تسعة أعوام تمر على معركة "العصف المأكول" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، استبسلت خلاها وقدمت بطولات وانتصارات.
وعلى طوال مسيرتها، احتلت قضية الأسرى وتحريرهم سلم أولويات حركة حماس وجناحها العسكري، فكانت معركة "العصف المأكول" عام 2014م ترجمة عملية، حيث نجحت في تنفيذ عمليتي أسر، عدا عن محاولات عديدة لعمليات إنزال خلف خطوط الاحتلال، لتعطي بارقة أمل للأسرى بصفقات تبادل على غرار "وفاء الأحرار".
تحرير كل الأسرى
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي خلال حديثه لـ"فلسطين الآن"، إن أسر المقاومة لجنود الاحتلال في معركة "العصف المأكول" رسالة واضحة أننا ماضون نحو تحرير الأسرى بكل ما أوتينا من قوة.
وأضاف الهندي أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وضعت هدفا كبيرا جدا لتحرير كل للأسرى، مشددا على أننا "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل أن يبقى فلسطيني واحد داخل سجون الاحتلال".
وأكد على أنه رغم امتلاك المقاومة لأسرى من جنود الاحتلال، فهي على استعداد أن تبذل الغالي والنفيس من أجل زيادة الغلة حتى الإفراج عن كل أسرانا وأسيراتنا من سجون الاحتلال.
وأوضح أن هذه المعركة أثبتت أن المقاومة بالإرادة والعزيمة القوية تستطيع أن تصنع الكثير من أجل تحرير فلسطين والأسرى.
واعتبر الهندي أن معركة "العصف المأكول" معركة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، بكل ألوانها وأشكالها، وتحقيق الإنجازات الكبيرة في المعركة يدل على إعدادها وتجهيزها.
وأشار إلى أن المجاهدين والمقاومين قدموا بطولات منقطعة النظير، حيث وصلوا إلى جنود الاحتلال من نقطة صفر، واستطاعوا التمكن من رقابهم وأن يضعوا أقدامهم فوق رؤوس المحتلين والجنود الصهاينة الذين حاولوا دخول غزة.
وأفاد أن المقاومة اليوم بعد 9 سنوات من المعركة بخير ولديها تقدم كبير وجهوزية كبيرة للرد على الاحتلال وجرائمه".
وتابع: "إذا ما حصلت المعركة بيننا وبين المحتل ستبرز المقاومة إمكانياتها وطاقاتها التي ستفوق ما كان عام 2014 أضعافا مضاعفة، حيث الإعداد ومراكمة القوة على ما تم إنجازه".
عمليات العصف المأكول
كان ذكر الرقم (6092065) على لسان الناطق باسم القسام "أبو عبيدة" إعلان فرحة كبرى بأسر الجندي الإسرائيلي "شاوؤل آرون" خلال استدراج كتائب القسام لقوة إسرائيلية شرق حي التفاح شرق غزة ووقوعها في حقل ألغام، في 20 يوليو 2014م، عدا عن مقتل 14 جنديًا.
وتمكنت كتائب القسام من أسر الضابط "هدار جولدن"، بعد اشتباك مسلح في رفح جنوبي قطاع غزة في الأول من أغسطس عام 2014، خاضته الكتائب مع قوة من لواء جفعاتي بعد تقدمها شرق المدينة.
وبالإضافة إلى نجاح عمليتي أسر خلال معركة "العصف المأكول"، نفذت الكتائب محاولات خلال عمليات إنزال خلف خطوط الاحتلال، وهي عملية "زيكيم" البحرية شمال القطاع، وموقع "صوفا" شرق رفح، وموقع "أبو مطبيق" شرق الوسطى، وموقع "16" شرق بيت حانون، وموقع "ناحل عوز" شرق غزة.
وتحتفظ كتائب القسام بإسرائيليين آخرين، حيث عرضت الكتائب صور أربعة جنود إسرائيليين، وهم: "شاؤول آرون"، و"هادار جولدن"، و"أباراهام منغستو"، و"هشام بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
وتؤكد كتائب القسام سيرها المتواصل في خيارها الاستراتيجي بتحرير الأسرى، على نهج القائد الشيخ المؤسس وهو يردد: "بدنا ولادنا يروحوا غصب عنهم"، ويجيب عن عمليات الأسر: "من الممكن أن تفشل عشر عمليات وتنجح عملية، لكن في النتيجة أننا في حركة حماس سننجح ونحرر أسرانا".