سؤال مطروح على ألسنة كثير من الأمهات، ما يشير إلى تعرض الأطفال الرضع لبعض المشاكل التي تجهل الأمهات التعامل معها، خاصة إذا كانت التجربة الأولى لهنّ في عالم الأمومة، وتعتبر الشرقة من أبرز هذه المشاكل، والتي عادة ما تصيب الطفل أثناء الرضاعة طبيعية أو صناعية، أو بعد الرضاعة، ولكن الخوف من تكرار هذه الشرقة؛ التي تسبب اختناقاً للطفل أحياناً، وما يتلو ذلك من علاج بالدواء أو بعملية جراحية. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري للشرح والتفسير والإجابة عن السؤال: كيف أتعامل مع شرقة حديثي الولادة؟
قواعد عليك الالتزام بها
في حالة رضاعة الطفل يجب رفع رأسه للأعلى قليلاً؛ حتى لا يتعرض للاختناق والشرقة.
عليك بتنظيم مواعيد الرضاعة للطفل؛ على ألا تزيد فترة الرضاعة عن ربع ساعة.
اخرجي حلمة الثدي من فم الطفل كل فترة أثناء فترة الرضاعة؛ حتى لا يتعرض للاختناق.
بعد الرضاعة لا بد من تجشئة -تكريع- الطفل عن طريق حمله، والطبطبة الخفيفة على ظهره.
يجب أن ينام طفلك على أحد جانبيه بعد الرضاعة؛ حتى لا يتعرض للاختناق أثناء النوم.
أسباب إصابة الطفل بالشرقة بعد الرضاعة
ارتجاع جزء من الطعام خلال مجرى الجهاز التنفسي.
إرضاع الطفل بطريقة غير صحيحة.
عدم انتظام حركة المريء عند الطفل.
زيادة كمية اللبن في ثدي الأم أو زجاجة اللبن؛ ما يسبب الشرقة والاختناق الشديد.
وقد يشرق الطفل الرضيع نتيجة شربه لحليب الأم أو الحليب الصناعي بسرعة كبيرة، أو نتيجة تراكم المخاط.
كما يمكن للقطع الصغيرة في الطعام -فوق الـ6 أشهر- أن تسد مجرى الهواء، وكذلك بلع الأزرار أو المكسرات أو الفشار.
أن تعرض الطفل للشرقة باستمرار، يجب زيارة الطبيب ومعرفة سبب الاختناق المستمر وعلاجه.
كيف أتعامل مع شرقة حديثي الولادة
شرقة مع قدرة على التنفس!
إذا كان طفلك يعاني من الاختناق والسعال ولكن يمكنه التنفس وإصدار الأصوات، فهذا يعني أن مجرى الهواء ليس مسدوداً تماماً، وينصح باتخاذ الإجراءات الآتية:
راقبي الطفل جيداً وتأكدي من تعافيه تماماً، فمن الوارد جدّاً أن الرضيع سيكون بخير بعد نوبة من السعال.
لا تمدي يدك لإزالة الجسم العالق، ولا تربتي على ظهره؛ إذ إن هاتين الخطوتين قد تؤديان لدفع الجسم الذي سبب الشرقة إلى أسفل المجرى الهوائي. ابقي مع الطفل وحافظي على هدوئك حتى تمر النوبة.
شرقة وعدم قدرة على التنفس!
في حالة كان الطفل في وعيه ولا يستطيع التنفس، أو البكاء أو إصدار الأصوات، يقوم أحد الأبوين بإجراء الإسعاف الأولي للاختناق وذلك باتباع الإرشادات الآتية:
بداية لا تقومي بوضع إصبعك في فم الطفل، محاولة إزالة الجسم؛ تجنباً لدفع الجسم لمسافة أكبر في حلق الطّفل.
اجلسي ثم مددي الرضيع بشكل تكون فيها معدته على مرفقك، بحيث تدعمين وجه الرضيع ورقبته بكف يدك، يمكنك سند ذراعك على فخذك.
لكن من المهم أن تتأكدي من أن رأس الطفل منخفض عن بقية جسمه؛ لأن ذلك يساعد في إخراج الجسم الغريب.
استخدمي باطن يدك الحرة، وقومي بخمس ضربات خفيفة خلفية متتالية بين لوحي كتف الرضيع.
اقلبي الرضيع بوضعية يكون وجهه فيها للأعلى على ساعدك إذا كان الجسم المسبب للشرقة لا يزال مستقراً في حلق الرضيع.
وقومي بوضع إصبعين أو ثلاثة في منتصف عظمة صدر الطفل، ولخمس مرات متتالية، ثم قومي بالدفع لمسافة (1.25-2.5) سم.
قومي بفحص فم الطفل للتأكد من خروج مسبب الشرقة، وفي حال عدم خروجه، كرري الخطوتين السابقتين؛ حتى يصبح مجرى الهواء واضحاً ويعود التنفس لطبيعته.
شرقة وغياب عن الوعي!
إذا كان الطفل غائباً عن الوعي أو لا يستجيب ولا يتنفس، فاتبعي الآتي: قومي بالطلب من أي شخص حولك بالاتصال بالطوارئ.
تحققي من تنفس الرضيع بواسطة إمالة رأسه للخلف ومراقبة التنفس، هذه الإمالة قد تفتح مجرى التنفس عن طريق سحب اللسان للأمام.
راقبي لمدة لا تزيد على عشر ثوان، إذا لم تلاحظي تحركّاً في بطنه أو صدره، ولم تسمعي صوت تنفسه قومي بوضع الطفل على سطح ثابت ومستوٍ مثل طاولة أو على الأرض. وابدئي الإنعاش القلبي الرئوي للرضع.
ضعي إصبعين من أصابعك على منتصف صدر الطفل، وأسفل خط الحلمة مباشرة واضغطي 30 ضغطة صغيرة بمقدار 4 سم بسرعة، يمكن أن يستغرق الأمر حوالي 20 ثانية.
قومي بإمالة رأس الرضيع للخلف، وابحثي في فمه عن سبب الشرق، في حال وجدته كوني حريصة في محاولة إبعاده جانباً عن الحلق حتى لا تدفعيه أكثر.
قومي بإمالة رأسه للخلف وأغلقي فمك على كل من فمه وأنفه، وانفخي في الطفل 5 مرات، تقوم هذه الحركة بزيادة مستويات الأكسجين في دم الطفل.
استمري في دورات من الضرب على الظهر والضغط على الصدر حتى يزول الانسداد.
محذورات لمنع حدوث الشرقة
احذري إعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على بذور.
لا مانع من ضرب الطفل على ظهره برفق، لطرد بقايا الطعام المسببة للشرقة.
إعطاء الطفل قطرات من الماء، للمساعدة في غسل الحلق، والتخلص من فتات الطعام أو اللبن المسبب للشرقة.
احذري إعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على بذور كالجوافة، دون إزالة هذه البذور منها؛ لأنها تسبب له شرقة وربما لا تخرج حتى مع الكحة والسعال.
وبالتالي تتسرب إلى إحدى شعيبات الرئة الرفيعة وتسبب التهاباً فيها، ليعاني الطفل من كحة مستمرة لا تستجيب للأدوية، حتى يتم إجراء أشعة.
