في إحصائية نشرها جهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي عام 2007م ،تبين أن 18.3% من المواطنين الفلسطينيين وخلال 10 سنوات فأكثر يمارسون عادة التدخين بواقع 20.9% في الضفة الغربية، و13.7% في قطاع غزة. ومع ملاحظة الفارق بين هذه الإحصائية التي لربما تكون الأحدث مع إحصائية العام 2004 حيث بلغت النسبة في حينه 18.1% من المواطنين الفلسطينيين نجد أنه وفي كل لحظة يرتفع عدد المدخنين في قطاع غزة على وجه الخصوص، والناظر إلى الواقع فعلاً يجد أن النسب التي يتم الحديث عنها ربما لا تكون دقيقة ومدركة لحجم الظاهرة كما يدركها رجل الشارع الغزي العارف بالأمور . فمع تدني سعر علبة السجائر التي في أحايين كثيرة لا يتجاوز سعر بعض أنواعها الخمسة شواكل نجد أن السيجارة نجحت في التسلل إلى فئات جديدة ، خصوصاً إذا علمنا أن من يتبرعون ببيع السجائر مفرقة (نفل) هم كثيرون . فالطالب في المرحلة الإعدادية أوالثانوية أصبح من السهل أن يصبح مدخناً حتى دون أن يرهق كاهل أسرته مادياً ، فشيكل المصروف كفيل اليوم ، وفي غياب الوازع الديني لدى بائعي السجائر المفرقة بجعل الطالب يدخن ما لا يقل عن ثلاث سجائر يومياً . لا تستغرب عزيزي القارئ .. حاول يوماً أن تسير في أي وقت من ليل أو نهار في الشوارع والأزقة القريبة من مكان سكنك ، ولن يكون صعباً عليك البتة ملاحظة ما أقول والثتبت من صحته وللأسف، فأعداد من يبيعون السجائر على الطرقات علناً ودون خجل أصبحت في تزايد كبير وتراهم حتى على المفترقات ينتظرون توقف السيارات ليسوقوا بضاعتهم التي تكون في أحيان أخرى غير خاضعة للجمارك مما يساعد في تدني سعرها المتدني أصلاً . ما دعاني للحديث عن التدخين هو الحملة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية والأمن الوطني مشكورة للحد من التدخين في الأماكن العامة مبتدئة السلسلة بملاحقة السائقين المدخنين أثناء السياقة والركاب أيضاً . وللأمانة فلقد أصبحت هذه ظاهرة مقلقة ومزعجة ، فترى الإنسان وقد خرج صباحاً متعطراً ليصل مكان العمل وقد أصبح وكأنه قادم من حانة لشرب الدخان أو الحشيش بفعل سيجارة الكيف الصباحية للسائق ومن على شاكلته من الركاب، الذين سرعان ما يحكهم جلدهم عند رؤية سيجارة السائق قد اشتعلت ، فيخرجوا علب سجائرهم متعددة الأنواع ليشعلوا السيارة وكأن حريقاً شب بداخلها دون مراعاة لغير المدخنين الموجودين في السيارة من الشباب الجامعي أو الفتيات والسيدات اللواتي قد يكون من بينهم حوامل أو مرضى أو مصابون بالربو أو ضيق التنفس . وإذا طلبت منهم أو من أحدهم إطفاء السيجارة عاجلك برد جاف وكأنك ( قتلت أبوه) ، ويا ويلك ويا ظلام ليلك إذا كان هذا الكلام في فصل الشتاء وطلبت من أحدهم فتح النافذة لتغيير رائحة الدخان داخل السيارة سترى الرد العجيب الغريب ( انت بدك تقتلنا ) بربكم من القاتل ومن المقتول ؟؟! لقد أظهرت الدراسات أن المدخن السلبي وغالبيتنا منهم يتعرضون لأذية صحية وجسدية أكبر من المدخن نفسه ، لذلك فإنني وكثيرون نشد على يد وزارة الداخلية بهذا الخصوص وندعوها إلى تنفيذ قرارها بشكل حازم رحمة بنا وبأبنائنا وأطفالنا ونسائنا ، ليس من رائحة التدخين فقط ، بل من استهتار السائق الذي يمسك السيجارة في يد ومقود السيارة في يد أخرى مما يعرض حياتنا للخطر وما حوادث الطرق الكثيرة والمتعددة عنكم ببعيد . وأخيراً إخواني السائقين .. لا أقول ما أقول كرهاً لكم ، ولكن يعلم الله أنا نحب لكم الخير ، فديننا حرم التدخين بإجماع علماء الأمة ، وخبراء الصحة حذروا من خبثه وضرره ، وعاداتنا كرهت التدخين ونبذته ، حتى الحمير أجلكم الله لا تقبل رائحته ، فأقلعوا ولا تكونوا من المبذرين الذين يجتنبون الطيبات للحصول على الخبائث والمحرمات ، يقول تعالى : " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.