يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير المنزل الذي يسكن فيه الشهيد القسامي معاذ المصري، والذي نفذ عملية إطلاق نار بتاريخ 7 أبريل 2023 عند مفرق الحمرا، قُتل فيها 3 مستوطنين.
وكانت قد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من شهر حزيران الماضي، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأخذت قياسات منزل الشهيد القسامي معاذ المصري، منفذ عملية الأغوار البطولية، وذلك تمهيداً لهدمه.
واستشهد القسامي المصري بعد أسابيع من المطاردة والفشل الصهيوني المدوي، حينما اكتشف العدو مكان تواجدهم مع بزوغ نهار يوم الخميس الرابع من أيار/ مايو 2023.
وحاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدججة بالسلاح منزلاً في البلدة القديمة بمدينة القدس، واندلعت اشتباكات عنيفة خاضها المجاهدون الثلاثة معاذ المصري وحسن قطناني وإبراهيم جبرين، ليرتقوا على إثرها شهداء مقبلين غير مدبرين بعدما سطروا أروع صور العز والفخار.
وكان المصري أحد منفذي عملية الرد السريع على عدوان الاحتلال في الأقصى والتنكيل بالمعتكفين وسحل المرابطات، وانطلق الشهيدان القساميان معاذ المصري وحسن قطناني في صباح يوم الجمعة 07/04/2023، نحو شارع رقم 58 بأريحا لتنفيذ عمليتهم البطولية.
ونشأ المصري مع رفيق دربه بالجهاد حسن قطناني في مسجد مصعب بن عمير بمخيم عسكر، وفيه تعلما وعلما القرآن الكريم وعلومه، وصارا يعلمانه للأجيال الشابة داخل المسجد.
وفي جامعة النجاح الوطنية كان الشهيد المصري كادرا فاعلا من كوادر الكتلة الإسلامية، فكانت محطة مهمة في صقل شخصيته الفدائية المقاومة.
وانتمى المصري مبكرا لحركة حماس حماس، وهو ما عرضه لاعتقالات واستدعاءات كثيرة تخللتها تحقيقات قاسية لدى أجهزة أمن السلطة ولدى الاحتلال.
كان الشهيد معاذ المصري مفعما بكل القيم الوطنية والجهادية، وأعدّا نفسه إلى جانب رفيق دربه حسن قطناني جيدا لهذه المواجهة، فنفذا عمليتهما الفدائية في الأغوار، وانسحبا بسلام واستطاعا الحافظ على حياتهما قرابة شهر كامل ما أكد حسهما الأمني.
واستطاع "المصري" و"قطناني" تجاوز ملاحقة الاحتلال لهما منذ قرابة شهر بعد تنفيذ العملية، رغم انكشاف هويتهما، وعثور الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مركبتهما التي نفذا بها عملية إطلاق النار في أحد شوارع مدينة نابلس، وهو ما شكّل نجاحًا كبيرًا أمام المنظومة الأمنية الهائلة والمتطورة لقوات الاحتلال.
وارتقى الشهداء الثلاثة وشيّعت جماهير غفيرة في نابلس جثامينهم، وسط هتافات مؤيدة لكتائب القسام ومطالبة بمواصلة طريق الشهداء الذي رسموه بدمائهم الطاهرة، في سبيل دحر المحتل وتحرير فلسطين.
وساءت العملية البطولية وجوه قادة الاحتلال، وعلمتهم درساً عجزوا عن استيعابه أو التصرف إزاءه، حين قام المجاهدون باستهداف سيارة للمغتصبين قرب مغتصبة "الحمرا" بمنطقة الأغوار الشمالية برشقات من الرصاص، وتمكن المجاهدون من الانسحاب بسلام.