قالت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إن الحراك المصري بشأن قطاع غزة، في الوقت الحالي، يأتي في وقت أعلن فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن لقاء مرتقب جديد للفصائل الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، قبيل انعقاد القمة العربية في الجزائر. وقال الرئيس الجزائري في تصريحات صحافية إنه "سيتم تنظيم لقاء بين الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير قبل انعقاد القمة"، مؤكداً أن بلاده "تقف مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية مطلعة، قولها: "إن "الضغوط الجزائرية في الملف الفلسطيني لا يمكن إغفال تأثيرها على التحركات المصرية في هذه الأثناء".
وبحسب المصدر فإن "زيارة الوفد المصري تأتي امتداداً لزيارة قام بها وفد من حماس بقيادة عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار للقاهرة مطلع الشهر الماضي، جاءت مواكبة لتواجد رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في الجزائر بدعوة من تبون لحضور احتفالات يوم الاستقلال".
وأزعجت تحركات الجزائر المسؤولين في مصر، بعد أن أكد تبون في أكثر من مناسبة اهتمام بلاده بالملف الفلسطيني وسعيه إلى لعب دور حاسم من أجل إتمام المصالحة الداخلية بين "فتح" و"حماس".
واستقبل بالفعل بداية العام وفوداً ممثلة للفصائل الفلسطينية، قبل أن ينجح في جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزعيم "حماس" إسماعيل هنية في صورة واحدة.
في مقابل ذلك، قال مصدر دبلوماسي مصري معني بملفات الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، إن "ما يجعل عين القاهرة متجهة لملف قطاع غزة في الوقت الراهن وتحديداً إتمام صفقة الأسرى، ربما يكون عدم إبداء البيت الأبيض حتى الآن، موقفاً رسمياً من مشاركة الرئيس جو بايدن في قمة المناخ التي تنظمها مصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمدينة شرم الشيخ.
وبحسب المصدر فإن "الموقف الإسرائيلي سيكون حاسماً في دعم مصر في هذا الملف، وإن استطاعت القاهرة تحقيق إنجاز جديد فيه، فسيكون ذلك مؤثراً على موقف الرئيس المصري قبل القمة المرتقبة".
ويسعى صانع القرار المصري طوال الوقت للإبقاء على مفاتيح موقف قطاع غزة، وفي القلب منه حركتا "حماس" و"الجهاد"، تحت تصرفه، خصوصاً في ظل إدراكه مدى تأثير ذلك الملف في موقف وتوجهات الإدارة الأميركية، على ضوء الوساطة المصرية في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" بشأن وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة وتبادل الأسرى.
على ضوء ذلك، وعقب التطورات التي تشهدها العلاقات المصرية الأميركية أخيراً، والتي تمثلت في ترتيب أول لقاء مباشر لبايدن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة جدة الشهر الماضي، وما تبعها من توجيه الإدارة الأميركية الدعوة للسيسي لحضور اجتماعات القمة الأميركية الأفريقية المقررة نهاية العام الحالي، يسعى صانع القرار المصري لإحداث نجاح جديد قبل توجه السيسي إلى واشنطن لتأكيد جدوى الاعتماد الأميركي عليه في هذا الملف.