21.11°القدس
20.82°رام الله
19.97°الخليل
24.69°غزة
21.11° القدس
رام الله20.82°
الخليل19.97°
غزة24.69°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: لماذا ترفض "فتح" المصالحة الوطنية

لم يكن جديداً ولا مستغرباً على حركة فتح رفضها للمصالحة الوطنية، فهي منذ أحداث يونيو 2007م في غزة قد اختارت طريق مناصبة حماس وقطاع غزة العداء. وأوصت لجنتها للتحقيق في أحداث غزة بحصار غزة إلى أن تخضع لسيطرة فتح. واستمرت في حالة الرفض المطلق لأي حوار مع حماس لمدة سنة كاملة، فرضت خلالها شروطاً تعجيزية على حماس لتقبل بالحوار معها، وأهمها الاعتراف بـ(إسرائيل) والإقرار بالاتفاقيات الموقعة معها. ذلك أن حماس دأبت على تأكيد رفضها الاعتراف بـ(إسرائيل)؛ الأمر الذي يرفع من أسهم حماس في الساحة الفلسطينية والساحات الشعبية العربية والإسلامية. بعد محاولات عسيرة تم توقيع اتفاق مصالحة برعاية مصرية بين فتح وحماس، تحدثت عن إصلاح منظمة التحرير، وانتخابات متزامنة للتشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، وإصلاح الأجهزة الأمنية، والإصلاح المجتمعي. وخلال ذلك وحتى اللحظة لم تتوقف فتح وأجهزتها الأمنية عن اعتقال كوادر حماس وأنصارها في الضفة الغربية. ولم تهيئ الأجواء لانتخابات نزيهة. ولم تقدِّم أي خطوة تدلِّل على رغبتها في تطبيق الاتفاق. بل على العكس من ذلك؛ فقد طلب رئيس فتح إجراء تعديلات على اتفاق المصالحة من خلال تغيير المواعيد، وحصر الانتخابات في الضفة وغزة دون الخارج لأن فلسطين من وجهة نظره هي الضفة وغزة فحسب. وطلب تأجيل إصلاح الأجهزة الأمنية. ثم قرر وقف كل إجراءات المصالحة بانتظار ما تتمخض عنه زيارة الرئيس الأمريكي. وبعد تلك الزيارة رفض رئيس فتح فكرة عقد قمة عربية مصغرة بحضور طرفي النزاع الفلسطينيين، مما يؤكد مجدداً رفض فتح التقليدي للمصالحة مع حماس، وذلك للأسباب التالية: 1- تعتبر فتح أن حركة حماس هي المنافس الحقيقي لها على الساحة الفلسطينية، وأن أي إفساح لحماس في المشهد السياسي الفلسطيني سيدفع بفتح خارجاً. 2- حاولت فتح احتواء حماس عبر انتخابات المجلس التشريعي الثانية، ولكن فوز حماس الساحق أربك حسابات فتح وجعلها تقرر عدم السماح لحماس بالتمتع بمزايا هذا الفوز، وحرمانها من أي فرص فوز أخرى على أي مستوى. وما انتخابات البلدية الانفرادية التي نفذتها فتح في الضفة الغربية إلا دليل على ذلك وصورة مصغرة لما يمكن أن تكون عليه حال أي انتخابات قادمة. 3- تطبيق المصالحة يعني السماح لحماس بالمنافسة على منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تمثل آخر قلعة لحركة فتح، لا يمكنها التفريط بها، لأنها تمسك بزمام المشهد الفلسطيني على الساحة الدولية. وإن فوز حماس المتوقَّع في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني سيعني انزواء فتح إلى الأبد. 4- تصرفت فتح كحركة علمانية ترفض مشاركة الحركات الإسلامية لها في إدارة الشئون السياسية، وتنظر إليها بازدراء وتعالٍ. وهي لا تفكر إلا في محاصرة العمل الإسلامي وتقييده. 5- في ظل خيارات فتح الرافضة للمقاومة المسلحة، والمنخرطة في عملية تسوية سياسية عبر المفاوضات مع العدو، لن تسمح بتحقيق تيار المقاومة المسلحة الذي تقوده حماس بأن يحقق أي إنجازات. ولذلك تورطت فتح في تأجيج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2008 – 2009م بهدف القضاء على حماس واستعادة فتح لساحة غزة. 6- تستلم فتح من الدول الداعمة لها؛ سواء الولايات المتحدة الأمريكية، أو بعض الدول الخليجية، مئات الملايين من الدولارات سنوياً، تنفقها على كوادرها وقياداتها ومؤسساتها ومقاليد حكمها. وهي لا تتخيل كيف يمكنها السماح بالتفريط بكل هذا الدعم المالي لتحل محلها حماس أو غير حماس. 7- مارست قيادات فتح دور الزعامة للشعب الفلسطيني، واعتادت قياداتها على استقبالها في دول العالم كقيادات للشعب الفلسطيني، وهي لا تستطيع أن تستوعب أن تفقد كل ذلك التكريم والتقدير والمتعة، ولا تستطيع مشاهدة خصمها التقليدي يحلُّ محلها في سفارات فلسطين عبر العالم، وفي استقبال الرؤساء لقيادات حماس. ومن هنا رفضت فتح دعوة إيران لإسماعيل هنية لحضور مؤتمر قمة عدم الانحياز. كما رفضت مؤخراً حضور حماس لقمة عربية مصغرة لدعم المصالحة. 8- تخشى فتح من أن يؤدي وصول حماس لقيادة المنظمة والسلطة معاً إلى إجراء محاكمات وطنية ضد قيادات فتح على ما اقترفته من اعتراف بـ(إسرائيل)، وتنسيق أمني معها، وتآمر على الشعب الفلسطيني وقواه الحية. ولذلك فهي تستميت في الدفاع عن معاقلها السياسية وتصر على رفض المصالحة عملياً، حتى وإن تظاهرت بقبولها لفظياً.