قام الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين على فلسفة وقواعد ومبادئ عديدة ومختلفة ومتشعبة من أهمها مقولة (الجيش الذي لا يقهر).
هذه المقولة ارتبطت بحرب نفسية يشنها الاحتلال ليحقق الهزيمة النفسية والعسكرية في صفوف الفلسطينيين والعرب، ومنذ قيام هذا الكيان قبل ٧٥ سنة وكرَّس وجوده قبل ٥٦ سنة يسعى ميدانيُا لتحقيق هذه المقولة. وامتلك القوة العسكرية العادية والنووية، التي استعرض بها أمام العرب و الفلسطينيين. كما يردد مقولة ضرورة الحفاظ على سياسة الردع وتحقيق المهابة والعظمة.
والواقع أنه مع زيادة امتلاك القوة العسكرية والنفوذ السياسي تتراجع سياسة الردع، والشواهد تترى وتتلاحق، ألم يهزم هذا الجيش الذي لا يقهر أمام أطفال الحجارة في الضفة وغزة؟ ويُهزم أمام أشبال (أل آر بي جي) في بيروت ؟ وألم تهزم هذه القوة العالمية أمام فعل ثوار الضفة والقدس؟
عن أي ردع يتكلمون ؟ وفلسطين التاريخية (المدن الفلسطينية المحتلة) يعيش سكانها في الملاجئ، وسمَاؤها محظورة، وشواطئها فارغة، والحياة بكل أنواعها معطلة خوفًا وخشية من صواريخ المقاومة التي تنطلق من بقعة صغيرة جنوب غرب فلسطين اسمها غزة لا تشكل ١٪ من فلسطين التاريخية.
عن أي ردع يتكلمون وقادتهم يكذبون ويخفون الحقائق عن شعبهم، ويمارسون الخداع والتضليل على سُكانهم؟
لا يزال الاحتلال يبني فكره ومضمون خطابه على مسرحيات تسمى حرب ٤٨ و٦٧ والتطبيع والاتفاقيات مع بعض الدول العربية والإسلامية ويتخذها معيارًا للردع. ولكن الحقيقة أن سياسة الردع التي يتغنون فيها تتلاشى يومًا بعد يوم أمام عمق الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي، ويضعف ردعهم أمام الفعل الثوري المقاوم للأجيال الفلسطينية التي تتعزز وتنتقل من جيل إلى جيل، ومن زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان.
ياهؤلاء إننا نعيش في دورة حضارية في اتجاه الانتهاء من ردعكم، وفي اتجاه إعادة الهيبة والكيانية المسلوبة.
فعن أي ردع مكذوب تُدلسون به على أنفسكم وشعبكم ؟.