25.55°القدس
24.96°رام الله
24.42°الخليل
26.72°غزة
25.55° القدس
رام الله24.96°
الخليل24.42°
غزة26.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: ثقافة التلمود تحتضن الزيارة

زيارة أوباما فتحت الجرح التاريخي على ما فيه من قيح وصديد لتصفع بأوساخه وجه الأمة العربية والإسلامية. (المشكلة اليهودية) في أوروبا في فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية أرقت أوروبا، ومن ثم حاول هتلر حلها بـ(الهولوكوست)، ففشل، وسقط، فحلتها بريطانيا والدولة المتحالفة معها على حساب الفلسطينيين بإقامة دولة الكيان الصهيوني، الذي حظي بشهادة اعتراف من الأمم المتحدة في عام 1948م، وعليه فإن عمر الكيان الصهيوني هو 67 عاماً حتى الآن، وعليه فإن أوباما كان سخيفاً ومنافقاً حين زعم أن الأراضي المحتلة هي أرض (إسرائيل) وأرض الآباء والأجداد من عهد سيدنا يعقوب، وهي الرواية الإسرائيلية التلمودية بعينها يرددها زعيم أكبر دولة، والمتفرد برعاية المفاوضات والتسوية العادلة. الخطر في كلام أوباما أنه لا ينبع من موقف سياسي قابل للتغير بحسب المصالح الأميرية، بل لأنه ينبع من ثقافة تلمودية مستقرة في ثقافة أوباما وأميركا، ومن رؤية أيديولوجية تاريخية تنسف التاريخ الإسلامي، وهو تاريخ ممتد من يعقوب عليه السلام إلى الفتح الإسلامي، وإلى اليوم. والسؤال هنا نوجهه إلى رئيس السلطة، وإلى قادة مشروع التفاوض والتسوية، كيف يمكنكم تغيير ثقافة أوباما ورؤيته ومن ثم تغيير ثقافة النخب الحاكمة في أميركا، والحال هو ما سمعتموه في آذانكم، وتدركه عقولكم، حتى قيل في الإعلام إن بلدية بيت لحم خضعت لهذه الثقافة فأزالت خارطة فلسطين من الميدان الرئيسِ، أو غطتها بغطاء سميك وحجبتها حتى لا تؤذي مشاعر أوباما، ولا تصطدم بيت لحم الفلسطينية بثقافة أوباما. لا توجد سياسة في العالم بدون مرجعية ثقافية ومرجعية فكرية، والمواقف السياسية عادة تأتي لتخدم المرجعية الثقافية والفكرية، ومن هنا تجد حديثاً متكررا في المستويات القيادية الصهيونية في دولة الكيان عن القيم المشتركة بين إسرائيل والغرب وأميركا. إن عبارة الانحياز السياسي الأميركي إلى (إسرائيل) لا تكفي لوصف الحالة الحقيقية القائمة، لأن المشهد أمامنا يحكي (التماهي) و(التطويق) أيضاً، وهو ما أدركه الشعب الفلسطيني الذي رفض الزيارة وندد بها، ولو كان للشعب الفلسطيني قيادة حكيمة تعبر عنه، وعن مشاعره، وعن رؤيته، لامتنعت عن لقاء أوباما معتذرة بما سمعت، وبما تلقته من طعنات غادرة مما يقال عنه راعي المفاوضات والتسوية.