قال نادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الثلاثاء، إنّ محكمة الاحتلال في "بئر السبع" حكمت صباح اليوم على الأسير المهندس محمد الحلبي من غزة، بالسّجن الفعلي لمدة 12 عامًا، بعد 172 جلسة عقدت له منذ تاريخ اعتقاله عام 2016.
وأكّد نادي الأسير في بيان له إن هذا القرار يعكس فقط رغبة الاحتلال بالانتقام من الأسير الحلبي، الذي صمد على مدار سنوات اعتقاله في وجه منظومة كاملة، ورفض جميع التهم الموجهة له، ووضع منظومة الاحتلال بكافة أجهزتها في مأزق، واليوم تُترجم ردها على صموده بالحكم عليه هذه المدة.
وبيّن نادي الأسير إن المحكمة فعليًا نفّذت قراراً سياسياً في قضية الأسير الحلبي، وهذا القرار الظالم يعكس فعليًا المستوى الذي وصل له ما يُسمى بالجهاز القضائي للاحتلال من عملية إمعان في التطرف، فعلى الرغم من أنّ أجهزة الاحتلال بما فيها الجهاز القضائي كان دائما وما يزال أداة في يد المستويات الأمنية والسّياسية الإسرائيلية عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني، إلا أننا نشهد اليوم تطرفًا غير مسبوق مقارنة مع العقود الماضية، فحتى القضايا التي كان من الممكن أن يكون فيها اختراق، أُغلقت أمامها الأبواب الممكنة.
وتابع نادي الأسير، إنّ قضية المهندس الحلبي، والحكم عليه اليوم هي كذلك رسالة واضحة لكل من يعمل في المجال الحقوقي في فلسطين، وصفعة تتلقاها المنظومة الحقوقية الدولية التي تكتفي فعليًا بالتعبير عن موقفها طوال هذه السنوات، فعلي الرغم من المطالبات المتكررة بالإفراج عنه استنادًا لمعطيات جازمة أنّ التهم الموجه إلى الأسير الحلبي، هي تهم باطلة وغير صحيحة، إلا أنّ الاحتلال نفّذ ما أراده دون اعتبار لأي من تلك المواقف، وهذا الأمر يفرض تساؤلات عن دور المنظومة الحقوقية الدولية وحالة (العجز) حيال أي قضية تتعلق بالعدوان على الشعب الفلسطيني المستمر منذ عقود.
واعتقل الأسير الحلبي في 15 حزيران/ يونيو 2016، عند عودته من القدس المحتلة، عقب حضوره اجتماعا دوريا مع مدرائه في مؤسسة "الرؤيا العالمية" في مكتب القدس، وجرى تحويله عقب اعتقاله إلى مركز تحقيق "عسقلان"، واستمر التحقيق معه لمدة (52) يومًا، تعرض فيه للتعذيب الجسديّ والنفسي، وحُرم من لقاء محاميه خلال هذه الفترة، وذلك في محاولة للضغط عليه لانتزاع اعترافات منه بالقوة، وتسببت عمليات التعذيب التي تعرض لها من فقدان للسمع بنسبة 50%، ومشاكل صحية أخرى.
ويواجه الحلبي منذ اعتقاله أطول محاكمة في التاريخ، حيث حاول الاحتلال على مدار سنوات اعتقاله الممتدة منذ عام 2016، الضغط عليه من أجل انتزاع منه أي اعتراف، وكذلك محاولة اقناعه ومحاميه بإتمام صفقة، الأمر الذي رفضه محمد، ورفض كذلك جميع التهم الموجهة له إلا أنّ المحكمة "أدانته" مؤخرًا.
والحلبي من مواليد عام 1978م، يحمل شهادة في الهندسة المدنية، وكان يعمل مديرًا لمؤسسة "الرؤيا العالمية"، ومنحته أكاديمية السلام في ألمانيا، خلال فترة اعتقاله الدكتوراة الفخرية تكريمًا له ولعمله الإنساني. وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.