برونر أنه يدرك أن الفيلم قد يثير بعض ردود الفعل العدائية الذي جعل أحد من شاهدوه في "تل أبيب" يصف برونر بأنه "مشعوذ". وذكر برونر "أول سؤال وجه لي بعد عرض الفيلم في تل ابيب كان من شخص وقف ولم يوجه سؤالا لكنه أدلى بتعليق طويل وقال إن هذا أسوأ فيلم وثائقي شاهده على الاطلاق..انت مشعوذ..لم تكن سرقة..لقد أنقذوا الكتب وإنه لعار أن تعطيك سينماتك (مهرجان تل ابيب الدولي للأفلام) مكانا لعرض الفيلم." لكنه أضاف أن آخرين ممن شاهدوا الفيلم كانوا إيجابيين في تقييمهم. وأردف "هناك من أتوا لي وصافحوني وأقروا بأن ما قمت به عمل عظيم." وفي رام الله بالضفة الغربية فتح مركز خليل السكاكيني الثقافي أبوابه لعشرات الفلسطينيين الأسبوع الماضي لمشاهدة عرض الفيلم الوثائقي ، وكانت وزيرة الثقافة في حكومة رام الله سهام البرغوثي بين من شاهدوا الفيلم. وردا على سؤال حول سبب عدم تقديم طلب فلسطيني لاسترداد الكتب قالت سهام البرغوثي إن الفلسطينيين ناضلوا في السنوات الأخيرة للاحتفاظ بهويتهم وربما يكون الأوان حان الآن لتقديم مثل هذا الطلب. وأضافت "يمكن طبعا سابقا كوننا كنا نناضل من أجل أن نتحول من لاجئين إلى شعب فلسطيني، إلى شعب له حقوقه. كان الصراع انك بدك (تريد ان) تثبت هويتك وبالتالي جاء الوقت المناسب الآن خاصة بعد حصولنا على عضوية اليونسكو وحصولنا على دولة مراقب بيكون بدأ المجال أكثر وبيكون علينا ألا نتخاذل في هذا الموضوع." ولم يجذب عرض الفيلم في "تل أبيب" الكثيرين وانتقد كثير من الاسرائيليين الفيلم لفشله في القاء الضوء على النضال الاسرائيلي في حرب 1948 والمخاطر التي عرض لها موظفو المكتبة الوطنية الاسرائيلية أنفسهم فيما اعتبروه جهدا انسانيا للحفاظ على التاريخ بإنقاذ الكتب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.