19.44°القدس
19.23°رام الله
18.3°الخليل
25.2°غزة
19.44° القدس
رام الله19.23°
الخليل18.3°
غزة25.2°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7
مفيد الحساينة

مفيد الحساينة

منظمة التحرير.. عامود الخيمة الفلسطينية والممثل الشرعي

الحديث عن منظمة التحرير الفلسطينية البيت الجامع للكل الفلسطيني، والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني_ يحمل شجونا كثيرة، ويحمل آمالا كبيرة لشعبنا الفلسطيني بتحرير أرضه، وتقرير مصيره، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وإنهاء الاحتلال لأرضنا وشعبنا، والمضي قدما في مشروع بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إن منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة التاريخ، والعراقة تمثل لنا عامود الخيمة الفلسطينية، وتمثل الوتد المتين الذي يلجأ إليه شعبنا الفلسطيني، وتمثل الرمز الفلسطيني الخالد في مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، وهي حاملة لواء التحرير والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

وقد تأسست منظمة التحرير الفلسطينية بقرار عربي فلسطيني في الثامن والعشرين من مايو/ أيار عام 1964م، عندما اجتمعت في القاهرة ( 422 ) شخصية فلسطينية بارزة _ خلال اجتماع جامعة الدول العربية_ لانتخاب أول جسم نضالي كفاحي فلسطيني ليكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حيث تم انتخاب أول رئيس لها المناضل أحمد الشقيري؛ لتحمل المنظمة هدف تحرير فلسطين أول وأبرز أهدافها الكفاحية النضالية، ولتكون منظمة التحرير الجسم الرسمي للفلسطينيين في الهيئات والمحافل الأممية و كافة أنحاء العالم.

و أشدد في مقالي على المحطات التاريخية المهمة لمنظمة التحرير الفلسطينية،  وأنقلها للأجيال لكي تحفظها في قلبها وعقلها وتسير على خطاها؛  فهي محطات خالدة تكتب بماء الذهب على جدار تاريخنا الفلسطيني العريق؛ فقد تأسس مع قيام المنظمة هيئة تشريعية للمنظمة وهي المجلس الوطني الفلسطيني، كما تأسس المجلس المركزي الفلسطيني، واللجنة التنفيذية للمنظمة، والصندوق القومي الفلسطيني، وجيش التحرير الفلسطيني، ووضع المجتمعون بالقاهرة المسودة الأولى للميثاق الوطني الفلسطيني، والقانون الأساسي الذي يهدف إلى تحرير فلسطين، وتنفيذ حق العودة، و حق تقرير المصير؛ وقد أصبحت المنظمة المظلة والبيت الجامع لمختلف الفصائل الفلسطينية، ومارست دوراً رئيسيّاً في تعبئة الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم، وتركيز الدعم الدولي لقضيتهم؛ كما تم تأسيس أقساماً متعددة في المنظمة لتوفير التعليم والصحة والخدمات الأخرى للفلسطينيين والدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ، وأقامت المنظمة حكومة فلسطينية مصغرة بتأسيسها لقواتها الأمنية، والمكاتب الإعلامية، واللجان السياسية، وتم تحديد سياستها الخارجية؛ وفي 14 تشرين الأول عام 1974م اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"، وفي 28 تشرين الأول عام 1974م اعترفت قمة الجامعة العربية المنعقدة في الرباط بمنظمة التحرير "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"؛ فيما أعلنت المنظمة في 15 من نوفمبر عام 1988 "استقلال دولة فلسطين" خلال المؤتمر الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر.

إن ما ذكرته من  محطات تاريخية يجب التذكير بها دوما لأنها تعبر عن التاريخ والعراقة والأصالة النضالية والكفاحية لشعبنا الفلسطيني، هذه الأصالة وقفت سدا منيعا في وجه الاحتلال الإسرائيلي؛ وقد جاب رئيس المنظمة الراحل الرمز ياسر عرفات أبو عمار رحمه الله البلاد العربية والأجنبية شرقا وغربا من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية ونضال شعبنا وثورته، وفضح جرائم الاحتلال بحق أرضنا وشعبنا؛ كما وسطر الرئيس أبو عمار مشهدا تاريخيا لا تنساه ذاكرة فلسطين الحية؛ عندما صعد على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ويحمل غصن الزيتون مرتديا البدلة العسكرية والكوفية الفلسطينية، ويرفع يديه للمجتمعين للذي يصفقون لفلسطين؛ ويتحدث عن فلسطين ونضال شعبنا في مواجهة الاحتلال وجرائمه بحق الانسان والأرض الفلسطينية.

 لقد استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون الحصن المنيع في الدفاع عن أرضنا وشعبنا في كافة الساحات والميادين الأممية والدولية؛ لذلك واجهت تحديات في مشوارها النضالي حيث أغلقت الإدارة الامريكية في عهد ( ترامب ) عام 2018 مكاتب المنظمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، بسبب سعي السلطة الفلسطينية لرفع قضية جنائية ضد اسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية؛ وهذا نضال أممي وكفاحي  بامتياز _  لايمكن اغفاله_   في مواجهة الاحتلال في المحافل الأممية والدولية .

إن مقالي هذا  عن منظمة التحرير الفلسطينية البيت الجامع للكل الفلسطيني، هي رسالة مهمة ودعوة عامة لكافة الفصائل الفلسطينية والتنظيمات جميعا أن تعالوا إلى بيتنا الفلسطيني الجامع لكي نعيد له حيويته ودوره النضالي المجيد، ولكي ننهض به، ولكي ننهي الانقسام البغيض بلا رجعة، ولكي نعيد ترميم وبناء ما تصدع من هذا البيت الجامع، ونعيد الروح الفلسطينية الأصيلة، والنفس الوحدوي الوطني لهذا البيت الجامع، وذلك عبر إحياء لجانه السياسية وهيئاته الأممية والدبلوماسية، ولجانه الفكرية والثقافية والشعبية، ونعمل على تجديد برامج المنظمة بما يتناسب مع الواقع السياسي الجديد والواقع الأممي العالمي، وليضم هذا الجسم الكل الفلسطيني، و لننطلق سويا في مشروعنا الوطني الفلسطيني النضالي، وتقرير مصيرنا وإنهاء الاحتلال عن أرضنا، والتصدي للمؤامرات والمشاريع والمخططات الخبيثة، وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن