21.11°القدس
20.82°رام الله
19.97°الخليل
24.69°غزة
21.11° القدس
رام الله20.82°
الخليل19.97°
غزة24.69°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: يوم أرض جديد

قبل سبعة وثلاثين عاماً، وفي الثلاثين من آذار مارس 1976م أعلنت الجماهير العربية في فلسطين المحتلة إضرابها ضد سلطات الاحتلال الصهيوني بسبب مصادرتها أراضي عربية تزيد على 21 ألف دونم. فكانت تلك أول هبة عربية في الأراضي المحتلة عام 1948 حفظتها الذاكرة الوطنية الفلسطينية حتى اليوم. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم صادرت السلطات الإسرائيلية عشرات آلاف الدونمات، وهدمت مئات البيوت العربية، وطردت المئات من أراضيهم ولم تتحرك الجماهير العربية كما تحركت قبل 37 عاماً!! لقد وضعت السلطات الإسرائيلية مخططاً لتهجير 45 ألف فلسطيني من بدو النقب، وشنت "سلطة تطوير البدو" الصهيونية غارات عدة على قرى البدو التي تدعي عدم شرعيتها في النقب، من اجل تنفيذ مخطط التهجير. وهدمت بيتاً كبيراً في قرية شقيب جنوب بئر السبع. وقررت هدم بيوت أخرى تطبيقاً لتوصيات لجنة برافر الحكومية، حتى استنكرت لجنة تحقيق برلمانية أوروبية ذلك في منتصف نوفمبر الماضي. وقررت إقامة حي سكني للمتدينين اليهود في اللد للتضييق على العرب وتخفيض نسبتهم في المدينة التي احتلها اليهود في عام 1948م. وجرفت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات المزروعة في النقب قرب قرية وادي النعم في الشهر الماضي. مؤخراً، صادقت الحكومة الإسرائيلية على توصيات لجنة بيني بيغن القاضية بمصادرة 800 ألف دونم تشكل 90% من أراضي العرب في النقب، ويشمل ذلك هدم 35 قرية فلسطينية. وقد عرضت اللجنة مقايضة العرب بأن تعترف لهم بملكية 100 ألف دونم مقابل أن تصادر 800 ألف دونم أخرى ينتفع منها 200 ألف عربي في النقب. ولأنها لا تنتظر موافقتهم، فقد قامت بالفعل باحتلال تلك الأراضي الشاسعة قبل يومين. إن أوضاع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 لا تسر أحداً. ولا تكتفي دولة العدو بالتمييز ضدهم؛ وإنما تستهدف وجودهم وتسعى لاستئصالهم. وما تمسكها بضرورة الاعتراف بيهودية (إسرائيل) إلا تمهيداً لطرد العرب من أراضيهم. إن واقع العرب في فلسطين المحتلة يستوجب هبة أكبر من هبة يوم الأرض عام 1976م، ولم يعد الأمر متاحاً لمزيد من (الصبر). إن فلسطينيي الداخل يشكلون أكثر من 20% من سكان دولة الاحتلال، وهم قادرون ببعض التخطيط والمثابرة والعزيمة أن يقلبوا حياة اليهود في فلسطيننا جحيماً لا تطاق. وكمقدمة لدحر الاحتلال، وكخطوة على طريق الحفاظ على الوجود العربي وممتلكاته داخل فلسطين المحتلة عام 1948 لا بد أن يسعى الفلسطينيون للحصول على حكم ذاتي ومن ثمَّ المطالبة بالانفصال، فليس جنوب السودان وتيمور الشرقية بأفضل منهم. ودون هذا النضال تضحيات جسام لا مفر من الخوض فيها، لأن ثمن القبول بالذل والهوان أكبر بكثير من ثمن الكرامة والحرية.