يتواصل مسلسل التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، التي تبدي رغبتها بتوسيع رقعة الدول العربية المستهدفة، سواء من خلال ضمها الى اتفاقيات التطبيع العلنية، أو إبرام الصفقات السرية، أو تحويل البعثات المؤقتة إلى سفارات دائمة في العواصم العربية، وبموجب ذلك وافقت لجنة المناقصات بوزارة الخارجية الإسرائيلية على إنشاء سفارة دائمة بالرباط عاصمة المغرب بتكلفة 14 مليون شيكل، فيما خصصت تسعة ملايين شيكل لبناء طابق جديد في قنصليتها بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كشف أنه "بعد عام من افتتاح وزير الخارجية يائير لابيد للبعثة الإسرائيلية المؤقتة في الرباط، سيتم بناء السفارة النهائية على قطعة أرض مملوكة لدولة الاحتلال في حي السويسي المرموق بشارع بن بركة، وسيتم الانتهاء من البناء بين عام وعام ونصف، في ذات المنطقة التي كان يوجد فيها التمثيل الإسرائيلي المؤقت في المغرب حتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2000 بعد أحداث انتفاضة الأقصى".
وأضاف في تقرير أنه "منذ ذلك الحين، ظلت المنطقة مهجورة، لكن إنشاء المقر الدائم للسفارة في الرباط يمثل من وجهة نظر الاحتلال خطوة أخرى في تعزيز العلاقات الإسرائيلية المغربية، وفي الوقت نفسه صادقت لجنة المناقصات بوزارة الخارجية الإسرائيلية على عقد مع شركة من دولة الإمارات العربية المتحدة لأعمال البناء وتجهيز القنصلية العامة لإسرائيل في دبي، تمهيدا لتحويلها إلى مقر دبلوماسي ينجز العديد من المهام السياسية والدبلوماسية في هذه الإمارة المهمة".
من الواضح أن هذه المشاريع المتلاحقة التي تقوم بها دولة الاحتلال في الدول العربية المطبعة معها تعبيرا منها عن الانتقال بالعلاقات من الجوانب المؤقتة الآنية، إلى مرحلة أكثر استقرارا وثباتا، لما فيه خدمة مصالح الاحتلال الأمنية بالدرجة الأولى، ما يجعلها تسارع الخطى لتحويل مقار سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في العواصم العربية إلى مكاتب لأجهزة الموساد والجيش بغرض تحقيق مزيد من الاختراقات في الدول العربية المستهدفة.
في الوقت ذاته، جاءت هذه الخطوات المتعلقة بإقامة مقار دائمة لسفاراتها في الرباط ودبي، بعد سلسلة من الزيارات الإسرائيلية الأخيرة إلى المغرب من قبل قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ووزراء: القضاء غدعون ساعر، والخارجية يائير لابيد، والحرب بيني غانتس، والداخلية أييليت شاكيد، والاقتصاد أورنا باربيباي، والابتكار والعلوم والتكنولوجيا أوريت فركاش هكوهين، والتعاون الإقليمي عيساوي فريج.. فضلا عن إبرام مزيد من الصفقات الأمنية والعسكرية مع الإمارات، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.