وجود طفل متمرد بالبيت، رافض لقوانينه، متمرد على نظامه، تعد إشارة إلى أن هذا الطفل يعاني من بعض المشكلات في التعامل، وبداخله لم يصل بعد للسلوك المناسب في التعامل مع من حوله، وقد يكون لدى الطفل صعوبات مع السلطة والانضباط، وتربوياً.. هذا لا يعطي للطفل الحق في أن يتخلى عن القواعد والحدود التي تضعها العائلة أو المعلمة بالمدرسة، أو أن يتركه الآباء لأهوائه يفعل ما يشاء ويهدّ ما لا يرغب في تنفيذه، وبحثاً عن الصحة النفسية للطفل؛ كان السؤال عن: أسباب التمرد وعلاماته، وطرق تقويم هذا السلوك المتمرد للطفل بالمنزل أو المدرسة، اللقاء مع الدكتورة سهام حسن، المتخصصة النفسية وأستاذة التعديل السلوكي للأطفال.
صفات الطفل المتمرد
الخوف من الحيوانات، والاستجابة الانفعالية الشديدة للمثيرات بعنف.. تشتت الانتباه وضعف التركيز، وعدم التعلم من الخبرات.
طفل لا يشعر بالذنب، بالإضافة إلى أنه مندفع وقليل الصبر، وكثير البكاء للحصول على ما يريد.
وكثيراً ما يلجأ للإيذاء الجسدي، مثل الضرب والتخريب بعدوانية، حال تمرده، ولا يستجيب لنصائح الأهل.
أسباب تمرد الطفل
من أسباب التمرد والرفض.. الرغبة في الحصول على مزيد من الحرية.
يريد الطفل أن يكون له رأي، وأن يأخذ السلطة على أفعاله.
ربما يرفض ويعاند ويتمرد، محاولاً تقليد أنماط من حياة أصدقائه.
يتمرد الطفل مرة من بعد مرة؛ ليحصل على حاجته وطلباته.
يتمرد ليشد انتباه والديه.. ليحصل على مزيد من الرعاية والاهتمام.
يتمرد الطفل أحياناً ليحارب إفراط والديه في القلق عليه.
يتمرد الطفل في بداية سن المراهقة.. بتغييرات جسدية واسعة النطاق.. تؤثر على سلوكياته.
كل الخوف أن يساعد الآباء - عن غير قصد- على تمرد الطفل؛ من خلال الاستسلام لنوبات غضبه وتمسكه برأيه والإصرار عليه.
دور الآباء مع الطفل المتمرد
يجب الجلوس مع الطفل والتحدث معه بشأن سلوكه، والأسباب وراء هذا السلوك المتمرد، ما يُشعر الطفل بأن هناك شخصاً يستمع إليه ويهتم بمشاعره وأفكاره.
يجب توضيح الحدود والقواعد التي يجب على الطفل احترامها، وشرح العواقب التي سيواجهها في حالة عدم الامتثال لها، سواء كانت بالمنزل أو بالمدرسة.
التركيز على تشجيع السلوك الإيجابي عند الطفل، وتقديم الثناء على الإنجازات؛ لتحفيزه على المزيد، والتواصل مع معلمي المدرسة؛ للتعامل بنفس الأسلوب.. بالاتفاق.
تشجيع الطفل على المشاركة في إيجاد الحلول المشتركة للمشكلات التي يعاني منها؛ عن طريق الاستماع لآرائه، وتشجيعه على وضع الاقتراحات والحلول المناسبة.
تقديم الدعم للطفل؛ بتوفير المساعدة اللازمة أو الإرشاد أو الدعم العاطفي، ما يُشعر الطفل بأنه محبوب ومدعوم، وأن هناك شخصاً يهتم بمشاعره وصحته النفسية.
يجب تقديم النماذج الإيجابية للطفل، سواء كان ذلك بمشاهدة الكبار من الأهل المثاليين، أو بقراءة سير بعض الأبطال.. الذين أحرزوا نجاحات رغم صعوبة الظروف من حولهم.
وفي حالة عدم التمكن من التعامل مع سلوك الطفل المتمرد، فقد يكون من المفيد البحث عن الدعم والمشورة من المهنيين المختصين في التعامل مع الأطفال.
نصائح لتحسين التواصل مع الطفل المتمرد
على الآباء والمعلمين الاستماع بشكل فعال إلى كل ما يقوله الطفل، ومحاولة فهم ما يشعر به، وما يحتاجه، وأن تُعطى الأولوية لمشاعره وملاحظاته، وعدم التقليل أو الاستهانة بها.
يجب التحدث مع الطفل المتمرد بشكل واضح ومباشر، وأن تشرحوا له الأسباب وراء وضع القواعد والتوجيهات، مع تجنب اللغة السلبية والتركيز على الإيجابيات.
يجب تشجيع الطفل على التعامل باستقلالية، ويتم ذلك بتحميله بعض المسؤوليات، وأن تُوفر له فرص للاختيار والمشاركة في اتخاذ القرارات.
أن يتم التركيز على الحلول وليس المشكلات، بالعمل مع الطفل لإيجاد الحلول المشتركة التي يشعر بأنها أفضل للجميع.
محاولة تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وتشجيعه على تطوير مهاراته وقدراته؛ بتقديم الثناء على الإنجازات، وتشجيعه على المزيد من النجاحات.
يجب الحفاظ على الاتصال مع الطفل وتوفير الدعم العاطفي اللازم، وذلك بمشاركته بعض الأنشطة المفضلة لديه، أو الاستماع إلى الموسيقى المحببة لديه، أو القيام بنشاط رياضي يجمعهما.
يجب أن يكون لديكم التعاطف مع الطفل وتجنب الحكم السريع على سلوكه، يجب أن تكون هناك مرونة في التعامل معه، وتجنب التقييد الزائد على حريته.
مع الحفاظ على الروتين اليومي للطفل، وتحديد الأوقات المناسبة للأنشطة المختلفة، يجب أن يشعر الطفل أيضاً بأن الحدود والقواعد أمر ضروري لحماية سلامته وتعزيز تطوره.