كشف موقع "واللا" الإسرائيلي عن وجود فريق استخباري مهمته تعقب وسائل إعلام عربية، وشبكات التواصل الاجتماعي.
وكشفت أوساط أمن الاحتلال أنها تقوم بإجراء مسح لملايين المكالمات الهاتفية والرسائل والصور كل يوم، كونها تحمل ما يعتبرها الاحتلال تهديدات معادية، ومن خلال هذا المسح يسعى الاحتلال لكشف الأسرار العسكرية الخاصة بقوى المقاومة، وفهم ما يحدث في الظل، بمساعدة المراقبة المكثفة والدقيقة لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية.
وتقوم بهذه المهام شعبة الاستخبارات العسكرية- أمان، لتعقب النشطاء الكبار، والتحذير من الهجمات المعادية.
أمير بوخبوط الخبير العسكري كشف في تقرير على موقع واللا، أن "هذا الجهد الاستخباري يمنح دولة الاحتلال ما تسمى "العيون الساهرة" لدوائر المخابرات الإسرائيلية بهدف تبسيط عمل جمع المعلومات، والمعالجة والتحليل والإنتاج في مجال الذكاء المرئي، والمكتب المسمى " iMonitor" ويعمل منذ عقد من الزمن، عبر موقع إخباري استخباراتي، وتطبيق مخصص في الهاتف المحمول العسكري المشفر، يتم إطلاقه حاليًا، حيث يعرض جميع منتجات قسم الاستخبارات في مختلف المجالات من خلال النصوص والرسومات والصور والفيديو ومنتجات الوسائط الاستخباراتية المتقدمة".
وأضاف أن "هذا الجهد الاستخباري الإسرائيلي يعمل على شكل "غرفة أخبار"، ولكن بعكس وسائل الإعلام الإسرائيلية العلنية، فإن هذا المكتب يعمل عميقا تحت الأرض داخل مقر "الكرياه" حيث هيئة الأركان وقيادة الجيش في تل أبيب، ويعتمد على مراقبة وسائل الإعلام الكلاسيكية الفلسطينية والعربية، بجانب شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف تكوين صورة استخباراتية إسرائيلية، ويتم نقل استخلاصات الفريق على شكل ومضات استخباراتية، مصحوبة بالصور والفيديو، إلى رئيس الوزراء، وقائد الأركان، ورؤساء مجتمع الاستخبارات والمسؤولين رفيعي المستوى".
ويقوم عمل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لمراقبة الإعلام الفلسطيني والعربي على تركيز عملها على الدول والجهات المعادية، من خلال تعيين أفراد استخبارات مرئيين، بسبب المعلومات القيمة وذات المغزى المتوفرة في هذه الوسائل وشبكات التواصل، التي توثق تحركات قادة المقاومة والشخصيات المطلوبة للاحتلال، ممن يقومون بتحركات علنية، فضلا عن متابعة أصوات الشارع الفلسطيني والعربي من خلال الاحتجاجات الجارية، لأن هذه المعلومات الاستخباراتية تتيح الفرصة أمام تقييم صانعي القرار لفهم الصورة والاتجاه الكاملين في المحيط الجغرافي حول دولة الاحتلال.
وتنطلق الفرضية الأمنية الاستخبارية لدى الاحتلال من سهولة جمع المعلومات عبر شبكات التواصل، والمواقع الإخبارية العلنية، لكنها في الوقت ذاته، تتطلب خبرة وأدوات خاصة وفهمًا متعمقًا للساحة لمعرفة ما يحصل، من خلال إتقان كيفية تحليلها، واستخلاص النتائج، من خلال التعرف على الوجوه باستخدام الخوارزميات، من خلال صور مواكب جنازات الشهداء، وهي فرصة للتعرف على وجوه كبار أو ناشطين ومساعدين مطلوبين، واستعراض الأسلحة الموجودة، وهذه تفاصيل لا يراها المشاهد الكلاسيكي.
وكجزء من هذا العمل الاستخباري، يقوم الفريق الراصد بتغذية جميع المجالات المطلوبة من البحث التكنولوجي عن الأسلحة، والبحوث السياسية في الساحات: الفلسطينية والعربية والإيرانية، خاصة أن بعض الشخصيات البارزة التي تعيش في الظل، يتم اكتشافها مؤخرًا، وهي تحضر اجتماعًا إعلاميًا مفتوحًا، ما أصاب هذا الفريق في بعض الأحيان بالدهشة، خاصة إن كانوا لا علاقة لهم بمجال ممارستهم اليومية، ما يستدعي العمل بوتيرة عالية جدا، والحفاظ على الدقة.
من النماذج الواضحة لعمل هذا الفريق الاستخباراتي الإسرائيلي عملية "حارس الأسوار"، وهي حرب غزة الأخيرة 2021، التي شكلت نموذجا صارخا، فقد تم فتح رصد العديد من القنوات التلفزيونية وعشرات من شبكات التواصل، وإغلاق بعضها بسرعة بزعم التحريض، وشكل معدل توزيع مقاطع الفيديو الخاصة بهم أسرع معدل على الإطلاق، مما يكشف عن حجم التنسيق بين دولة الاحتلال وشبكات فيسبوك وتويتر وتليغرام ويوتيوب، ما يجعل منها الجيل الخامس من المواجهة المسلحة بين إسرائيل والقوى المعادية لها، بحسب "واللا".