فقد العالمان العربي والإسلامي اليوم علما بارزا من أعلام الدعوة الإسلامية، وشيخا وعالما ومرجعا إسلاميا، ورمزا من رموز الحركة الإسلامية المباركة، الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي..
كان فقيد العالم الإسلامي عالما في الدين والفقه والشريعة ، خطيبا اعتلى المنابر في مصر وهو فتى، وبرز اسمه بين الخطباء والعلماء.
كان مجتهدا في دراسته، وعلومه، وكثرة اطلاعه، ما مكنه من الدخول في حوارات علمية مع عدد من أساتذته، فنال احترامهم وهو على مقاعد العلم.
زاد تحصيله العلمي، ثم عمل باحثا ومدرسا، وانتقل إلى التدريس في الكليات والجامعات.
ساهم إصداره عدد من الكتب في تعرف العالم الإسلامي عليه، وانتشر صيته في العالم.
اعتقل عدة مرات بسبب نشاطه الإسلامي، وانتمائه الفكري، وعاش محنة السجون والتعذيب ، لكنه ظل مؤمنا ثابتا صابرا.
عرف عنه نقاشه العلمي الهادئ الرصين ، لم يخرج في حواراته عن الفكر والعلم ، رغم بعد الهوة بينه وبين من كان يحاورهم.
ظل يحتفظ بتقديره لكل من علمه ودرسه وحاوره..رغم بعض الظلم الذي وقع له.
وقف مع فلسطين ودافع عن القدس والمسجد الأقصى، والتزم بخط المقاومة ، ودعم جهاد الشعب الفلسطيني ، وكانت له مساهمات كثيرة دفاعا عن الحق والحرية.
له مواقف ثابتة وراسخة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحق شعوبنا العربية في مقاومة الاحتلال، فعملت الحكومات الصهيونية على استهدافه سياسيا وامنيا بالإساءة والتحريض والملاحقة.
له آراؤه الواضحة في الانفتاح والحوار ونبذ العنف ، وحق الإنسان في الحرية والكرامة ومكافحة الظلم والاستبداد.
اتهم رحمه الله انه متساهل في شؤون الفقه ، وكان رده بالعلم والأدلة الشرعية.
في السنوات الأخيرة قدم الشيخ القرضاوي للعالم عددا من مشاريع نشر الدعوة عبر وسائل الإعلام الحديث، مثل المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، مما ساهم كثيرا في نشر الدعوة خاصة بين الشباب.
فقد العالم الإسلامي اليوم عالما مميزا بالعلم والمعرفة والأصول والأخلاق، ترك إرثا حضاريا رائعا ومكانة علمية.